الزميلة المحترمة نسمة .
معك كل الحق .
فقط أضطر لذكر بعض المعلومات الشخصية أحيانا كي أوضح خلفيات مواقف قد لا تكون واضحة .
مثل موقفي من الرئيس جمال عبد الناصر . فهناك من يرى ذلك الموقف متناقض مع الليبرالية ،و البعض يراه ضد مبادئ الحرية أو ... و ربما يعتقد البعض أن موقفي هذا نتيجة كراهيتي لمن أضيروا بحكم الرئيس عبد الناصر ، و لكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، لأني كنت أحد أولئك الذين أضيروا . كثير ممن يشيدون بعيد الناصر لم يستفيدوا شخصيا منه مباشرة ،و لكنهم محبون لمصر و للعروبة ،و لذلك يحبون في عبد الناصر إخلاصه و خدماته لكليهما .
سمعت من بعض رجال الأعمال ثناءا غير متوقع على عبد الناصر ، أحدهم وصفه بحق بأنه رائد حقوق الإنسان في مصر . فقبل أن نتحدث عن حرية التعبير علينا أن نوفر لقمة العيش و العلاج للفقراء الذين يشكلون أكثر من 95% من المصريين في عهد الملكية ، و أن نوفر التعليم لأبنائهم ، وهذا ما سعى إليه عبد الناصر ووفق في كثير منه .
أتفق معك أن الجيل الذي عاصر عبد الناصر بشكل أو آخر يدرك من هو عبد الناصر ، سمعت زويل أكثر من مرة تقيم التعليم الناصري بشكل إيجابي ، و هذا حق ، فرغم أني لم أدفع في كل مراحل التعليم ما أنفقه على تعليم أحد أبنائي ربما في شهر واحد ( هذه حقيقة ) فلم أشعر بأني دون أي من المهندسين الأجانب الذين عملت معهم ، بل ريما تفوقت عليهم بالجهد و المثابرة ،و الروح الوطنية التي خلقها فينا عبد الناصر و مازالت متوهجة رغم كل ما حدث في مصر من سلبيات تقتل أي حس وطني .
أعجب من هجوم بعض كهنة الكنيسة المصرية الآن على عبد الناصر و عهده في إطار إدانة كل المسلمين ، كما هو واضح من لسانهم هنا الزميل قطقط ، رغم أننا في عهد عبد الناصر لم نكن نسمح لأي زميل أن يتحدث عن المسيحي بأي سوء ولو في حديث خاص . لأننا مع عبد الناصر كنا مصريين فقط ،و عرب فقط بدون تمييز . هذا هو جزاء جمال عبد الناصر من بعض المسيحيين المصريين و من بعض العرب . رغم هذا أجد لهم بعض العذر ، فحملات الإدانة ضد عبد الناصر مستمرة لأكثر من 55 سنة متصلة بلا إنقطاع . لا لشيء إلا لن عبد الناصر كان صاحب مشروع نهضوي ، و أعداء عبد الناصر ( أعداؤنا ) لا يريدون أن ننهض أبدآ ، لا إسرائيل ولا السعوديين ولا الإخوان ولا الأمريكيين المتصهينيين .
لهذا يصبح لزاما على المصريين و العرب المخلصين لمصر و لعروبتهم ، ان يعتبروا إنصاف عبد الناصر و تجربته واجبا وطنيا وقوميا .. إننا ننصف عبد الناصر من أجل مصر و من أجل العروبة لا من أجل عبد الناصر .