السلام عليكم جميعا. إخواني أخواتي جزآكم الله خيرا. أتمنى من الجميع أيا كان انتماؤهم أن يتركوه جنبا و يدخلوا فقط و دليلهم العقل.

استنادا على موضوع الزميل استشهادي المستقبل و الذي طالب بمقاطعة المواضيع التي لا تناقش بل تخوض فقط في إهانة ديننا و نبينا و الله و الواحد. لقد رأيت بناء على الردود أن البعض يستند في سبه و تجريحه في ديننا على أن ديننا يسب الناس الآخرين وهدا طفولي نوع ما ان تسب دينا ما أمام أهله، لانه لم يعجبك. فالمعروف بالعموم ان حرية الشخص محدودة بحريات الآخرين. فإن لم يعجبك فانتهي عنه وحسب. ما الفائدة من سبه. فنحن لسنا في نادي الفكر للسب ولكن لطرح الأفكار. وان أردت أن تشاركه أصدقاءك من الملحدين فلتطرحه كما هو واشرح ما فهمته منه وما لم يعجبك و انتظر آراءهم في دلك. وان أردت أن تواجه به المسلمين ففعل كما سبق و أنضر في ردهم عليك. فان سبيت دين مسلم فهذا يعني فقط انك تريد أن تفتعل شجارا معه. هدا بالمنطق فقط، فأن تشتم شيئا أحبه فهدا معناه انك تحاول أن تشتمني أنا. لدا أردت أن أزيل هدا الالتباس عن الإسلام. فحسب ما رأيت فالجميع يعلم أن الإسلام ينهي عن السب و اللعن. وان ورود اللعن في القرآن يجعله يناقض نفسه. وسأحاول إن شاء الله معالجة هدا الموضوع.

حسنا ربما بهده الجملة الأولى قد استطيع الرد على جميع الاتهامات. فما ورد في القرآن سب لأي فئة من الناس و إنما ورد هو اللعن وانظروا ما معنى اللعن. اللَّعْنُ : الطرد والإبعاد من الخير ، واللَّعْنَةُ : الاسم ، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ . وبدلك يكون الله لا يسب احد وإنما يخرجهم من رحمته. لدلك من لا يؤمن بالله فلا يمكن أن يعتبر أن حتى هدا يعنيه مادام لا يؤمن بالله فهو في غنى عن رحمته. ولا يعنيه غضب الله ووعيده.

وحتى نزيد من تبسيط الأمور. فالإسلام حتى لا يلعن فئة بالعموم بل دائما تلاحظ أن اللعن مقرون بأفعالهم الفاسدة.


وسنبدأ بهده الآيات 3 :

قال تعالى : ألا لعنة الله على الظالمين [ هود 18 ] "

وقال تعالى : " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " [ الأعراف 44 ] .

وقال تعالى : " ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين " [ آل عمران 61 ]

وهنا اللعن من دون تعيين و إنما مقرون بالأفعال أيا كانت الفئة مسلمين أو غيرهم.

وهده الآيتين في لعن اليهود :

إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم.

"لعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"

ففي الآية الأولى جاء لعن اليهود الدين يكتمون ما أنزل الله في كتابهم عن رسول الله و أوصافه. ولدلك من لم يكتم شيئا فهو غير معني بالأمر. ومن كتم الحق فهو يستحق لعنة الله. ومع دلك يعد الله من تاب و اصلح بالمغفرة و التواب.
وفي الآية الثانية فلعنة الله جاءت على لسان داوود وعيسى في بني إسرائيل الدين كفروا وعصوا و كانوا يعتدون وليس جميع بني إسرائيل. فأنا عندما أقول القاتل العربي.... فأنا لا اعني أن جميع العرب قتلة ولكن اقصد الذي ارتكب الجرم. واخترت هذا المتال ليكون وسيط بيننا فكلنا نستعمل اللغة العربية.

ولنأخذ هده الآية كمثال آخر:

"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون"

.وهنا اللعن معني بالكفار. فالله من حقه أن يخرج من رحمته وفضله من مات و هو كافر بالله. وعلى العموم فالأحياء غير معنيين باللعن.

وبهذا فإن اللعن مختص بالله و لا يلعن الله إلا من يستحق دلك، وفي الغالب فان الملعونين قد ماتوا بأفعالهم الفاحشة أو أن اللعنة سارية في كل من يقوم بعمل فاحش. وقد أجاز لنا الله لعن من لعنهم هو باسمه و لكنه حرم علينا لعن الناس بالتعيين وسبهم. بل حتى أن الإسلام ينهانا حتى عن لعن الدواب. وأترككم مع مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة في هذا الباب.

عن أبي هريرة، قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال ‏"‏ إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة.

وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ

"إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: "يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ"

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا بِغَضَبِهِ وَلَا بِالنَّارِ "

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " [ أخرجه مسلم واللفظ للترمذي ، وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ]

" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ "

" لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا " [ أخرجه البخاري ] .

عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا ، أَنَّ يَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَتْ عَائِشَةُ وعَلَيْكُمْ َلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَالَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ قَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ " [ متفق عليه ] .

وبالنسبة لإخواني المسلمين فنحن ليس لدينا ما نخسره نحن فقط نقوم بواجبنا الإنساني و الإسلامي. نقاطع المواضيع السلبية التي تأتي على السب و الشتم. و نجتمع على المواضيع الهادفة التي تستند على النقد المثمر البناء. ودلك مطابق لقوله تعالى :

وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا

فليسل على الرسل نفسهم إلا البلاغ. فما بالك نحن فل نقل ما أوتينا من علم. فمن تبع هدى الله فهو المستفيد و من تركه فهو الخاسر.

قال الله - سبحانه - : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾ . [ يوسف : 108 ]
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ . [ النحل : 125 ] .
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ . [ فصلت : 33 ] .

وأتمنى أن يكون العقل دليلنا جميعنا و الحجة والبرهان سلاحنا. و السلام عليكم.