الزميل العزيز / بني آدم

تريد أن تورطني مع الزميل العزيز / سهيل كعوش والرجل لما يدخل النادي إلا من ساعات قليلة , ولم يطب له المقام بعد , ولم يرسل مداخلات ربما إلا في هذا الشريط , ويسرني أن يكون بيننا أمثاله من الشعراء المجيدين وخصوصا في الناحية الموسيقية بعد أن ( طفش ) الشعراء من النادي .
من الناحية الموسيقية لم أجد للشاعر أي أخطاء في الموسيقي فهو متمكن من هذه الأداة وما تراه في البيت الأول من القطع في التفعيلة في العروض فهو بسبب التصريع ثم عاد لاستعمالها صحيحة بعد وهذا جميل , لم آخذ عليه إلا كلمة ( الياستيل ) لأن نطقها ليس هكذا كما وردت بالقصيدة وكان عليها أن يطوع وجودها بأي شكل لتنتظم معه الموسيقي
المشكلة ليست في الموسيقي , المشكلة في الرؤية الجمالية للقصيدة , فمنذ أن نجح الشعر الحر في التخلص من الزوائد الموسيقية واعتمد التفعيلة كأساس موسيقي فقد نفض عن كاهله ما كان يقيده وبدأ يرتاد مناطق أخري في التجربة الشعرية تتجاوز ما أرسله الزميل هنا ,
لذلك فإن التجربة الشعرية بمقوماتها الجديدة تكاد تكون مفقودة في القصيدة , فمن ناحية البنائية مثلا تجد أن الشاعر يقع في خطيئة التكرار لنفس المعني أو قريبا منه مثلا هذا البيت
نامي جماهيرَ العروبة ِ نامي***** واستسلمي لمشيئَةِ الحُكام
ما الفرق بينه وبين هذا البيت في المعني
نامي جماهيرَ العروبةِ واخفضي*** للحاكم السفـَّاح ِ جنحَ سـلام
تقريبا لا شئ .
يغلب علي القصيدة ما نسميه الصوت العالي , وربما كان هذا راجعا للنبرة السياسية في القصيدة ولكننا نري في الشعر الحديث ما يتجاوز ذلك ولك ان تراجع قصائد أمل دنقل التي لا نكاد نري فيها غير السياسي ومع ذلك لا نري فيها هذا الصوت الزاعق إلا قليلا , في رأيي أن التخلص من الأساليب الإنشائية قد ينجو بالقصيدة من هذا الصوت العالي , كما أن الأساليب الخبرية جاءت تقريرية جدا ولم تستطيع أن ترسم علاقة الشاعر بما يطرحه .
هذا الكلام أرسله بسرعة ولي وقفات أخري معه بعد أن يرسل قصائد أخري نتأمل في جوانبها فقد نري رأيا آخر .
بالنهاية الزميل العزيز / سهيل كعوش شاعر جيد يملك من الأدوات الفنية الكثير وخصوصا الموسيقي التي نفتقدها هنا و نتمني أن يستقر به المقام معنا

كوكو