أسانج يؤكد أن وثائق البنتاغون والخارجية مازالت في البداية.. والضربة المقبلة: مصرف أميركي كبير
أستراليا تشكل فرقة تحقيق حول خروقات «ويكيليكس»
جوليان أسانج صاحب موقع «ويكيليكس» (رويترز)
لندن: راغدة بهنام
أعلن صاحب موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، أن الوثائق السرية للبنتاغون والخارجية الأميركية التي نشرت حتى الآن، «ليست إلا البداية»، وأنه ما زالت لديه الآلاف من الوثائق التي تنتظر النشر. وقال، في مقابلة أجرتها معه مجلة «فوربس» في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، ونشرتها أول من أمس: إن الوثائق المقبلة التي قد تنشر مطلع العام المقبل تتعلق بمصرف «أميركي كبير». ولم يكشف أسانج عن اسم المصرف ولا إذا كان أكبر المصارف الأميركية، إلا أنه أكد أنه لا يزال موجودا.
وقال، في المقابلة التي أجريت معه في لندن؛ حيث يعتقد أنه موجود حاليا: «ستعطي نظرة داخلية حقيقية وممثلة عن كيف تتصرف البنوك على المستوى التنفيذي، بشكل سيحفز على بدء تحقيقات وإدخال إصلاحات، أعتقد». وكشف أسانج أيضا عن أنه «تعرض للتهديد بالسجن في حال ذهب إلى دبي»، بعد أن نشر موقعه وثائق تتحدث عن هشاشة بعض المصارف في الإمارة، وقال: «قبل أن تنهار البنوك في دبي، وضعنا عددا من الوثائق المسربة تظهر أنها (المصارف) غير سليمة. لقد هددونا بإرسالنا إلى السجن في دبي.. إذا ذهبنا إلى هناك». ومن بين الوثائق التي يملكها وتنتظر النشر، وثائق حول «تجسس صناعي»، أي ما قال إنه «تجسس إحدى الحكومات الكبرى على الصناعة التكنولوجية، وإن الولايات المتحدة هي إحدى الضحايا في هذا المجال».
وأكد أسانج، وهو أسترالي، أن نحو 50% من الوثائق التي بحوزته مرتبطة بالقطاع الخاص. وقال: «الوثائق الخاصة التي نملكها قد تسقط مصرفا أو اثنين..». وعن الوثائق المتعلقة بمصر أميركي كبير قال إنها ستنشر مطلع العام المقبل: «ستفضح انتهاكات صارخة وممارسات غير أخلاقية..». ولكنه شدد على أن الموقع «لا يزال يحقق» في حجم الأموال التي دخلت في هذه العمليات، مشيرا إلى أنه لا يزال من المبكر «الحديث عن عمل إجرامي لأنه علينا أن نكون حذرين من إلصاق التهم الجنائية بحق الأشخاص حتى نكون متأكدين من ذلك».
وأسانج نفسه صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية قبل نحو 10 أيام، بناء على طلب المدعي العام في السويد، بتهم اغتصاب امرأتين هناك. ولم يظهر إلى العلن منذ ذلك الحين، باستثناء ظهور قصير له من خلال شريط فيديو مصور أول من أمس، يبدو أنه صور من هاتف محمول من شقة أو غرفة فندق في مكان مجهول، وعلق فيه باقتضاب على وثائق الخارجية الأميركية. وكتبت صحيفة الـ«ديلي تليغراف» البريطانية أمس، أن ظهور أسانج إلى العلن، أو الكشف عن مكانه، قد يشجع رجال الشرطة في بريطانيا إلى إلقاء القبض عليه وإرساله إلى السويد؛ حيث صدرت بحقه مذكرة التوقيف. وقالت الصحيفة، نقلا عن «مصادر مقربة» من أسانج: إن صاحب موقع «ويكيليكس» متخفٍّ «عن قصد لأنه يخشى أن تطغى قصة اتهامه بالاغتصاب على قصة تسريب الوثائق».
وإلى جانب المشكلات مع القضاء في السويد، قد يتعرض أسانج (39 عاما) لمشكلات مع القضاء في الولايات المتحدة وفي بلده أستراليا. ففي الولايات المتحدة، يبحث المدعي العام إريك هولدر في إمكانية توجيه اتهامات إلى أسانج تحت بند الجاسوسية. وفي أستراليا، كتبت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» أن الحكومة الأسترالية «شكلت فرقة من الجنود والجواسيس والمسؤولين» للبحث في الوثائق الأميركية التي نشرها موقع «ويكيليكس». وأضافت أن المدعي العام روبرت ماكلالند قال إنه أمر الشرطة الفيدرالية أن تفتح تحقيقا فيما إذا كان أسانج و«ويكيليكس» قد خرقا القوانين الأسترالية. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن المدعي العام لمح إلى أن أسانج «قد يلاقي ترحيبا غير سار في حال عاد إلى أستراليا».
