" حتى لو كتموا أنفاسي‏,‏ لن أضحي بالحرية " طالب بجامعة طهران .

تحياتي للجميع .
للأخوة غير معتادي السينما الإيرانية .
ينتمي جعفر بناهي إلى الموجة الجديدة في السينما الإيرانية ، و هي موجة بدأت في 1969 (في العصر الشاهنشاهي) ، مع فلم " البقرة " للمخرج " داريوس ميهرجيو " ، و هناك أسماء أخرى شهيرة تنتمي لنفس المدرسة منها عباس كياروستامي و سوهراب شهيد و فوروخ فاروكهزاد و ... . (عرضت فلم عباس كياروستامي " مذاق الكرز " ضمن أفضل الأفلام الإنسانية في شريط خاص بذلك ) . و يشترك رواد تلك الموجة في مجموعة من الخصائص الفنية الرائعة ، منها استخدام اللغة الشاعرة في الحوار ،و الإسقاط على قضايا فلسفية و سياسية . هناك من النقاد من يرى أن تلك الموجة هي الأفضل منذ الواقعية الجديدة الإيطالية ،و التي أعطتنا أسماءا مثل فيديريكو فلليني ، فيتوريو دي سيكا ، روبيرتو روسيلليني ،و سيزاريو زافاتيني .بل هناك من يرى أن السينما الفارسية تمثل واحدة من قمم الفن السينمائي المعاصر .
أذكر أن هناك فلم مصري شهير هو 1-صفر مأخوذ كلية من رائعة جعفر بناهي " اوفسايد ".
......................
لا أعتقد اني سأضيف الكثير للمداخلات .. فقط أريد ان يكون واضحا ..
أن دعم المثقفين العرب لرجل ينتمي إلى أرقى معايير الثقافة المعاصرة بل هو أحد صناعها ، مثل جعفر بناهي ليس موقفا سياسيا ضد قضاء الملالي في طهران فقط ، بل هو أساسا موقف مبدئي مع الحرية ضد كل أعدائها في كل مكان سواء في طهران أو الرياض أو أمريكا الجنوبية و حتى الولايات المتحدة و أوروبا . أي موقف واحد ضد نفس العدو دائما .. أفهم أن يتحدث البعض ممن ينحازون لسبب أو آخر إلى نظام خامنئي-نجاد قي طهران ، عن التقدم العلمي و التكنولوجي الإيراني ، أو عن قوة طهران العسكرية ،او عن كفاءة مخابراتها ، اما أن تمتد المباهاة إلى نظام قضائي ينتمي إلى ماضي البشرية الأسود ، فهذا لن يقبل به أحد حتى مع استخدام كل عبارات التخوين و التكفير و الزحفطون و .... و .... .صدقا هذا الكلام لم يعد" يأكل " مع أحد .
في موضوع مشابه طرحته عن "أغا جري" الذي حكم عليه بالإعدام لمجرد عبارات عارضة ، اقتبست عبارة قالها أحد المتظاهرين في جامعة طهران " حتى لو كتموا أنفاسي‏,‏ لن أضحي بالحرية " . الحرية مازالت تفرد أشرعتها لأن هناك من لم ينسوها بينما تكتم انفاسهم .. لا يجب أن ننسى الحرية ،ولا يجب أن ننسى جعفر بناهي .