{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نؤمن بحياة ما قبل الموت
Brave Mind غير متصل
ملحد إنسانوي مصري
***

المشاركات: 187
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #1
Rainbow  نؤمن بحياة ما قبل الموت
طوال التاريخ التطوري للإنسان منذ ان كان سمكة تحيا في الماء و مرورا بالبرمائيات و الزواحف و إنتهاءا بالثدييات و القردة العليا كان الهم الأول لهذا الكائن الحي عبر تاريخه البالغ آلاف ملايين السنين هو الطعام و الشراب و الأمن و الجنس بحيث يستمر هو و يستمر نوعه من خلال التكاثر. و طوال ملايين السنين كان الصراع من اجل البقاء و البحث عن الطعام و السعي لإقناع الجنس الآخر بممارسة الجنس هو ما يملأ حياة كلا منهم . كانت الغرائز الطبيعية هي المحرك الأساسي لكل كائن حي و هي السبب في دفعه للصراع من أجل حياته و السلوك بشكل معين يكفل له الإستمرار, حتى نشأ الوعي ..
بالطبع لم ينشا الوعي فجأة بل تدرج و تطور عبر ملايين السنين هو الآخر لكن المهم هو أن الإنسان (صاحب الوعي) أصبحت له سلوكيات غريبة تتنافى مع الغرائز الطبيعية التي جبل عليها فتجده قد يمتنع عن الطعام رغم جوعه أو يمتنع عن الجنس لإرضاء مبادئ معينة او حتى التضحية بحياته من أجل غاية او فكرة أو مبدأ. و سواء كانت تلك الأسباب للإمتناع عن الطعام أو الجنس أو الحياة هي أسباب جيدة أو وجيهة أم لا إلا أن الواقع يكشف لنا أن هناك سلوكيات لا تبررها الغريزة يقوم بها الإنسان.
لقد كان هذا الوعي الوليد للإنسان مدفوعا بمعاندة الأسباب الطبيعية العيش و مناطحة الغرائز الطبيعية من أجل إثبات وجوده و لذلك كان الإنسان البدائي يسعى للجوع أو الكبت الجنسي أو الموت فقط لكي يثبت أن لديه وعيا يميزه عن الحيوان.
ثم راح الوعي الإنساني في العصور الحديثة يبحث عن معنى لحياته أو هدف يشترط أن يكون غير طبيعي أو فائق للطبيعة بأي شكل. فالإنسان بعد أن تكون لديه الوعي طبيعيا لم يعد يرى نفسه مجرد منتج عادي لآلة الطبيعة العمياء العشوائية التي لا تهدأ بل يرى نفسه شخص متميز عن بقية الحيوانات بل لقد إخترع قصصا عن كائنات تفوق الطبيعة تعطي لحياته هدف و معنى.
المشكلة أن بسبب نمو و تطور الوعي أصبح الإنسان قادرا على عيش حياة مرفهة نوعا ما عن بقية الحيوانات بحيث يأمن على نفسه و على أسرته إلي حد كبير بل و أصبحت متطلباته الأساسية أمرا مفروغا منه في بعض البلدان, و بالتالي أصبح واجبا أن يكون الهدف من الحياة هو شيء يختلف أو يفوق تلك المتطلبات الأساسية بعد أن تم سدها و إسكات الحيوان القابع في الإنسان.
يعني لان كل إنسان بداخله حيوان من العصور القديمة فإن هذا الحيوان يستثار عند تعرض الإنسان لظروف قديمة مثل الجوع و الخوف و غيره. لكن كلما قلت الظروف الحيوانية تقلص الحيوان الذي في الإنسان او نام و الذي سيضمر تماما و يختفي في يوم من الأيام كما فقد الإنسان ذيله. لهذا كانت الأخلاق و الإنسانية هي تقريبا حكر على الناس الشبعانة الآمنة و لهذا تصبح الناس الجعانة الخائفة وحوشا لا ترحم.
لكن ماذا بعد توفير ظروف إنسانية لكل الناس تستثير الإنسانية و الأخلاق بداخلهم و تحرمهم من الأسباب التي تجعلهم حيوانات ؟ الحيوانات لديها أسباب طبيعية وجيهة للحياة و هي التكاثر و الشبع و الأمن بل إن الحيوانات لا تفكر أساسا في سبب لحياتها بل هي تحيا و تصارع من أجل حياتها حتى الموت. كيف إذن نخلق أسباب للحياة تكون جيدة بالنسبة للوعي الإنساني بطريقة تختلف و تفوق الأسباب الطبيعية للحياة ؟ يعني كيف نحيا كبشر و ليس كحيوانات نهتم فقط بالأكل و الشرب و الجنس ؟
أولا : نستطيع أن نأكل و نشرب و نمارس الجنس مثل البشر و ليس مثل الحيوانات.
يعني الحيوانات لا تطبخ و لا تهتم بمذاق طعامها و لا بالفوائد المنتظرة منه بل هي قد تأكل أي شيء لسد جوعها. ثم إن الحيوانات أنانية في الجنس و لا تهتم بمتعة شريكها بنفس الدرجة التي يهتم بها الإنسان. لهذا فإن الشعوب التي تجيد فن الطبخ و فن الجنس و فن إرتداء الملابس هي أكثر شعوب العالم إجادة لفن الحياة نفسها. الفرنسيون على سبيل المثال لديهم مطبخ مميز و شهرة عالمية في الملابس كما في إهتمامهم بالجنس و التقبيل و إمتاع الشريك. لذلك نجد أن الفرنسيون شعب محب للحياة لأنهم يجيدون إشباع الحاجات الأساسية بطريقة إنسانية و في نفس الوقت من أكثر شعوب العالم إحتراما للقيم الإنسانية.
