الله عالم الغيب و هو يعلم كل صغيرة و كبيرة في هذا الكون سابقاً و حالياً ولاحقاً و لا يخفى عليه شيء، و بالنتيجة يعلم كل إنسان ماذا سيفعل في كل حركة و سكون قبل أن يخلقه .
و من الآية التالية؛:
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )64 سورة النساء
نجد أنه ليس هناك أي فرق في الخلقة بين الكافر و المؤمن و كلاهما خلقهم الله على مستوى واحد حيث لم نجد إختلاف بينهما في الآية السابقة سوى كلمة (((( لو ))) و عليه فالله خلق كل البشر طيبين و كلهم على أحسن حال و لم ينتقص أحداً منهم بشيء.
و الله بَيَّن للبشر طريقين و هما طريق الخير و طريق الشر و ترك لهم الإختيار ، فمن إختار الشر لنفسه فهو المسوؤل عن ذلك لأن الله خلقه و هيء له الظروف لكي يختار الطريق الصحيح و لكن إن كان هو تنح و يتبع شهواته و لذاته و متعته و لا يُعير أي إهتمام لأوامر الله و هو يعلم تماماً أن الله خالقه و عليه أن يطيع الله فيما أمره فعليه أن يتحمل عاقبة إختياره .
أما من إختار الطريق الحق و الصحيح فهو يتمتع و يهنئ في هذه الدنيا و أيضاً في الآخرة .
و في الآية :
( وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا )71 مريم
نجد أن كل البشر متماثلون في الخُلقَة و أن كل البشر لهم ذنوب .
و في الآية:
( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)178 آل عمران
يتبين لنا التخيير و التسيير فالتخيير هو إما الكفر و إما الإيمان بالله ، و أما التسيير فهو ما يملي الله للكافرين الذين يحسبونه خيراً كالمال مثلاً الذي سيكون سبب لقتله إذا خسره فجأة أو تعذيبه أو كرهه من قبل غيره و سيسأل عنه يوم القيامة فيما أنفقه هل بالدعارة أم للإستعلاء على الناس أم للإضرار بهم أم ماذا و طبعاً سيحاسب حساباً عسيراً على كل فلس أنفقه في غير طاعة الله .