ويتعرض موقع «ويكيليكس» منذ يوم الأحد، يوم بدء نشر الوثائق الأميركية الدبلوماسية، لقرصنة تجعل فتح الموقع مستحيلا. وقد أعلن «ويكيليكس» أمس في موقعه على تويتر أن موقعه يتعرض لهجوم جديد أقوى بكثير من هجوم الأحد، وأنه لم يعد متوفرا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وثائق جديدة على «ويكيليكس» وهجمات إلكترونية عليه
الإكوادور تعرض المأوى لمؤسسه
واشنطن: مينا العريبي
صباح جديد في واشنطن أتى مع نشر وثائق جديدة مسربة من وزارة الخارجية الأميركية أمس. وبعد أن تعهد موقع «ويكيليكس» بمواصلة نشر وثائق أميركية سرية،
وصل عدد البرقيات الأميركية المسربة المنشورة على الموقع إلى 294 وثيقة من أكثر من 251 ألف وثيقة ينوي الموقع نشرها. وبينما حصل عدد من الصحف المتعاونة مع «ويكيليكس» على كل الوثائق مسبقا، فإن نشر الوثائق نفسها سيستمر تدريجيا على الموقع خلال الأشهر المقبلة، مما يعني إحراجا متواصلا للولايات المتحدة. ولكن تعرض موقع «ويكيليكس» لعدد من «الهجمات» الإلكترونية أمس، مما بطأ عملية نشر الوثائق، وينذر بإمكانية شل الموقع مستقبلا في حال نجحت تلك الهجمات.
وقال القائمون على «ويكيليكس» في صفحتهم على موقع «تويتر» أمس إنهم تعرضوا لهجوم يهدف إلى منع المتصفحين من الوصول إلى الموقع الإلكتروني. وتعرض الموقع أمس لعدد من الهجمات المعروفة بـ«دي دي أو إس» لمنع الوصول إلى الموقع. وجاء على صفحة «ويكيليكس» أمس: «هجمات (دي دي أو إس) تفوق الـ10 غيغابايت في الثانية»، وكان الموقع قد تعرض لهجوم مماثل يوم الأحد الماضي ولكنه لم يمنع الموقع من مواصلة عمله. وهناك جهات في الحكومة الأميركية بحثت إمكانية تعطيل الموقع، إلا أن الموقف الرسمي الأميركي يرفض ضلوع الإدارة الأميركية مباشرة في هذه الهجمات.
وجاء على موقع «ويكيليكس» في صفحته الرئيسية أن «برقيات السفارات (الأميركية) ستنشر على مراحل خلال الأشهر القليلة المقبلة»، موضحا أن «مواضيع هذه البرقيات في غاية الأهمية ومنتشرة في مناطق مختلفة من العالم، يوجب ذلك من أجل إعطاء الوثائق حقها».
وبينما كان تركيز الوثائق بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن غالبية الوثائق متعلقة بالحرب على العراق وتبعاتها، نشرت برقيات مثيرة للجدل حول الصين أمس. ودفع ذلك بكين إلى منع موقع «ويكيليكس» وعدم السماح للمستخدمين في الصين من الوصول إليه، معلنة حرصها على العلاقات الصينية - الأميركية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، أمس إن «الصين علمت بالتقارير الحكومية وتأمل في أن تعالج الولايات المتحدة الأمر». ويذكر أنه منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عطل موقع «ويكيليكس» آلية تقديم وثائق مسربة جديدة له. ووضعت رسالة إلى صفحة الموقع الخاصة بتقديم وثائق سرية بطريقة آمنة تفيد بأن كمية الوثائق لدى «ويكيليكس» في المرحلة الحالية لا تسمح باستقبال وثائق جديدة.
وبينما يهدد أسانج بنشر المزيد من الوثائق الحكومية، والآن الوثائق من القطاع الخاص، تزداد الدول المناهضة له. فقد أصدرت السويد مذكرة اعتقال في حقه بتهم متعلقة بالتحرش الجنسي، نددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وغيرها من دول بأفعاله، إلا أن الأكوادور فاجأت دولا عدة مساء أول من أمس، بإعلانها استعدادها لتقديم إقامة دائمة لأسانج، واستضافته. ويقيم أسانج في لندن حاليا، بينما توزع أعمال «ويكيليكس» في دول عدة، إذ تتسلم التبرعات بمصارف في آيسلندا وألمانيا وعبر حساب مصرفي سويسري. وقال نائب وزير الخارجية الأكوادوري كينتو لوكاس: «نحن على استعداد لمنحه حق الإقامة في الأكوادور، من دون مشكلات أو شروط». وأضاف نائب الوزير على موقع «أكواردوانميدياتو»: «سندعوه للمجيء إلى الأكوادور كي يقدم المعلومات التي يملكها بحرية، وليس فقط على الإنترنت، بل في منتديات عامة عدة». ولم يرد أسانج على هذا العرض بعد، ولكنه قد يلجأ إليه في حال قررت المملكة المتحدة تسليمه للسويد التي تطالب به. ومن اللافت أنه حتى الآن لم توجه الولايات المتحدة أي تهم ضد أسانج، لكنها بدأت تحقيقا رسميا يقوده مكتب المباحث الفيدرالية (إف بي أي) لمعرفة كيفية تسريب تلك الوثائق. وقد وجهت تهم تسريب وثائق «البنتاغون» للجندي برادلي ماننغ المعتقل في سجن انفرادي في الولايات المتحدة.