{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
انه ليس دين فحسب ،، بل أكثر من ذلك
عقلينوس ! غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 118
الانضمام: Sep 2010
مشاركة: #1
انه ليس دين فحسب ،، بل أكثر من ذلك
عام 2005 احرقت ودمرت سفاراتي الدنمارك في بعض العواصم الإسلامية ، واشتعلت الجموع الغاضبة بمظاهرات مشحونة بالتهديد والوعيد ، تحركات لمنظمات وهيئات ودول لرأب المعضلة ، اما الحدث فهو رسوم كاريكاتورية مسئية لرسول الإسلام لرسام مغمور في صحيفة مغمورة في اقاصي شمال اوربا ، هناك حيث بلداً لم نكن نعرفه سابقاً إلا انه مزرعة ضخمة للأبقار ، اصبح بعد هذا الحدث اشهر من نار على علم عند النظر بتمعن وتدقيق في هذه الحالة سنجد انها ذات ابعاد اخرى انها ليست مجرد إساءة لرمز مقدس بل إساءة لقومية كاملة ، قومية لا تريد الإعتراف بانها قومية ، قومية قد تضم مليار إنسان او اكثر انبثقت حديثاً واصبح لها التأثير على مسرح الاحداث ، انها القومية الإسلامية ، هي الابن غير الشرعي للقومية العربية الميتة منذ الولادة .

الإسلام ومنذ بزوغ فجره لم يكن مجرد دين بل كان فكر سياسي ، قد يكون هو الدين الوحيد الذي يشترط وجود دولة تتبناه ، شرائع واحكام الإسلام لا تعطي الفرد ذاته نفس الاهمية كتلك التي تعطيها للجماعة و للمجتمع وللدولة ، لذلك فلا عجب ان أوائل الحروب الإسلامية كان لها اهداف سياسية وحتى الخلافات التي تبعت موت النبي كانت سياسية محضة ، هذه البداية الإسلامية بنت مفهوماً اخر للإنسان العربي بصفة خاصة ، انها الهوية ، اصبح الإسلام اكثر من كونه دين او نظام سياسي او تشريعي اصبح هوية للفرد ، وقمة لمعان هذه الهوية كانت في بداية نشوء الدولة الإسلامية او دولة الخلافة ، خدمة هذه الهوية او هذه القومية كانت الدافع الاول للحروب الإسلامية وما إلى ذلك من فترات الإستعمار إلى التطهير او الإحتلال الجغرافي والسياسي والفكري والثقافي ، كان نشر الهوية الإسلامية هي النقطة الاكثر وضوحاً من نشر ذات الدين على حسب مفاهيم الدعوة و التبشير المعروفة عند الاديان .

هل هناك حقاً هوية او حضارة إسلامية وكانت بديل ماذا وما الدافع إلى نشرها او التمسك بها منذ ولادتها ؟ ، أولا وقبل كل شيء علينا ان نعرف ان العرب وهم الذين نبع الإسلام من ثقافتهم وفكرهم لم يكونوا ذا قوة او مكانة او حتى حضارة ، بل كانوا يعدون من الاتباع والبدو ، حتى اشهر المماليك في شبه الجزيرة العربية كانت تتبع لمماليك اخرى اكبر منها ، كان وجود الحضارة الفارسية والحضارة الرومانية اشبه بجبلين يغطيان التبة الصغيرة بينهم وهي الحضارة العربية التي لم تكن لها السمة الخاصة او القوة الثقافية او الفكرية ، ظهور الإسلام وتجلي مضمون الفكر الإسلامي وإنتصارتها الاولى في الحجاز كان الشيء الذي تبحث عنه الحضارة العربية لتقوم ، كان لابد للعرب من وجود خلفية فكرية وثقافية ، وكان الدين هو الاصلح لذلك ، تمسك العرب الاوئل بالإسلام كقوة فكرية إتجاه الحضارات الاخرى كان اشبه بالوقود لتحريك عجلة القومية العربية وتطورت مراحل هذا التبني حتى وصل لقمته إبان الدول المتتابعة من الاموية والعباسية والعثمانية وغيرها ، في الحقيقة عندما تغطي التأثير الإسلامي في التاريخ العربي فلن يبقى لك سواء الإنسان العربي البدوي .

