(11-28-2010, 09:10 PM)خالد كتب:  القضية أبسط من هذا بكثير،

بعد انهيار المنظومة الشرقية والاتحاد السوفيتي، بدأ العد العكسي لإزالة وسائل الدلال والراحة من دول "الطوق" التي أشبعت بها شعوبها للحيلولة دونها ودون الشيوعية، معلومكم قبل الشيوعية كانت الطبقات الكادحة في أوربا تعيش بمستوى أدنى من البهائم.

حتى لا تثور هذه الطبقات، وتفطن لما يحاك ضدها، تم اختراع عدو وهمي تحال عليه كل المصائب، ويصير الحديث في المجالس النيابية الأوربية حول هل نسمح لأصحاب الشعور السوداء بالسكن بمعزل عن غيرهم أن يجب أن نبددهم بين القبائل، ويصير الحديث عن خصخصة التعليم والخدمات والتصاعد المستمر في الأسعار وارتفاع نسبة البطالة والبطالة المقنعة وهجوم الشركات المتعدية للجنسيات، كل هذا يصير من نافلة القول ولا يجد من يعبأ به حتى حين يقال.

حين ينهي الأوربيون طرد آخر عربي أو مسلم من أوربا، سيستيقظون على كابوس مزعج كانوا يعيشون فيه قبل مائة سنة، وهو تبخر الضمان الاجتماعي.

في السويد مثلا، منذ سنتين، صار على المواطن أن يدفع على الأقل 900 كرونة سنويا حين يذهب إلى الطبيب، لا يدفع بعدها شيئا، هذا الكلام جديد عمره سنتين، في نفس البلد المشهور بنظامه ودقة مواعيده، تعاني شركة SJ للقطارات من عدم دقة مواعيد قطاراتها، لم يحدث منذ سنة 2006 أن قدم قطار إلى موعده، طبعا السبب هو تقليص الدعم الحكومي لترميم وتحسين شبكات السكة الحديدية.

في فرنسا سنة 2009، قامت مظاهرات طلابية عارمة بسبب تخفيض النفقات للخدمات البحثية، كان على ما يبدو المفترض أن يدفع الطلاب ثمن المختبرات،
قبل شهرين في فرنسا حاولت الحكومة رفع سن التقاعد، منشئة اضرابا واضطرابات عمت البلاد،

منذ بضعة أيام أو أكثر، اندلعت أعمال عنف في بريطانيا بسبب رفع الرسوم الطلابية فوق المستطاع.

طبعا الدنمارك المشهورة بحكومتها العنصرية صراحة، خلال مطلع 2009، عمت الفوضى المالية في البلد، وبدأت الشركات تعلن إفلاسها، وتطرد موظفيها، ويتم إحالة ديونها على هيئة تحصيل قانونية، ثم يقوم الأولاد الكبار المالكين لها بإنشاء شركات جديدة أخرى، تشتري موجودات الشركات المفلسة وتستمر بالعمل دون ديون ودون كادر كبير من الموظفين.
بدل النظر لهذا الأمر، صار النظر إلى بضعة أجانب يسكنون حيين في العاصمة، وحيين في مدينتين في شبه الجزيرة. أنهم يقومون بالفوضى، وأن هناك بضعة نساء يرتدين القماش على الرأس بما يسيء لنظام الحياة الدنمركية الفاضلة.

موضوع العرب والمسلمين في أوربا هو كبش محرقة لإتمام رسملة أوربا، ولو لم يوجد المسلمين والعرب في هذا الأمر لربما صار الأمر نفسه ضد الغجر أو غيرهم ممن يتم استضعافه.

يعني انت تعتقد، ان ما يفعله الاجانب من الاحتيال على القانون للحصول على اكبر قدر من المساعدات الاجتماعية (كالتظاهر مثلا بالطلاق لحصول الزوج و الزوجة المطلقان على معونات اجتماعية لبيتين منفصلين)، او ظاهرة الزواج من اجنبيات للحصول على الجنسية ثم تطليقهن و استقدام زوجات من بلادهم الاصلية، و عدم قدرة و استعداد الاجانب للانخراط و التكامل مع المجتمعات الاوروبية الذين يعيشون فيها، و ظاهرة وجود نسبة كبيرة من الاجانب تضلع في الجرائم المنظمة و الغير منظمة و التي تبدأ بجنحة المخالفات المرورية ولا تنتهي بالقتل و تهريب و بيع المخدرات، هذا غير التطرف الديني الذي يجلبوه معهم من بلدانهم الاصلية و الذي يشكل احيانا تهديدا امنيا للبلدان التي تستضيفهم و غير ذلك كثير، لا يلعب دورا في ظاهرة كره الاجانب في اوروبا، و ان كل القصة و ما فيها، ان اوروبا خلقت عدوا وهميا ليس له وجود فقط لتمرير فكرة رسملتها على الناس؟؟!!!