الرئيس يأمر علي مملوك بالاجتماع مع الأميركان للتعاون معهم ويقدم عرضا عن نجاح المخابرات السورية
طباعة أرسل لصديق
ترجمة : كلنا شركاء
08/ 12/ 2010
كشفت وثيقة جديدة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، عن لقاء أمني جمع مدير ادارة امن الدولة السوري اللواء علي مملوك بمنسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانييل بنيامين أثناء زيارته لسورية في شباط 2010، تحدث خلاله اللواء مملوك عن عدد من الشروط السورية للتعاون الاستخباراتي والأمني بين البلدين.





اللقاء الذي جمع الأسد مع بيرنز في شباط 2010


وقالت الوثيقة، والتي هي عبارة عن برقية من السفارة الأميركية في دمشق إلى وزارة الخارجية الأميركية ان اللواء مملوك ونائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، حددوا ثلاث نقاط تتعلق بالتعاون الامني والاستخباراتي المحتمل بين الطرفين. وهي:
1- يجب أن تكون سورية قادرة على اتخاذ زمام المبادرة في أي إجراءات إقليمية
2- السياسة هي جزء لا يتجزأ من مكافحة الإرهاب، والمظلة السياسية الناتجة عن تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين يجب أن تسهل التعاون لمكافحة الإرهاب
3- من أجل إقناع الشعب السوري أن التعاون مع الولايات المتحدة يفيدهم، فإنه يجب أن يشمل قضايا متعلقة بالعقوبات الاقتصادية على سورية، بما فيها رفع المنع عن استيراد قطع الغيار للطائرات وكذلك طائرة للرئيس الأسد.
وأردف المقداد، بحسب الوثيقة أيضاً، "باختصار، فإن الرئيس الأسد يرغب التعاون، ونحن يجب أن نأخذ زمام المبادرة في هذا التعاون، وألا تضعونا على قوائمكم الخاصة"
الجانب السوري أوضح أن الاجتماع لا يشير إلى بداية التعاون الأمني بين الجانبين، بل من الممكن أن يكون نقطة انطلاق لخطة عمل تتعلق بفرص التعاون المستقبلي. وربط مملوك، كما ورد في الوثيقة، بين التقدم في العملية السياسية بين سورية والولايات المتحدة وبين التعاون الأمني والاستخباراتي المحتمل بين الطرفين. وتحدث عن موضوع الحدود السورية العراقية موضحا أن التعاون بشأن أمنها يمكن أن يؤدي لتعاون أمني في المجالات الأخرى كافة .
أما اللواء علي مملوك فقال أن سورية كانت أكثر نجاحاً في محاربة الإرهاب في المنطقة من الولايات المتحدة، "لأننا كنا عمليين وليس نظريين" مشيراً إلى أن النجاح السوري تمثل في اختراقه المجموعات الإرهابية، وقال: "من حيث المبدأ، نحن لا نهاجمهم أو نقتلهم بشكل فوري، بل نتمدد داخل هذه المنظمات عن طريق اختراقها بعناصرنا، وفقط في اللحظة المناسبة نتحرك"
وقال مملوك أن نتيجة هذا المبدأ كانت اعتقال العشرات من الإرهابيين، والقضاء على الخلايا الإرهابية ، ووقف المئات من الإرهابيين من دخول العراق. واعترف أن بعض الإرهابيين كانوا لا يزالون يتدفقون إلى العراق من سورية. وخلص مملوك بالقول: "بكل الوسائل، سنستمر بفعل ذلك، لكن إن بدأنا التعاون معكم سيؤدي ذلك لنتائج أفضل، ويمكننا ان نحمي مصالحنا بشكل أفضل"
ووفقا لمملوك فإن خبرة سورية السابقة بالتعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة لم تكن جيدة وقال أن سورية تأمل في أي تعاون مستقبلي أن نكون على قدم المساواة. وحدد مملوك بأن هذا يعني أن سورية يجب أن يسمح لها ان تأخذ زمام المبادرة في جهود مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى ما أسماه "ثروة من المعلومات" حصلت عليها سورية من اختراقها للمجموعات الإرهابية. كما أعلن أن لدينا الكثير من الخبرة ومعرفة هذه المجموعات، وهي منطقتنا ونعرف ذلك ونحن على ارض الواقع لذلك يجب أن نأخذ زمام المبادرة.
وتصف البرقية ايضاً أن حضور اللواء مملوك للاجتماع كان مفاجئاً إذ تبدأ البرقية بالقول: في ظهور مفاجئ ، حضر مدير المخابرات العامة السورية اللواء علي مملوك، لقاء 18 شباط 2010 الذي جمع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والوفد الأميركي برئاسة / دانيال بنيامين منسق مكافحة الارهاب . وفي اللقاء أوضح المقداد أن مملوك قد انضم إلى الاجتماع بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد كبادرة اتت بعد اللقاء الايجابي الذي جمع وليم بيرنز والرئيس السوري في اليوم الذي سبق هذا الاجتماع.
وفي السياق ذاته قال السفير عماد مصطفى، الذي كان يترجم للواء مملوك خلال الاجتماع، أن حضور مملوك في اجتماعات الوفود الأجنبية أمر غير اعتيادي حتى مع الدول الصديقة مثل بريطانيا وفرنسا، وأوضح أو الرئيس الأسد هو من أوعز لمملوك لحضور الاجتماع كبادرة لاظهار حسن النوايا والتقرب من اميركا.
ووصفت البرقية الاجتماع بالقول أن مملوك والمقداد وعماد مصطفى، كانوا منتبهين للعرض الذي قدمه بنيامين عن المقاتلين الأجانب وتنظيم القاعدة، والتهديدات الأخرى. وكان رد فعلهم ايجابي على تحذيراتها بأن هذه القضايا تظهر تحديات للطرفين السوري والاميركي.
وحضر الاجتماع من الجانب الامريكي : دانيال بنيامين منسق مكافحة الارهاب و دافيد هايمان والقائمة باعمال السفارة بدمشق مورا كونلي ومديرة قسم سوريا ولبنان بالخارجية ميغان ماك ديرموت ومن الاداريين بالسفارة باتريك وورمان وجاي منير
ومن الجانب السوري : نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وعلي مملوك مديرادارة امن الدولة وعماد مصطفى السفير في واشنطن ومدير ادارة امريكا بالخارجية محمد خفيف ومدير مكتب فيصل مقداد السيد حسام الا
للاطلاع على كامل نص البرقية