(12-30-2010, 07:51 AM)thunder75 كتب:  الزميل المعتزلي

عندما أقرر الدخول في حوارات تاريخية فإنني أحاول أن أكون موضوعيا

هل تريد أن تعرف حقا ماذا فعلت مصر والأردن للقضية والشعب الفلسطيني

تفضل هذا شرح مني مفصل لك وبانتظار أن أسمع تعليقك على جناية مصر والأردن على القضية والشعب والفلسطيني

مصر والأردن والقضية الفلسطينية

بعد النكبة مباشرة أي في نفس العام 1948 تم عقد مؤتمر غزة الذي ضم قيادات ونخب فلسطين ورؤساء بلديات ومجالس محلية وقروية ورؤساء اللجان القومية والأحزاب، والغرف التجارية والهيئات الشعبية والنقابات وعدد من الزعماء المحليين واعلن استقلال فلسطين ودستور فلسطين وحكومة عموم فلسطين برئاسة حلمي عبد الباقي وأعلن حقها في الولاية على الأراض الفلسطينية أو ما تبقى من فلسطين التاريخية (الضفة وقطاع غزة) وقد اعترفت بهذه الحكومة الدول العربية باستثناء الاردن ولعلمك ظلت هذه الحكومة تمثل الفلسطينيين في اجتماعات جامعة الدول العربية لفترة من الزمن.

لكن ماذا فعلت مصر والأردن ردا على اعلان فلسطين ومشروع الدولة الفلسطينية الذي يفترض ان يكون الرد على اعلان دولة اسرائيل.

من جانبه قام الأردن برفض مقررات مؤتمر غزة وحكومة عموم فلسطين برئاسة حلمي عبد الباقي التي وافق عليها كل العرب وجامعة الدول العربية ولتأكيد رفضه لإعلان دولة فلسطين قام الأردن بالرد على هذا المؤتمر وعقد مؤتمرا صوريا اسمه مؤتمر اريحا رفضه كل العالم والعرب ولم يعترف به سوى بريطانيا والباكستان وبناء عليه قام بضم الضفة للأردن واعتبار سكانها أردنيين وواعتبارها ارضا اردنية وادعى الملك عبد الله انه هو من يمثل الشعب الفلسطيني ومن ثم كرس واقع اللجوء في الخارج وسحب الهوية الفلسطينية عن سكان الضفة واعتبرهم بجرة قلم اردنيين و. أما مصر فقد أفرغت هذا المشروع من مضمونه ونقلت هذه الحكومة وحولتها الى حكومة في عمارة قاهرية ووضعت قطاع غزة تحت الادارة العسكرية المصرية ولو لم يقم الأردن ومصر بهذا العمل لما رأيت الآن أي لاجئ فلسطيني خارج فلسطين

بالطبع فإن أول نتيجة ترتبت على هذا العمل الحقير أن اللاجئين الفلسطينيين لم يجدوا أي وطن ودولة فلسطينية يعودون إليها وبقوا في مخيماتهم في دول الشتات
تم تصفية الهوية الفلسطينية قانونيا ولم يعد هناك شيء اسمه فلسطيني او فلسطين فلا دولة ولا ارض.

لكن المأساة لم تنتهي عند تصفية الهوية الفلسطينية وإجهاض مشروع الدولة الفلسطينية وتكريس واقع اللجوء في المخيمات خارج فلسطين

فعند أول مواجهة مع الجيش الاسرائيلي ينسحب الجيش الأردني من الضفة الغربية والجيش المصري من الاراض الفلسطينية التي وضعوا ايديهم عليها في ساعات ، ويدخلها الجيش الاسرائيلي كمنطقة منزوعة السلاح وكمنطقة في حالة فراغ قانوني فلا هي دولة فلسطينية ولا هي ارض اردنية او مصرية وهذه الحالة القانونية التي تسبب بها الاردن تمكن اسرائيل ببساطة من اعلان ضم اراض فلسطينية خصوصا أنها ارض لا تتبع لأي كيان سياسي معترف به وبحدوده دوليا ففلسطين الآن هي أرض محتلة والفلسطينيين لم يصلوا بعد لمرحلة دولة محتلة مثل العراق مثلا لها حدودها المعترف بها بفضل التآمر على القضية الذي مارسه الاردن ومصر

اسأل نفسك فقط لماذا تم توطين الفلسطينيين في الخارج بعد النكبة واجهاض مشروع الدولة الفلسطينية وولماذا يتم تصفية الهوية الفلسطينية أليست هذه هي اكبر خدمة لإسرائيل ، ألم يكن لزاما عليهم اقامة دولة فلسطين واعلانها ردا على اعلان دولة اسرائيل وتوطين الفلسطينيين بأرضهم ولماذا يكون هناك لاجئين بالاردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق وليبيا ولماذا يتسول الفلسطينيين وطنهم الآن من اسرائيل في الوقت الذي كان يمكن للعرب ان يمنحوه لهم على ارضهم في الفترة ما بين 1948-1967 ولماذا تم اجهاض مشروع حكومة عموم فلسطين من قبل الاردن ومصر.

