اقتباس:و مع إن الوعي يتزايد في الدول المتقدمة باهمية الإتحاد و التكتل فنرى الإتحاد الأوربي و الآسيان و غيره فإن الدول العربية و الإسلامية تأبى ان تتكتل و تتحد و لو مع نفسها. لذلك فالإحتلال الأجنبي و الإستعمار الغربي هو أفضل الحلول و يا حبذا لو كان بأقل خسائر في الأرواح .

أنت بحاجة لنظارة يا زميلنا "غير المغيب". فأنت تضع الأنظمة مع شعوبها في سلة واحدة تسميها "الدول العربية و الاسلامية" مع العلم أنه رغم انحطاط هذه الأنظمة على كل الصعد الا أن الشعوب من أقصى الغرب الى أقصى الشرق تتظاهر دعما لبعضها بما فيها الشعب المصري الذي تجمع نظامه و اسرائيل معاهدة كامب ديفيد.

و ثانيا: من قال لك أن عندنا دول و ليس قبائل في ثياب و ديكور عصري و لم ندخل مرحلة الدولة الحديثة و لا سمعنا بالعقد الاجتماعي الذي جاء به روسو كرم الله وجهه منذ قرابة 400 سنة!

و ثالثا: واحد ينادي باحتلال بلده هو مغيب و مغسول الدماغ و يعاني مشاكل نفسية عويصة أهمها تدني -بل انقراض- التقييم الايجابي للذات. أنت هنا تذكرني بفيلم لمحمود عبد العزيز الذي رغم خروجه من السجن ظل يسعى الى من يضطهده و يضربه و يبصق عليه. لا أذكر اسم الفيلم و ليت أحد الزملاء يخبرني به لأعيد مشاهدته و التدقيق فيه.

اقتباس:على كل حال فالإستعمار و لو كان أجنبي هو أفضل من الإستخراب و لو كان محلي ..

أفضل في ماذا؟ ان كان كلاهما استعمار و استعلاء و اقصاء و نهب و سلب و قمع؟

اقتباس:و اظن أن الديموقراطية الموجودة في العراق لم تكن ستحدث قريبا لولا التدخل الغربي و أظن أنها ديموقراطية منقوصة لان القوات الأمريكية إنسحبت من العراق و لم تعد تؤثر بقوة على صنع القرار ..
ربما كانت العراق دولة متقدمة الآن لو ظل بول بريمر يحكمها منذ الفتح الأمريكي ..

لمعلوماتك و معلومات خالتي الديمقراطية لا تستورد و لا تزرع و لا تلبس بين يوم و ليلة حتى لو كانت بقوة الدبابة و الأسلحة المحرمة دوليا. فالديمقراطية ثقافة تتطلب تاريخا و حراكا اجتماعيا شاملا حتى تصل اليها الشعوب. و ما يحدث في العراق ليس الا مسرحية سقيمة لا يصدقها الا أدمغة سقيمة. فكيف تتجاور العقلية الديمقراطية مع العقلية الطائفية المحتقنة و عقلية التعصب العرقية و عقلية بلطجة القوة اذ كل راس له الميليشيا الخاصة به و الريموت الذي يحركه؟! و تابع الأخبار لتعرف من الذي يقرر الشأن الداخلي العراقي و أنه من خارج العراق أصلا.

اقتباس:لكن أرجع لنقطة القتل تلك ..
نحن متفقين على أن الأنظمة الحاكمة في الدول العربية و الإسلامية ترتكب الكثير من المجازر في حق شعوبها, ما المشكلة إذن لو إن الأسلحة الذكية الأمريكية قد أصابت البعض في سبيل تقدم و إزدهار البلد ككل

..

ألا زال هناك من يصدق أن أمريكا تريد ازدهارا لأحد؟ أو تريد نظاما وطنيا ديمقراطيا في أي بلد؟ دعونا من العراق و ما بعد سنة 2000 حتى نقلل مساحة الاختلاف. ألم تطارد أمريكا الأنظمة الوطنية من أجل تقويضها في كل القارات من آسيا و حتى أمريكا الجنوبية؟ فالديمقراطية في الأطراف حبل مشنقة الديمقراطية الأمريكية في الداخل. ببساطة لأنها تتناقض تناحريا معها. فالنظام الديمقراطي يصب في مصلحة الأكثرية بينما النظام الرأسمالي يريد مصلحة الأقلية على حساب العالم كله فكيف ستسمح تلك الأقلية باستقلال الآخرين عن التبعية لها و الخضوع لها و السماح بنهبها؟

اقتباس:و الثمن الذي علينا دفعه من أجل التقدم و الإزدهار هو قبول وجود إصابات في صفوف المدنيين. لكن الأفضل هو الإنخراط في التبعية للغرب و التلمذة النجيبة له أو لو فشلنا في التبعية كما هو الحال الآن علينا أن نتقبل وصاية دولية أو حكم دولي لاننا فاشلين في حكم أنفسنا ..

الانخراط في التبعية للغرب! هذا هو أس البلاء أصلا. فمعظم البلاوي و الحروب و المصائب التي تحدث لنا سببها التبعية للغرب الموجودة already و ليس سببها الشعوب التي تتهجم عليها. هل لولا الغرب التصقت هذه الأنظمة في كراسيها التصاق عزيز مقتدر كما نرى؟ ألم تهرع أمريكا لدعم صدام في انتفاضة التسعينات؟ ألم تطيح بحكومة مصدق و الليندي و حاربت عبد الناصر و كل نظام وطني خرج على بيت الطاعة الأمريكي أو حاول؟ أليست هي من يدعم عروش السلب و النهب و الفساد عندنا؟ أليست هي من يشل اقتصادات العالم الثالث حتى تبقى لقمته تحت رحمة أمريكا و شروطها السياسية؟ و في كل عرس لأمريكا مليون قرص هدفها التركيع و الشل و التبعية و جاي تقول لنا تبعية؟!