ما زلت اذكر المرحلة التي سبقت غزو العراق جيدا, حيث كنا يومها نخوض نقاشات مطولة في منتدى الاثير...
الجميع كان يعلم ان الدول الثلاث في المنطقة التي عارضت فعليا الغزو هي تركيا و سوريا و ايران... باقي الدول العربية كان موقفها متذبذبا و كالعادة بألف وجه.... و يتلخص في انهم كانوا (يحاولون) ان يجنّبوا العراق الغزو قدر استطاعتهم و يضغطون على العراق لكي يتجاوب مع المطالب الامريكية التي لا تنتهي مع علمهم المسبق انها مجرد ذرائع.. (ما زلت مثلا اذكر جيدا قضية صواريخ صمود)
لكنهم يعرفون انهم سوف لن يستطيعوا ان يعارضوا فعليا القرار الامريكي و لا ان يغيروا في مجراه و لا في يفتحوا اراضيهم له... و من المستبعد جدا ان يكون احد منهم قد عارض فعليا الغزو و رفض التعاون معه و تسهيله...
و ما زلت اذكر تماما يوم قرر حسني مبارك اقامة مهرجان معارض للغزو في الوقت نفسه الذي سمح فيه للبوارج الامريكية بعبور قناة السويس, عندها عرفت ان المهرجان هو تمثيلية عربية معتادة* لكي يظهر بمظهر المعارض بينما هو لا يجرؤ على معارضة هكذا قرار.....
يا ريت شوية وثائق من تلك الفترة التي سبقت الحرب ستكون اكثر افادة في التعرف على اسرار تلك المرحلة...
اما الوثائق الحديثة نسبيا و التي تعود الى ما بعد الغزو و ظهور نتائجه الكارثية... فمن الطبيعي ان يعملّي فيها كل زعيم عربي حالو أبو العرّيف و يتفلسف على الامريكيين بأن قرار غزو العراق كان خطأ استراتيجيا....
بالمناسبة الزعماء العرب كانوا سيكررون نفس الخطأ تجاه سوريا لولا رحمة ربي و لطفه.... و هم سيتخذون نفس المواقف المتذبذبة فيما لو ضُربت ايران.... و خدو بالكم من البحر.....