بالتأكيد هناك مشكلة في فهم موضوع الحرية فلسفيا، غير ان اتباع اللوح المحفوظ ( ونظائره) لايجعل الامر افضل بل يلغي حتى الخضوع للظواهر الذاتية ليخلق معايشات مباشرة بالاغتصاب والتغريب فيتحول "وهم " الحرية الايجابي الى معايشة سلبية من العبودية.

عند تناول القضية من باب الدين، لن يكون هناك معنى فعلا إذا كان الموضوع يقف فقط عند مسألة الحرية كمفهوم فلسفي وانساني يخاطب العقل الانساني في متوالياته الثقافية، ولكن له معنى إذا كان يخاطب العقل الديني في طرحه مشروع إلهي سينتهي بالاستلاب. من هذا الجانب هناك اهمية كبيرة لطرح الموضوع.

كما فهمت، فإن نقطة الضعف الرئيسية لمن يقول بالحرية انه ليس هناك حرية بالمفهوم الكامل ، وبالتالي فعلام التعرض للوح المحفوظ إذا كان البديل لديه نواقصه البديلة. وعلى الرغم من صحة هذه النقطة نظريا، الا ان ذلك لايعني صحة ترك الحوار من حيث ان اتباع اللوح المحفوظ لايقرون بالنقص على إعتبار انه من الكامل، إضافة الى ان مشروعهم هو قبول بالانتهاك والاقصاء والوصاية الى حد الالغاء التام وليس فقط القبول بأطر الحرية الطبيعية.

من هذه الناحية اتفهم محاولة الزميل مسلم