المشكلة ان العرب جميعهم يقدرون قيمة مصر ويعرفون قدرها العالي لكن يحملونها فوق طاقتها ويبالغون فيها ونحن ايضا نبالغ في انفسنا وننفخ في صورتنا وكأننا أمريكا كل عصر ! نحن دولة عظيمة وسط دول عظام (وان كانت مصر اكثر عظمة نظرا لتاريخها الاقدم) فلا داعي لا لكبرنا او حقدهم ولا داعي للتغني بالماضي فالندم وحده لا ينفع.

صحيح ان مصر بها مشاكل اقتصادية وسياسية كأي بلد لكن هذا المفترض ان يجعل من ينتمى لرأي ان مصر تنتمي للعروبة ونحن جميعا اخوة ان نرى مثلا مساعدات او اعانات تقدم من الدول القادرة (حسة قليلة تمنع بلاوي كتيرة !) لكن لا نرى شيئا يذكر وما يفعل يكون فقط توطيدا للعلاقات السياسية بين البلدين ونحن دائما -مع فقرنا وسوء احوالنا في هذا العصر- ان نقدم المساعدات فنحن الاخت الكبرى لهم وعلينا ان نتصرف لاننا اقدر منهم ونملك الريادة -وقت الاحراج طبعا!- فاذا سافر المصري ليعمل في الخارج للحاجة عايروه مع انهم وافقوا عليه ويعمل لمصلحتهم وفي نفس الوقت ياخذ اجرا على ذلك واذا جلس في وطنه متحملا كد الحياة ومحتفظا بكرامته عايروه ايضا بذل العيش وفساد الحكومة وخيانة اسرائيل !

أتريدون من مصري رأى المعايرة في الداخل والخارج ممن يدعون انفسهم اشقاء تحت اسم العرق واللغة والثقافة (وليس الانسانية لاننا لا نعلم عنها شيئا) ان يعترف انه عربي وعليه الانتماء لهؤلاء الاخوة المفرحين؟! ان هذا لفي القياس عظيم.

إحساس المصري الوطني بالألم هو نفس احساس الفلسطيني عندما يقال له انت خائن لانك تركت وطنك وبعت ارضك بل احساس المصري ادهى وأمر لانه لم يكن مسئولا يوما ما ان يدافع عن اخوانه الاناسنة باسم العروبة فقبل 1400 عاما كانت العرب تجير المظلوم والمستجير ان قدرت وربما شمل ذلك الشام ايضا دون مصر وبعد الاسلام والحروب التي دارت لتحرير القدس دارت باسم رابط اقوى من العروربة بكثير الا وهو الدين .

مصر ستظل للمصريين شئتم ام أبيتم وستظل تمثل الشهامة التي لن تصل لها العرب ولو ادعوا والتاريخ مازال يشهد .