المسيحية الغت الشخصية الخاصة لمصر وحولتها الى تابع لمركز خارجها.
بمعنى ان الدين برز ليكون الدستور الذي يعزز السلطة السياسية للمركز، وبالشرعية المكتسبة عنه يجري اخضاع النواحي. لاحظ مثلا ان المسيحية انتصرت فقط عندما تبنتها دولة سياسية كأديولوجية رسمية، واصبحت المسيحية اداة سياسية ورمز لمن تبناها ونصرها في المرة الاولى ولازالت حتىى اليوم.
لذلك ليس غريبا انها استخدمت من اجل توسيع نفوذ " اصحابها" الى افريقيا وبقية انحاء العالم.
ذات الامر فيما يتعلق بمصر. عندما تحولت مصر الى المسيحية، الغت شخصيتها الخاصة وتخلت عن مركزيتها واصبح القرار السياسي تتقاسمه مع قوى من خارجها والولاء اصبح ضبابيا، وانتهى وزن مصر لصالح المركز الديني خارجها، على الرغم من ان مصر " قبطية" وليست متطابقة تماما مع مسيحية مركز السيطرة السياسية.
مصر الى ناحية من نواحي المركز ، وبفضل الدين تقبلت مصر مصيرها الجديد، وكان ذلك مؤسس لفقدانها للقدرة على المبادرة من قناة وعي الذات لتنتهي من المقدمة الى الخلف.
وضع مصر انطبق عليه قول عمر مع بعض التصرف :" نحن قوم أعزنا رع فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا رع". وذلك يعكس حال مصر منذ تخلت عن رع والى اليوم
لذلك، وبرأيي، يوجد شئ من الحقيقة في قوله.
لاحظ مثلا ان العرب وعلى الرغم من تخلفهم المدوي منذ وعي الذات وحتى اليوم الا انهم بفضل امتلاك دينهم الخاص، وقدرتهم على بيع هذا الدين وتسويقه الى الامم يستولون على حضارة الاخرين، فيحصلوا على السمعة ولايقدمون اي شئ. اليوم مصر ومنجزاتها اصبحت من ضمن الحضارة الاسلامية العربية مجانا.
كما ترى اي انجاز مصري اليوم يجري تجييره لللاسلام العربي وليس لمصر، لان مصر لاتملك وجهها الخاص وانما جزء من كل