بينما كنت جالسة إلى جواره أمازحه وأتأمله همست لذاتي بأن أراقب تلك اللحظات الباسمة فأقتبسها
وأضعها في أرشيفي لأعود إليها يوماً ..فإذا أظلمت الأوقات وهدأت سراديب الروح وخلت من المارة
تجولت بين دفتيه لعلي أسعد أو أتبسم كما تبسم هو ويتبسم الآخرون بعد عناء..
قد لا يكون ذلك ممكناً إذ ستبدو الصور كامدة متيبسة يعلوها الشحوب وعلامات الشيخوخة و لا
عجب فالحياة كلها تشيخ حينما لا تجد فيها سوى لوحات صامتة لا يسمح لقوس قزح بالمرور في ضواحيها .
ولكنها محاولة قد تخلق في الموات روحاً وفي خطوط الصوامت نبضاً ..

لقد بدأت أمارس طقوس التبلد قسراً باعتباري إحدى تلك الصوامت فالقمر صامت والليل
صامت والبحر صامت والسماء صامتة وأما النهار فهو أشعث أغبر لا وقت فيه لصفاء أو ابتسام..
إذ الابتسام جواب شرط يحتاج لفعل شرط حتى يتم فهو لا يأتي بسهولة كما لا تزول نشوته
ونكهته بسهولة ..

ياااه .. وكأنما تبسمت !!
خطر ببالي صوته الحبيب إلى قلبي .. حين جاءني من الأرشيف فكان أفضل حالاً من الصورة ..
أنت حبيبتي ..
هكذا قال لي ثم رحل و بقيت تزورني فمرة أبتسم ومرة لا أتقنها !