برايي أن كل الموضوع مبني على اساس خاطىء و هزيل .....

1- الاخلاق نسبية و مفاهيمها تتطور حسب إدراك الانسان لمصلحته و مصلحة غيره و حتى مصلحة المجتمع و البيئة. و الاخلاق بالمناسبة خاضعة للرقابة الذاتية ، لا علاقة لها بالمراقبة الوهمية من كائنات خرافية .
2-حين نقول او نصنف أن هذا العمل اخلاقي أم غير اخلاقي فإننا دائما نحلل هل هذا العمل يضر بمصالح من لهم علاقة أم لا ؟ ....
و هنا اؤكد انه لا معنى للأخلاق خارج المجتمع .... هي فقط تحمل معنى داخل نظام اجتماعي او حتى بيئي مع تطور المفهوم الاخلاقي.

يعني .....

مثلا ، ما الذي يجعل أن يقوم احد الجيران برفع صوت الموسيقى اخر الليل عملا غير اخلاقي ؟؟
ببساطة لم يأخذ بالاعتبار مصلحة جيرانه و حاجتهم للراحة ... لو لم يكن هناك جيران و كان في بيت معزول ، لما اعتبر هذا العمل غير اخلاقي .
و دائما الاشكاليات الاخلاقية تحصل حين تتعارض المصالح ، و يدوس أحد الاطراف في العلاقة على مصالح الاطراف الاخرى.
يعني ليتخيل أي شخص فيكم انه في طابور لقضاء غرض ما ( بنزين ، عيادة ، محل معجنات ، إلخ ) .... ثم جاء شخص و خرق هذا النظام ( الطابور ) ليحصل على غرضه قبل الجميع دون اي اكتراث بمن حوله..... في الوضع الطبيعي سيعتبر الجميع ان هذا عمل غير اخلاقي ، و السبب بوضوح مرتبط ايضا بتفضيله مصلحته الشخصية على حساب مصالح الاخرين.

من جهة اخرى الافعال التي تخدم المجتمع و الناس و الافراد مثل مساعدة الفقراء و المحتاجين و محو المية و رعاية العجائز و المعاقين إلخ تحظى كلها باحترام و تصنف على انها أخلاق عالية ..... و السبب أنها تخدم مصالح الناس و المجتمع و الفرد ، و يختار القائمون عليها تقديم العطاء و التضحية في هذا السبيل.

الامثلة كثيرة جدا ............ و كلها لا تمت للدين بأي صلة ، أتحدى أي مؤمن هنا أن يأتيني بفعل اخلاقي واحد يستطيع القيام به و لا يستطيع الملحد القيام به.

من السخيف جدا مع احترامي لكم طرح موضوع الاخلاق و نسبه للدين ...... و أنا متأكد انكم في حياتكم العملية تعرفون اناسا يؤمنون بالخرافات الدينية و لا يتمتعون بحس أخلاقي .
كونك تؤمن بكائن خرافي سميه الله ، سميه زيوس سميه رع إلخ أو حتى إن لم تؤمن .... لا يعطيك اي ميزة اخلاقية ، و لا يقوم بتحويل تصرفاتك إلى تصرفات اخلاقية.

أخلاقك تظهر في تصرفاتك ، حين تضع مصالح الناس الذين تتعامل معهم بعين الاعتبار في كل معاملة و في كل موقف ..... أن توازن بين مصلحتك و مصلحة من تتعامل معهم سواء كانوا أفراد ام مجتمعات أو حتى البيئة المحيطة.

الخلاصة ..
كونك ملحد او مؤمن .... لا يحدد شيئا في كونك صاحب أخلاق ام لا.