ثانيا : القيم الإنسانية هي الشيء الذي يفوق الأسباب الطبيعية للعيش .. هي الحب و الجمال و الخير و العدل و السلام و الحقيقة. الإلتزام بتلك القيم هو الذي يجعل من هذا الحيوان البشري إنسانا. فمجرد أن يكون البشري محبا للفنون و عاشقا للجمال الموجود في كل مكان و معتمدا على الحقيقة أيا كانت و فاعل للخير مع إخوته من البشر و حتى مع الحيوانات الأخرى و مدافعا عن السلام, فإن هذا يجعله إنسانا و يجعل لحياته معنى إنسانيا و ليس طبيعيا فقط.
الفنون (الجمال) و العلوم (الحقيقة) و حب الخير و السلام هم من يجعلوننا بشرا و يجعلون لحياتنا طعم و نكهة. و لذا تجدن أشد الناس حبا للحياة هم أكثرهم إلتزاما بالقيم الإنسانية و لتجدن أشد الناس عداوة للحياة و لقيم الحياة من قالوا إنا مؤمنين بالموت و بما بعد الموت و بقيم ما بعد الموت. و لتجدن أشد الناس كفرا بالأخلاق و الإنسانية هم من يعيشون على القيم الطبيعية الحيوانية.
لكن يأتي السؤال : أليس معاندة قيم الحياة الطبيعية الحيوانية و محاربتها هي السلوك الإنساني الأمثل ؟ يعني معاندة غريزة الصراع من أجل البقاء عن طريق التضحية بالنفس مثلا.
أعتقد أن لا .. القيم الإنسانية هي التطور الطبيعي لقيم الحياة.
يعني على الإنسان أن يشبع غرائزه و متطلباته الطبيعية بطريقة واعية لكي يتجاوزها باحثا عن القيم و اللمتطلبات الإنسانية. لكن لا يمكننا أن نتتظر من الجوعان او المكبوت جنسيا أن يسلك بطريقة إنسانية شبعانه.
لذلك فإن أكثر شعوب الأرض حبا للحياة هي الشعوب العلمانية المتفتحة الراعية لقيم الحياة و الإنسان المحبة للحقيقة العاشقة للجمال المدافعة عن الخير و السلام المؤمنة بالحياة المادية (حياة ما قبل الموت) مثل فرنسا و بريطانيا و اليابان و الصين و غيرها من الأمم المنتصرة للإنسانية.
أما الشعوب المائتة بالحياة و التي تعيش على أمل التعويض فيما بعد الموت و التي تحتقر الإنسان و الحيوان كليهما كما تحتقر الحياة الأرضية المادية (حياة ما قبل الموت) إحتقار الخاسر المهزوم حضاريا و نفسيا, تلك الشعوب الغارقة في الوهم و الخرافة و القبح و الشر و الحرب مثل مصر و السعودية و باكستان و إيران و غيرها من الشعوب المنكسرة المنكسة الراس.
تلك الشعوب لازالت لا تجد معنى لحياتها إلا في الصراع على الطعام و الجنس و الأمن. لازال الحيوان بداخلهم حيا لأن الظروف المعيشية و القيم التي يحيون بها لازالت حيوانية بهيمية. لذلك نجد أن أخلاق الناس هنا من أسوأ ما يكون على مستوى العالم و إنسانيتهم محل شك.
طبعا هناك أمم مازالت تصارع نفسها للإنتصار لقيم الحياة أو لقيم الموت, لقيم الإنسان المتطور أو لقيم الحيوان المنقرض فعلا. لكن الحياة و الإنسان كان و سيكون لهم الإنتصار دائما. لقد إثبت الإنسان أنه أقوى و أصلح للحياة من أي حيوان آخر بوعيه و ذكاؤه و سعة حيلته و لهذا فإن الإنتصار لقيم الإنسان هو إنتصار لقيم الحياة. و لهذا تعطينا القيم الإنسانية معنى و قيمة عن بقية الحيوانات الأخرى بمجرد إلتزامنا بها.
12-01-2010, 11:47 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نؤمن بحياة ما قبل الموت - بواسطة Brave Mind - 12-01-2010, 11:47 PM
RE: نؤمن بحياة ما قبل الموت - بواسطة Brave Mind - 12-02-2010, 07:59 PM,
RE: نؤمن بحياة ما قبل الموت - بواسطة Brave Mind - 12-07-2010, 02:31 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ما بين تهديدات رياض الاسعد وتفجير الميدان : سورية تبقى قوية ومصير القتلة الموت فارس اللواء 0 980 01-06-2012, 07:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الموت لأمريكا ! fares 1 879 08-17-2011, 09:13 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  الموت .. أبدية من العدم Brave Mind 22 5,692 12-08-2010, 11:21 AM
آخر رد: . . X . .
  الموت يغيَب المؤرخ العربي الكبير عبد العزيز الدوري في عمان الثائر 0 1,029 11-20-2010, 07:31 PM
آخر رد: الثائر
  كيف هو الموت ؟! * وردة * 32 8,411 10-18-2010, 09:47 AM
آخر رد: استشهادي المستقبل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS