من قلم : حمدي السعيد سالم

الموساد الاسرائيلى هو الوجه الآخر لتنظيم القاعدة

منذ سنوات نشرت جريدة (معاريف) الاسرائيلية تصريحا لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فى جهاز الموساد وقتئذ (آهارون فركش) قال فيه : ( ان اسرائيل خارج لعبة الارهاب الدولى .. كما انها ليست على بؤرة استهداف القاعدة , وعلى امتداد السنوات الماضية لم يرد اسم اسرائيل فى اى من المذكرات او البيانات او الوثائق التى صدرت عن القاعدة .. وحتى الخريطة الاستراتيجية للقاعدة التى عثر عليها الامريكان فى افغانستان جاءت خلوا من ذكر اسرائيل )...

- المتأمل للتصريح يكتشف كارثة حقيقية وراء مايسمى بتنظيم القاعدة وخلاياه النائمة فى كافة دول الشرق الاوسط , فيبدو انه تنظيم اخترعته اسرائيل لتدمير وارهاب الدول العربية بطريقة مباشرة وغير مباشرة ... فالعمليات الارهابية ان لم تستهدف بلدا عربيا لتخريبه وتدميره معنويا وماديا فانها تستهدف تشويه صورتهم والنيل منهم عبر تلك العمليات الارهابية فى العواصم الخارجية بعد ان اصبح بديهيا ان يكون وراء كل عمل ارهابى اصابع عربية ..

- والحقيقة ان كل ما ذكرت منطقيا فعبر سنوات من ارهاب القاعدة فى الخارج والداخل لم نسمع عن عملية ارهابية واحدة فى تل أبيب !!... أليست اسرائيل هى الاجدر بتلك العمليات ؟!.. أليس احتلالها ارضا عربية يستحق ان تتوجه اليها رشاشاتكم وقنابلكم بدلا من تفخيخها وتفجيرها بين اخوانكم العرب المسلمين ... واذا كان البعض يتعلل بوجود صرامة أمنية تحول دون ذلك , اقول له: ان الفدائيين يخترقون تلك الصرامة الامنية الاسرائيلية المزعومة كل يوم ويكبدون المحتل الاسرائيلى الغاصب لارضهم خسائر فادحة . لقد كان تنظيم القاعدة لغزا كبيرا جدا , لكن تصريح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية كشف الكثير من غموض هذا التنظيم , الذى لم ولن يقم بعملية واحدة داخل تل أبيب , وكل لبيب بالاشارة يفهم , فالموساد هو الوجه الآخر للقاعدة .

- بعد ان وجهت المخابرات العامة المصرية ضربة قاصمة للموساد الاسرائيلى حين كشفت عن جاسوس الاتصالات الذى استطاع تجنيد مسئول امنى سورى رفيع المستوى تجسس على كل من مصر وسوريا ولبنان , جن جنون الموساد الاسرائيلى , من تلك الضربة القاصمة لاغبى جهاز مخابراتى فى العالم , انتهج الموساد الاسرائيلى نفس طريقته المعهودة عندما يتم الكشف عن اى شبكة تجسس تعمل مع الموساد , حيث تم تفجير امام كنيسة القديسين بالاسكندرية فى صبيحة يوم السبت 1\1\2011بسبب انفجار عبوة ناسفة محمولة من احد الانتحاريين وليس سيارة مفخخة كما ذكر المعمل الجنائى نتج عنها وفاة 21قتيلا و 79 جريحا منهم 8 من المسلمين , واصيب ضابط شرطة وثلاثة جنود من قوة تأمين الكنيسة ...هذه الحادثة تذكرنى بحادثة تفجيرات شرم الشيخ منذ سنوات عندما استطاعت المخابرات المصرية تجنيد مسئول عسكرى اسرائيلى رفيع المستوى يعمل فى مشروع صواريخ اسرائيلية بالغة السرية عن طريق (ايهاب الشريف ) الدبلوماسى المصرى , عندها ولقوة الصفعة التى تلقاها الموساد الاسرائيلى قام عملاء الموساد من وراء ستار بتلك التفجيرات الساذجة التى تستهدف تشويه صورة مصر والنيل منها عبر تلك العمليات الارهابية الطفولية فى شرم الشيخ .. نفس السيناريو تكرر صباح السبت 1\1\2011 فى الاسكندرية امام كنيسة للاقباط لكى يضربوا الوحدة الوطنية فى مقتل لانه اصبح بديهيا ان يكون وراء اى عمل ارهابى تنظيمكم الخفى المسمى بالقاعدة .فالموساد الاسرائيلى يريد توصيل رسالة للمخابرات المصرية التى ضربت الموساد الاسرائيلى على قفاه , انه قادر على زعزعة الاستقرار الامنى فى مصر , من خلال تلك التفجيرات الطفولية , وانه يزرع بذور الفتنة الطائفية بين المسلمين والاقباط تلك الورقة التى صرح بها مسئول عسكرى اسرائيلى منذ شهور لضرب مصر واستقرارها ... لانهم يعلمون جيدا ان المصادمات الدينية والعقائدية تترك ورائها جراحا يصعب ان تندمل , وقد لاتندمل ابدا , فما بالنا اذا كانت المصادمات بين ابناء الوطن الواحد !! عندها يكون تمزيقها لوشائج القربى رهيبا .

-لذلك اقول للموساد وكل من يلعب بنار الفتنة الطائفية او يتاجر بها لكسب الاموال ان مصر ورثت تاريخا مجيدا حيث قامت كل ثوراتها على الاخاء بين المسلم والمسيحى , فلو كان محمد على يخاف من سخافات الخلافة العثمانية التى كانت لاسباب استعمارية تشهر به بين المصريين فتسميه (باشا النصارى) لانه كان لايفرق فى استخداماته بين مسلم ومسيحى الا على اساس الكفاءة والنزاهة , لما استطاع بناء اساس الدولة الحديثة فى مصر . وقد عرفت ثورة (عرابى) زعماء منها يحمون المسيحيين من المذابح الدينية التى كان يجهزها الاتراك والانجليز للتشهير بثورة عرابى واظهار المصريين الثائرين فى صورة المتبربرين ... وحين جاء الزعيم الاسلامى (محمد على جناح) الى مصر ليفاوض النحاس باشا فى شأن انضمام مصر الى تجمع الجامعة الاسلامية , لم يقابله النحاس باشا , وانما ارسل اليه وزير خارجيته (ابراهيم باشا فرج مسيحه ) ليلقنه درسا بليغا - ما احوجنا اليه الان - وهو : ان مصر لامجال فيها للعصبيات الدينية التى تخرب الامة الواحدة والوطن الواحد وتقسمه الى الهند وباكستان .

من كل هذا يتضح لنا جليا ان اسرائيل تستخدم تنظيم القاعدة فهو الوجه الاخر لاسرائيل , وما القنابل والمتفجرات التى ارسلت على منازل وكنائس المسيحيين فى العراق من تنظيم القاعدة ماهى الا غطاء تكتيكى لما سيحدث فى الاسكندرية من تفجير كنيسة القديسين بسبب الضربة المؤلمة والموجعة التى تلقاها جهاز الموساد الاسرائيلى من المخابرات العامة المصرية . فهل يتفهم الجميع ان تنظيم القاعدة هو الخادم الامين والمنفذ المطيع لاسرائيل لكى تدمر اى دولة تعاديها معنويا وماديا من خلال التفجيرات الارهابية او تشويه صورتها امام المجتمع الدولى