(12-24-2010, 01:11 PM)عاشق الكلمه كتب:  الزميل أندرو :

اذا كانت لفظه " همجيه " لفظه مريحه ومعبره بالنسبه لك عما تراه فى عقوبه الجلد فمفيش مشكله , خلافنا ليس فى التسميه ان كانت العقوبه " همجيه " أو شديده القسوه , خلافنا هو فى مدى ملائمه تلك العقوبه للجريمه التى تم ارتكابها , وأنا شخصيا أرى على سبيل المثال أن عقوبه الجلد لزوجه خائنه ليست أمينه على شرف زوجها ولا أمواله ولا حتى أسراره هى عقوبه ملائمه لها وقبل أن يستفحل أمرها وتعقد اتفاقا مع عشيقها لقتل زوجها بخنقه أو دس السم له وتعبئته فى شوال والقاؤه فى أقرب مقلب زباله .

اذا كنت ترى أنت ونظرائك أن الجلد عقوبه همجيه لا تلائم هذا السقوط الأخلاقى وانعكاساته الخطيره على المجتمع فهذا يعنى أن هناك فجوه فكريه أو أخلاقيه كبيره بيننا ( سمها ماشئت ) لا يمكن أبدا أن نطلق عليها مجرد خلاف , لكنه تناقض حاد بين موقفين لا يمكن التقريب بأى حال من الأحوال بينهما على الأقل فى الوقت الراهن , وليبقى الحال اذا على ماهو عليه.

أنا هنا فى هذا الموضوع للدفاع عن الاسلام كمنظومه أخلاقيه وليس للمطالبه بتطبيق الشريعه , قد لايجد القارىء فرق وهو معذور فى حاله عدم معرفته برفضى كمسلم لبعض العقوبات التى يتم تنفيذها باسم الاسلام مثل الرجم وقتل المرتد , لكن الفارق الذى أراه هو رأييى الشخصى بجواز أعتماد بعض الأساليب العقابيه حتى ولو وردت فى الشريعه الاسلاميه , فحتى لو كان الاسلام شر فهو ليس شر محض , ولو كانت العلمانيه خير فهى أيضا ليست خير محض , ويجوز من وجهه نظرى الخلط بين الأيديولوجيتين .

المشكلة ليست في خلافنا على دقة التعبير بل اعتبر أن الخلاف هنا مبدئي للغاية ,و أنا أبحث عن توصيف موضوعي للجلد ,لذلك فاستعمالي لفظ "الهمجية" أعلاه لم يكن من قبيل إعطاء توصيف مريح أو تعبير دقيق لفعل الجلد بقدر ما أقصد فيه إدانة لممارسيه الشرعيين أو الداعين إلى تطبيقه على جلود المذنبيين .. بغض النظر عن أي شي آخر .

برأيي لا يوجد أي جريمة في العالم تستحق الجلد أو التعذيب البدني كعقوبة . و إذا كنا نأتي بنماذج لمجتمعات متخلفة كأمر واقع لتبرير الجلد و بتر الأطراف , فهناك أيضاً و بالمقابل نماذج مشجعة لمجتمعات بدائية جداً حققت فقزات هائلة (بالمقارنة مع مجتمعاتنا) في مجالات التنمية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية و التوزيع العادل للثروة سواء كانت في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو آسيا , برأيي تستحق الوقوف مطولاً للدراسة و التأمل عند الباحث المحايد .