هنا التاريخ يعيد نفسه ، القومية العربية الحديثة التي بدأت وماتت في القرن العشرين هي نفسها القومية العربية ما قبل الإسلام ، إنهزام العرب ترك جرح غائر وترك ضياع في الهوية العربية ، كان الامر اشبه بالعيش على الهامش في ظل الحضارات الاخرى ، كانت تبني القومية الإسلامية هي افضل الحلول للظهور مرة اخرى بهوية واضحة يتم التشفي بها من جروح الإنهزام العربي ( القومجي ) .

نقد الدين او نقد بعض مضامينه لم تصبح إساءة لذات الدين بل إساءة لهوية ، ما تبعت احداث الرسوم المسيئة من اعمال عنف وشغب ومظاهرات لم تكن غضباً بسبب الإساءة إلى النبي من منظور ديني ، هم انفسهم من غضبوا وتظاهروا واحرقوا قد لا يتبعون السنة النبوية اساساً ، الامر لا يتوقف هنا ، الإساءة كانت إساءة للقومية وللهوية الإسلامية ، المسلمون شعروا انهم جرحوا في هويتهم ، وكان هذا الحدث فرصة للتشفي من غزو امريكا للعراق الذي كان قبل سنتين ، كانت الفرصة سانحة لتفجير الغضب بغض النظر عن المبررات ، المسلمون يلعنون القومية ليل نهار وهم يعشيون اصلاً في قومية قد تكون اكثر فاشية وعنصرية من القومية العربية ، إن هذا الغضب الإسلامي إتجاه من يسمون اعداء الإسلام قد يولد فكر فاشي اصيل ، فكر تطهيري عنصري ، القومية الإسلامية قد تكون خطراً على الدول المدنية وعلى المجتمعات المدنية الحديثة ، فشعارات كالإسلام هو الحل والحاكمية لله هو رغبة في إعادة تسلم السلطة فلا إله ولا رسول من سيحكمون بل رجال الدين انفسهم ، هذه الشعارات هي اكثر خطورة من الإمبريالية الغربية ، هي ذاتها كفيلة بالقيام بعمليات التطهير الفكري والسياسي والإجتماعي والديني إن لم يكن تطهيراً حقيقاً .

ظهور مجتمع مدني حديث سيكون مستحيلاً في وجود كيان فكري كالقومية الإسلامية ، نحن اساساً لدينا خلل في الهوية الوطنية التي تذيب الفرد تماماً وتجعله وكأنه وجد لخدمة الكيان السياسي وليس العكس ، هذه المشكلة ومشاكل اخرى كانت دافعاً قوياً في التمسك بالإسلام كهوية وليس كدين فقط مم أدى إلى منع أي نقد نظري او تجريدي لأي افكار دينية لأن المساءلة هنا مسألة خلفية سياسية وثقافية وإجتماعية اكثر من كونها مسألة دينية .

11-21-2010, 10:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
انه ليس دين فحسب ،، بل أكثر من ذلك - بواسطة عقلينوس ! - 11-21-2010, 10:28 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سوريا تعيش أكثر أيامها خطورة...بقلم سامي كليب فارس اللواء 0 826 02-03-2012, 02:57 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مجرد رأي لا أكثر بلاجذور 9 2,100 06-18-2011, 03:42 PM
آخر رد: زيني عبّاس
  غسان شربل...أشعر أن الوحدة الوطنية تتصدع في أكثر من مكان. بسام الخوري 2 1,465 09-21-2010, 04:11 AM
آخر رد: tornado
  عمر الشريف : جمال مبارك يتقن الانجليزية بطلاقة انتم عايزن أكثر من كده ايه .!!!؟؟؟.. نسمه عطرة 12 3,849 09-08-2009, 08:34 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  فيلم وثائقى أكثر من رائع عن نظرية التطور neutral 3 2,942 07-23-2009, 06:21 PM
آخر رد: neutral

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS