طال الأخذ والرد بيني وبين الزميل أبو خليل حول ملكية حزب الله لجريدة الأخبار اللبنانية التي يرأس مجلس إدارتها الشيوعي ابراهيم الأمين، ويحركه القيادي في حزب الله الملا ابراهيم امين كما تحرك الدمى.
رأيي أن الملالي اشتروا العديد من هؤلاء اليساريين، والعديد من اليمينيين أيضا، بالمال الكثير ليتخفوا خلفهم، وهم لا يختلفون في ذلك عن أمراء وشيوخ الجزيرة. وأحد الأهداف من شراء هؤلاء هو التوجه من خلالهم إلى الشباب الشيعي اليساري الذي لا يؤمن بالخرافات الدينية.
أما رأى أبو خليل فالجريدة "يسارية" لا علاقة لحزب الله بها.. وهذا شأنه.

تطرقت في حديثي إلى ملالي طهران، وبينت أن مصالحهم تتناقض مع مصالح الشعوب العربية . وأيدني في ذلك الزميل أبو خليل حين كتب ما نقرأه في أسفل الصفحة من توجه ملالي طهران إلى الاتفاق مع أمريكا... لكنه بقي يماحك ويتزحلق ويهرب يمينا وشمالا وليس في فمه سوى القول: ارسل تحليلك إلى جامعة كذا أو جريدة كذا. فأكتفي بالقول له : من فمك أدينك.
الزميل أبو خليل لم يفصح عن توجهه السياسي، مكتفيا بالقول إنه المقاومة ضد إسرائيل وشيوخ الجزيرة الذين ينفقون الملايين على الملذات، وإنه مع ملالي إيران الذين يساعدون حزب الله بالمال والسلاح.
هو يعتبر إن على صاحب الرأي أن يتخذ موقفا مما يسميه "صراعا" بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل وأمريكا. وكما نفهم من كلامه فالمواقف الممكنة من هذا الصراع هي إثنان فقط؛ إما أن تكون مع حزب الله أو تكون مع إسرائيل وأمريكا!
وليسمح لنا الزميل بالقول إنه، بهذا الطرح الغبي والمضحك، لا يرى أبعد من أنفه.
أنا مع الشعب اللبناني، ولست مع حزب الله ولا إسرائيل ولا أمريكا.
أما لماذا لست مع إسرائيل فلأنها عملت، وتعمل، على تدمير لبنان (وبالمناسبة فلبنان، برأس ماله البشري ورجال أعماله الناجحين وجغرافيته السياحية .. الخ. هو المزاحم الأساسي لإسرائيل في المنطقة المنطقة العربية)
أما لماذا لست مع أمريكا فبسبب مواقفها الداعمة دوما لإسرائيل.
أما لماذا لست مع حزب الله فلأن الخطاب الديني، الذي نسمعه في المنطقة منذ عشرات السنين ( وخطاب حزب الله وملالي طهران لا يختلف عن معظم هذا الخطاب إلا في تفاصيل الخرافات الشيعية التي هي الوجه الآخر للخرافات السنية) هذا الخطاب رفع دوما شعار معاداة أمريكا وإسرائيل, لكنه "عمليا" يمزق وحدة المجتمعات العربية ويمكنهما من رقاب هذه الشعوب. هو، شاء أبو الخل أم أبى، خطاب تكفيري، ليس ضد الأديان الأخرى فقط، بل ضد جميع الفرق التي تختلف عنه في أمور الدين أو الدنيا.
وقد يحتاج الأمر إلى بعض التفصيل .