الزملاء الأفاضل
هاله
بهجت

انتم تتكلمون من وحي احلامكم و من بقايا مسخ مشوه ولد و مات و هو يتغذى على الشعارات - مع كل احترامي للسن و الخبرة لكما - انا اتكلم من واقع أعيشه و تعيشونه انتم ايضا و لكن أنا أرى الصورة و أحكم عليها و أنتم تنظرون الى الماضي و تتحسرون على اغتيال مشروع ناصر العروبي، النتائج هي الفيصل لكل تجربة، نحن شعوب و حكام متخلفون و في آخر حضيض الأرض و المثقفون فينا أو الواعون لما يحدث و يريدون الخروج من برميل الزبالة الذي نعيش فيه يتم وأدهم داخل البرميل سواء كان هذا الوأد اسلاموي ارهابي أو فاشيستي عسكري، مصر عاشت و خلدت و قامت و سقطت بدون العرب و تستطيع أن تستمر بدونهم، مصر عندها كل المقومات كي تصبح دولة قومية قوية لها نفوذ مثلما كانت قبل أن تسقط من 2000 سنة، القومية التركية و القومية الفارسية تشهد بنجاح القوميات الوطنية و يكفي خزيا لنا أن تكون دولة وحيد مثل ايران أو تركيا بمقام الدول العربية مجتمعة، و نعم استاذ بهجت تاريخ مصر القديم يشهد بذلك و ليراجع كل من يتشكك ما وصلت اليه الدولة القومية المصرية يوما ما، على الأقل نجحنا و لمئات السنين إن لم يكن آلافا بينما بنظرة صغيرة على تاريخنا الحديث ما هو عدد السنين التي تبخترت فيها مصر العروبة؟

منذ واقعة 56 و بزوغ نجم ناصر الى بداية النهاية بعد الانفصال عن سوريا 61؟
5 سنين هي عمر هذا المسخ العروبي؟
و ما دام مشروع ناصر قد تم محاربته من الأخوة قبل الأعداء فكيف نفرض العروبة على من لا يريدها؟
اذا كان السوريون رفضوها و السودانيون و كانوا اول من انفصلوا و على يد من؟ على يد ناصر نفسه رمز القومية ثم من بعد ذلك الجيش الذي تشتت في جبال اليمن و انقلاب كل الانقلابيين الثوريين على ناصر بعد أن قام بتفريخهم، بعد كل هذا ما زالت اضغاث احلام العروبة تشعشع في ادمغة الكثيرين على الرغم من وجود ألف عامل يمنع قيامها!

فكرة اتحاد قوي تحت اسم العروبة فكرة جميلة لكن هناك شروط لتحول الفكرة الى واقع يطابقها
الارادة
الامكانيات المتاحة
الظروف

الامكانيات متاحة و الظروف هي افضل الظروف، يبقى الارادة، هل الارادة متوفرة في الحكام و في الشعوب؟
لا و ألف لا، بالنسبة للحكام فالكرسي لا يأتي عن طريق العروبة و لكن عن طريق السيد الأمريكي
أما الشعوب فنحن أكبر شعوب متناقضة على وجه الأرض، تريد الشيء و لا تريده في نفس الوقت، يتعاطف العربي مع العربي في اغنية كالحلم العربي أو في التظاهر من اجل الرسول أو في مذابح اسرائيل المتكررة المعتادة لكن في أي ظرف آخر هناك عداء و كراهية و ألف مانع و مانع يجعل العربي لا يملك الا أن يتنافر مع العربي الآخر، و هذا نادي الفكر الذي يضم نخبة من المثقفين أنظر ماذا يحدث عندما يتحرش أحدهم بالآخر على خلفية الجنسية؟
تجد كل الرزانة و العقلانية و جميع الأقنعة وقعت و يبقى قناع واحد هو الردح و الشرشحة!

ان كان هذا مستوى المثقفين فماذا تنتظر من جموع قوى الشعب العامل؟

و لنفترض أن الانعزالية في رأيكم حل فاشل، فلنجربه و نر هل هو افشل من الحل العروبي أو اقل فشلا؟
جربنا كل شيء، جربنا القومية و جربنا الاسلاموية و لم يبقى الا القومية الوطنية فلنعطيها حقها من التجربة، و للعلم فحتى هذا الحل فاشل في وجود الانظمة الحالية و التي لا تضع اعتبار و لا خطط لا في اتحاد من نوع ما و لا في مقاطعة، و هذه الكلمات التي نسطرها و هذه الاحلام ليست للعبرة و لكن مصيرها الأكيد هو الذكرى، و كما ترحم المثقفين و المتنورين على اقطاب مثل المعتزلة أو محمد عبده أو علي عبد الرازق سنجد يوما ما من يترحم على بهجت و هاله و العلماني، هذا هو تاريخنا الماضي و الحاضر و المستقبل، مكرر...


في انتظار الثورة الشعبية، إن قام الأموات من مدافنهم،،