ولماذا تنطلق الثورة الفلسطينية من الخارج وتصطدم مع بعض الانظمة العربية في الوقت الذي كان يمكن ان تبدأ من الداخل ولماذا تتوقف الحرب وتعلن هدنة سنة الـ 48 بعد تهجير 3 ارباع الشعب الفلسطيني لو كان للفلسطينيين دولة لما قبلوا ابدا ان يضعوا هدنة بعد النكبة.

هل تعرف لماذا انطلقت الثورة الفلسطينية من الخارج؟ لأن معظم الشعب الفلسطيني كان مهجرا ومنع من النضال على ارضه بعد النكبة بفضل قمع الاجهزة الامنية العربية بمصر والاردن والاهم من كل هذا وذاك انه منع من إقامة كيانية فلسطينية سياسية تؤوي الفلسطينيين بالعالم بعد النكبة مباشرة وهو لم يستطع كسر هذا الحاجز إلا بعد حرب الـ 67 حيث لم يستطع الاردن في حينه ان يمنع قيام مقاومة مع ضياع نصف البلد (الضفة الغربية) لاحظ انه لولا الاردن ومصر لانطلقت الثورة بعد 1948 مباشرة وليس بعد الـ 1967 لكن الاردن ومصر منعوا الثورة الفلسطينة من الانطلاق ليس من اراضيهم بل من التراب الوطني الفلسطيني ولمدة 19 عاما متواصلا عندما وضعوا الثوار الفلسطينيين في حالة مواجهة مع المؤسسة الامنية والعسكرية العربية عوضا عن جعلها تواجه المؤسسة العسكرية والمشروع الصهيوني في وقت لم يكن هناك شيء اسمه منظمة او فتح..

اشياء توجع القلب ،،، الثورة الفلسطينية التي كان يجب ان تنطلق بعد النكبة مباشرة تنطللق بعد لـ 19 عاما بسبب مصر والاردن وتتحرر من حبسها بسبب عدوان 1967 لكنها عوضا ان تنطلق من فلسطين تنطلق من الاراضي الاردنية هذه المرة وليتحمل الاردن ولبنان وغيرها من البلدان وليتحمل العرب جريرة منع الثورة الفلسطينية من الانطلاق من التراب الوطني الفلسطيني طوال هذه الفترة ويحتاج الفلسطينيين في الاراض المحتلة الى 20 سنة كي تنضج الظروف ويتمكنوا من إقامة ثورة من الداخل في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

يعجبنى جدا مراجعه التاريخ فى حوارتنا
لذلك أستغربت بشدة مما كتب أعلاة لعدة أسباب

أولا
لم تضم مصر ابدا قطاع غزة كما لم تحاول مصر أبدا نزع الهويه الفلسطينيه عن الفلسطينيين
على العكس من ذلك تماما
فقد حافظت مصر على الهويه الفلسطينيه لسكان القطاع وعملت على تدريب رجال المقاومه الفلسطينيه فيها تحت قيادة ضابط مصرى لا يزال سكان القطاع يقدرونه بشدة وهو الشهيد مصطفى حافظ الذى أغتالته اسرائيل على يد عميل مزدوج فلسطينى خائن اسمه طلالقه عام 1956
أى ان مصر كانت تساعد الفدائيين الفلسطينين منذ عام النكبه 1948 وحتى اغتيال مصطفى حافظ عام 1956 وهناك ميدان فى قطاع غزة على اسم هذا البطل الشهيد

ثانيا
لم تتوقف اعمال المقاومه الفلسطينيه ضد اسرائيل بتعاون واشتراك رجال الجيش المصرى مما ادى الى غزو اسرائيل للقطاع عام 1955 وقتلهم 35 جذديا مصرى فى حادثه غيرت مجرى التاريخ فى منطقه الشرق الاوسط كله وبحث عبد الناصر عن السلاح فى الكتله الشرقيه ومعادة الغرب
اى ان المشكله الفلسطينيه تسببت فى عداوة الولايات المتحدة لعبد النالصر والنظام الناصرى

ثالثا
كانت مصر عبد الناصر هى من حافظت على القضيه الفلسطينيه فى كل المحافل الدوليه وكانت هى من قدمت ياسر عرفات للقيادات الروسيه حتى اصبح فى لحظه من اللحظات حليفا لهم رغم ميوله الدينيه لجماعه الاخوان المسلمين

رابعا
لم يخبر انور السادات اى زعيم عربى بشأن حرب 73 الا الملك فيصل وياسر عرفات قبل أندلاع الحرب وكان انور السادات هو من ضغط على الامم المتحدة لقبول عضويه فلسطين كعضو مراقب ومن ثم الاعتراف الدولى به وقيامه بالقاء خطاب رسمى فلسطينى أمام الجمعيه العامه رغم ان اسرائيل والغرب لم يكونوا يعترفون بشىء اسمه فلسطين