(11-19-2010, 10:23 AM)أبو خليل كتب: اقتباس:لعلّي أطلب رهقاً وأنا أرجو السيد حسن نصرالله ألا يخطئ، فلا عصمة لبشر، إلا أنني أسمح لنفسي بأن أرجوه أن يحاول
بيعجبني جهاد الحازن في مقالاته الباهتة و هو يتفشخر على القراء فيوهمهم أنه على علاقة شخصية بكل الحكام و الملوك و النافذين و السياسيين و الاقتصاديين في العالم فيخاطبهم مخاطبة الند للند و كأنه في سهرة أنس و فرفشة بين اصدقاء و يخيل للقارئ انه معهم في هذه السهرة بفضل كرم جهاد الخازن و سماحه للقارئ بالاطلاع على محاوراته مع اصدقائه و ندمائه من النافذين...
هكذا تجده (يحث نوري المالكي) و ينصح الملك عبداالله و يعاتب اوباما و يتباحث مع مشعل و يتسامر مع سعد الحريري و يواسي الدالاي لاما و هكذا...
عيون وآذان (سوء الحظ واقفاً بالمرصاد)
الجمعة, 19 نوفمبر 2010
جهاد الخازن
هل يمكن ان نفسر قضية سياسية مهمة بسوء الحظ؟ لا مؤامرة اميركية، أو صهيونية غاشمة. مجرد سوء حظ. سأحاول.
الزميل فهمي هويدي كتب مقالاً في جريدة «الشرق» القطرية عنوانه «لغز الجفاء مع دمشق» بدأه بأسئلة وأجوبة من مقابلة الزميل غسان شربل، رئيس تحرير «الحياة»، مع الرئيس بشار الأسد، خلص منها الى استنتاجات صائبة هي ان ثمة مشكلة مستعصية في العلاقات المصرية - السورية، وأن الرئيس الأسد يعتبر ان هناك شيئاً ما في القاهرة يعطّل مسار العلاقات السياسية بين البلدين، وأن ثمة شيئاً ما لا يعرف كنهه في علاقة الرئيسين المصري والسوري يحول دون إعادة الحيوية والعافية بين البلدين.
أعرف التفاصيل من اصحاب العلاقة مباشرة في مصر وسورية، ولا أزيد، وكنت بعد مقابلة الزميل غسان شربل وتعليق الزميل فهمي هويدي فكرت في نشر ما أعرف ثم ترددت، لأن أكثره كان في مجالس خاصة، وعلى أساس عدم النشر، غير ان الحديث عن العلاقات المصرية - السورية يرفض ان يطوي نفسه، وأسمع أحياناً كلاماً لا يمت الى الحقيقة بصلة، وما يؤذي مصالح البلدين ويعرقل تحسين العلاقة الشخصية بين الرئيسين، وقد
رأيت أن أنشر ما أستطيع نشره مما سمعت مباشرة من اصحاب العلاقة، أملاً بأن يبدد إشاعات غير صحيحة، وأن يمهد لبداية جديدة نحو تحسين العلاقات.
الجفاء عمره سبع سنوات، أو أكثر، لا خمس سنوات، وتحديداً منذ اجتياح العراق وتهديد أميركا جورج بوش بتغيير النظام في سورية، ومجيء وزير الخارجية في حينه كولن باول الى دمشق لفرض شروط «المنتصر»، وقد رد الرئيس بشار الأسد على كل شرط منها بالرفض و «ظهره الى الحائط». الجانب المصري يقول انه ساعد سورية ووقف معها في ذلك الوقت، والجانب السوري يقول ان مصر لم تساعده وتركته وحده في وجه عاصفة سياسة المحافظين الجدد.
أختصر الزمن الى قمة سرت العادية هذه السنة ومحاولة كان يمكن ان توفر مخرجاً من أزمة العلاقات لولا سوء الحظ.
الرئيس بشار الأسد في سرت أخذ زمام المبادرة وطلب ان يكون أول رئيس عربي يهنئ الرئيس حسني مبارك بالسلامة بعد العملية الجراحية في ألمانيا، والوفد المصري رحّب كثيراً، وأمل بفتح صفحة جديدة في العلاقات لا يستطيع فتحها غير الرئيسين معاً.
قيل للرئيس بشار ان الأطباء قالوا ان الرئيس مبارك بحاجة الى بضعة ايام من الراحة بعد العملية، وأن تكون الزيارة الواحدة لمدة 40 دقيقة في البداية حتى لا يرهق الرئيس الذي سيكثر زواره.
الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن يعرف بهذه التفاصيل، وهو اتصل هاتفياً بالرئيس مبارك فور عودته بالتزامن مع القمة، وأصر على حقه في ان يكون أول رئيس عربي يهنئه بالسلامة بعد العملية لأنه أقدم رئيس عربي (العقيد القذافي مش محسوب لأنه لا يعتبر نفسه رئيساً).
الرئيس مبارك قال للرئيس اليمني: تفضل، وحددت رئاسة الجمهورية المصرية له موعداً يوم الأحد الساعة الحادية عشرة صباحاً. واتصل المسؤولون المصريون بالسفير السوري في القاهرة والسفير المصري في دمشق واقترحوا ان يأتي الرئيس الأسد يوم الاثنين الساعة الحادية عشرة صباحاً (الحديث هنا عن آخر آذار/ مارس الماضي).
الرئيس السوري على الأرجح لم يعرف باتصال الرئيس اليمني، وما كان يهمه ان يكون أول زائر أو الثاني أو الثالث، إلا ان الدعوة جاءته ليوم محدد وساعة محددة واعتبرها استدعاء لا دعوة، فالعرف الديبلوماسي يقضي بأن يترك له تحديد الوقت الذي يناسبه مختاراً من بضعة أيام أو أسبوع. وهو يفضل ان يكون هناك اسلوب رسمي في التعامل بين البلدين (process) بدل رفع الكلفة.
لا أجد تفسيراً سوى سوء الحظ، ولولا الحساسية بين الرئيسين لربما كان الدكتور بشار الأسد اتصل بالرئيس مبارك وقال له: ألف حمد الله على السلامة يا ريّس، ولكان الرئيس المصري أصر عليه ان يزوره من دون طلب.
وبقي سوء الحظ واقفاً بالمرصاد، فالرئيس السوري كان زار مصر ليعود الرئيس مبارك لو أن وزير الخارجية اخانا احمد ابو الغيط، أو رئيس الاستخبارات اللواء عمر سليمان زار دمشق لدعوته، غير ان الجانب المصري رأى ان الزيارة لأمر خاص، وليست زيارة رسمية، لتحاط بإجراءات رسمية لا تليق بالهدف منها.
ما سجلت هنا هو ما حدث كما سمعته في القاهرة ودمشق من اصحاب العلاقة، وسوء الحظ لا يمكن ان يستمر، فالرئيسان يريدان تحسين العلاقة، ولا بد ان تنجح المحاولة التالية أو التي بعدها، لأن الجفاء بين مصر وسورية يؤذي مصالح كل بلد عربي لا البلدين المعنيين وحدهما.
*
أنا سمعت كان عم يلعب طاولة زهر محبوسة مع بشار الأسد