غطاء الوجه كما هو معروف قطعة قماش تغطي وجه المرأة، وتضعها عند خروجها من بيتها، لكي تحجب رؤية الرجال عنها، وتختلف الآراء حول هذا الغطاء فمنهم يقول إنه من الإسلام، و منهم يقول أنه من العادات و التقاليد، ومنهم يقول أنه رمزاً للتخلف، وطبيعة البشر مختلفون في اتجاهاتهم وقناعاتهم ومعتقداتهم.

عادةً ما يكون الإنسان محكوماً بالمعتقدات اليقينية المسبقة، وتفسيره وحكمه على الأشياء والآخرين من حوله على ذلك، سواء كانت هذه الاعتقادات دينية أو عرفية اجتماعية أو خرافية، وعموماً الإنسان يجد نفسه ومكانته وأمانه الاجتماعي وراحته العقلية في الشائع من الأقوال والتفسيرات والأحكام الجاهزة.لو تأملنا إلى المرأة في المجتمعات المتأخرة نجد إنها يطبق عليها جميع أنواع الكبت والقيود والحرمان، وحتى وجهها لم يسلم من ذلك، وإن غالبية النساء يخشن خروجهن عن العادات والتقاليد أكثر من الرجال، فهن يقفن متمسكات بعادات مجتمعهن، حتى لا ينبذن ويفقدن قيمتهن بين الناس ويكون خارج دائرة الاعتراف بهن اجتماعياً.أما من جهة أخرى نجد إن الإنسان له الحق في إن يعرف هوية مع من يتعامل معه سواءً كان في الشارع أو السوق أو أي مكان أخر، والوسيلة الوحيدة لتعرف على هوية الآخرين هي من خلال الوجه، لأن الوجه هو الدليل على معرفتنا لهوية البشر.لذا فإن تغطية الوجه تجعل من الإنسان مجهول الهوية غير معروف من قبل المجتمع والأفراد الذين يتعامل معهم.ختاماً إن تغطية وجه المرأة وعزلها وحبسها عن الحياة، أصبحت كالإنسان الميت في قبره، الذي لا وجود له في هذه الكون، فهو لا نرى جسده ولا نسمع صوته.