الى اي مدى يمكن للتاريخ ان يعيد نفس الانماط في التعاطي السياسي والاجتماعي
فعلا عجيب ان يتصرف القاتل كولي الدم لضحيته ، التحقيق الدولي كان مكرسا في أربع سنوات للبرهنة على اتهام سوريا عبر تلفيق الأدلة كما تكشف في حصيلة انهيار منظومة شهود الزور التي لم تظهر صورتها كاملة حتى الآن فما هو أهم من الشهود أنفسهم والذين تبين بوضوح أنهم مرتزقة جرى تجنيدهم في مطابخ مخابراتية وسياسية لبنانية وأجنبية أدارها الأميركيون (الجدد)، هو بالتحديد اللبنانيون الذين ساهموا في هذه الطبخة و الجهات الدولية التي حركتهم في هذا الاتجاه أي كشف المشغلين الأصليين في هذه العملية الانقلابية التي استهدفت سوريا ولبنان والحقيقة والعدالة معا.
آلة ومنهجية التحقيق التي كانت تعمل مع معاوية وابن الحكم لاتهام علي بن ابي طالب بقتل عثمان وتحميل بني هاشم دمه ما زالت هي ذاتها تعمل مع بلمار وجفري فيلتمان وإن تبدلت الأسماء والاحداث ، منهجية ما تزال قائمة على استبعاد القاتل الحقيقي من دائرة الاتهام والانتقال إلى محاولة البرهنة على اتهام سياسي مسبق ضد اطراف لا ذنب لهم الا عداوة سابقة مع من يتولى الاتهام
والمضحك في الامر ان التعديل الاخير للمحكمة الدولية باعتماد الشهادات الخطية للشهود والمحاكمة الغيابية للمتهمين تدعو اصغر طالب حقوق او محام متدرج في اي دولة ان يبصق على هكذا محكمة وهكذا قرارات (قراقوشية)
المحكمة وبدائل الحرب الاسرائيلية على حزب الله
تعرف مراكز القرار الأميركية والغربية والعربية المرتبطة حصيلة الاختبارات السابقة و لاسيما الحرب الإسرائيلية التي انتهت إلى هزيمة في صيف 2006 ولا تتوافر حتى الساعة مقدمات تشير إلى إمكان تكرارها بسبب العجز الإسرائيلي ، كما أنهم جربوا في 5 أيار 2008 توريط حلفائهم في انقلاب داخلي كانت تتمته المعروفة في اتفاق الدوحة.
ويعلم الأميركيون أن الحرب الإسرائيلية الجديدة قد تطرح وجود إسرائيل برمته في الميزان خصوصا إذا تحولت شاملة على الصعيد الإقليمي اذا لا بد من الذهاب عبر المحكمة لتصنيع الفتنة المذهبية الممهدة لحرب صفين جديدة في المنطقة
وكما كان دم عثمان بن عفان آخر هم عند معاوية كذلك دم الحريري آخر هم عند (المجتمع الدولي ومحكمته)
لكن المحصلة في الحالتين ان (سعد)عبيد الله بن عثمان (الحريري) لم يصبح خليفة والده بعد ذلك