العزيز بهجت :
كل عام وأنت بخير ودمت للجميع أحد سدنة التنوير في هذا النادي ...
فيما يختص التفجير الإرهابي بالقطع نحن لا نختلف على تشخيص ظاهر الحدث ، وربما لست ممن يهلعون عند أول تفجير أو مشكلة والدعوة بأعلى الصوت أن هناك حرب طائفية .
لكن لربما لأننا في المنطقة نعلم معنى الحروب الطائفية وكيف تنشأ ، أعتقد أن مصر باتجاه خضات مستقبلية ظاهرها أحداث طائفية وحقيقتها تفتيت مصر (سياسياً على الأقل) .

لا بد أنك تتفق معي بأن الجماعات الإرهابية في خطها العام هي صنيعة أجهزة الاستخبارات العالمية .
إن التركيز في هذه الفترة على الأقباط لا يستهدف الأقباط بقدر ما يستهدف مصر ... فأنا لست ممن يتوقفون عند ظاهر الصورة (جماعات إرهابية وأحداث طائفية وحسب) .

إن محاولة نزع عامل الأمان من الأقلية القبطية وإعادة تشكيل نظرتها للدولة على أنها لا توفر الحماية المطلوبة لها ، سيؤدي حتماً إلى تجميع الأقباط أياً كان انتماؤهم السياسي تحت عباءة بابا الكنيسة .وبالتالي إلى سلطة كنسية توازي سلطة الدولة* .
ومهما زادت الأحاديث والخطب الرنانة التي تتغنى بالوحدة الوطنية ، فكلنا يعرف أن الوحدة الوطنية تدعمها الأفعال لا الأقوال ...
عدة أمور أراها في الأفق وأرجو أن تصحح لي إذا كنت مخطئاً .
1- تعيين حراسة على باب كل كنيسة في مصر ، من حيث النظرة السياسية لا الأمنية هل يعبر عن حالة شاذة أم حالة طبيعية ؟ .
2- كم سننتظر حتى تنتهي هذه الحالة الشاذة وهل ستنتهي ؟
3- هل يستطيع الرئيس مبارك مع (كامل احترامي له) في هذا السن أن يقوم بخطوات ديناميكية في مكافحة الإرهاب . باستثناء الاعتماد على أجهزة الأمن البيروقراطية التي قد تكون مخترقة من الجماعات الإرهابية نفسها أو من أجهزة المخابرات الدولية ؟
4- هل يستطيع خلف الرئيس مبارك خصوصاً إذاً كان ابنه ، إدراك أبعاد المشكلة بعقلية رجل الأعمال ؟
5- هل الأكثرية المسلمة تدرك فعلاً شعور عدم الأمان التي تعاني منه الأقلية المسيحية ، وأننا لا نستطيع أن نطلب من الضحية التعقل إلا ما لا نهاية ؟
6- هل تعتقد أن العمليات الإرهابية التي حصلت في التسعينات والتي كانت تستهدف فيما تستهدف حسب علمي السواح والبوليس وأجهزة الدولة ...إلخ ، تشبه التفجيرات التي تركز اليوم على طائفة معينة ؟
7- هل تعتقد أن أي إجماع في الشارع الإسلامي المصري سوف يكون ممكناً إذا قام الأقباط بردة فعل مؤذية (على أي صعيد كان) ؟


تحياتي لك