اقتباس:أنا مع الشعب اللبناني، ولست مع حزب الله ولا إسرائيل ولا أمريكا.
طيب و انا كمان مع الشعب اللبناني و ما حدا احسن من حدا
و كذلك يقول سمير جعجع, و كذلك وئام وهاب و انطوان لحد و ميشال سليمان على حد سواء...
تخيل انو حدا يقول (انا ضد الشعب)... او (انا ضد الوطن)....
هي شعارات عامة مبهمة لا محل لها من الاعراب على ارض الواقع....
قال هو مع (الشعب)... طيب ما ترجمة ذلك عمليا على الارض؟ ما هو موقع اؤلئك الذين هم مع الشعب و الذين هم ضده؟
اساسا ما هو تعريف (الشعب), و هل هذا (الشعب) كائن مستقل متجانس له رأيه الموحد و مطالبه السياسية الموحدة؟
عموما و بالعودة الى موضوعنا , و قبل ان نطوي المواضيع السابقة التي بقيت بدون حل و نبدأ بموضوع آخر مشابه...
علينا ان نناقش قليلا اسس الحوار...
مأخذي على الزميل أبو نواس هو التالي:
هناك مثل شعبي يقول (حكي سرايا و حكي قرايا) و هو يعني ان ما يدور عادة بين الناس ذوو الشأن و الاحترام يكون ذا مصداقية و اي شيئ يخرج منه يؤخذ على محمل الجد و يتابع... فاذا صدر منهم تحليل ما او اتهام ما او توقع ما كان ذلك امر هام سيتداوله الجميع..
بينما تكون عادة الثرثرات بين الاصحاب البسطاء في القهاوي غير ذات بال او مصداقية و لا تعني شيئا و لا يمكن محاسبتهم اصلا على ما يقولونه...
لأبو نواس قابلية مدهشة لتوزيع الاتهامات يمينا و يسارا بدون ان تكون تلك الاتهامات مبنية على اي اسس... و اذا ما ساءله احد عن اسس اتهاماته تلك, تهرّب و راوغ و أوّل اتهاماته و تذرع ب(عدم التعلق بالشكليات)
اما ان يكون حوارنا (حكي سرايا) او (حكي قرايا) .....
اما اننا نعني فعلا كل كلمة و تحليل و اتهام نطلقه او نحن هنا نتسلى و نناكف و نبالغ و نلعب و نتشاجر....
ان اتهمنا مثلا الدكتور أسعد أبو خليل بأنه يقبض من الملالي و حزب الله رغم انه وجه اكاديمي معروف في امريكا, علينا ان نعني ذلك حرفيا و نكون مستعدوي للوقوف خلف هذا الاتهام و تفسيره و اثباته و حتى مراسلة ادارته و الاستفسار عن ذلك....
و هكذا اتهام لو صح فسيطيح بأسعد ابو خليل و بمستقبله الاكاديمي, و عندما نرمي هكذا اتهامات ينبغي ان تكون ذا مصداقية و ان ندافع عنها بعد اطلاقها, و الا ان كان اطلاق الاتهامات و التحليلات على عواهنها بدون ان تكون بالضرورة مبينة على وقائع ملمومسة, فمالذي يمنع ان تكون التحليلات المجرّدة و المعقدة ايضا على شاكلة سالفاتها؟
اعلم ان ابو نواس باتهاماته ذات اليمين و ذات اليسار لا يعنيها حرفيا و هو يتسلى باطلاقها للتنفيس عن حنق ما و هو لا يدعو الى اخذها على محمل الجد, و مشاركاته لذلك هي (حكي قرايا) ليس الا...
امر اخر, و هو الاعتراف بالهفوات و الاخطاء التي نتركبها جميعا اثناء نقاشاتنا, ان بدر منا هفوة او خطأ او حكم تبين انه غير دقيق او خاطئ (كالخلط بين شخصية اعلامية شيوعية و اخرى قيادية في حزب الله بشبب تشابه الاسماء بينهما) , فلا بأس من الاعتراف بذلك صراحة لا التهرب و اعتبار المسألة سخيفة لا تستأهل التوضيح... و ذلك لن يضير المخطئ ابدا بل على العكس فسيرفع من قيمته و يدفع بالمحاور الى تليين موقفه قليلا و تقديم تنازلات مقابلة.....
هذه مسألة هامة تتعلق باسلوب النقاش و منهجيته و هو امر خطير فعلا....
الامر الثالث هو في اعتماد لغة تخوين الاخر و اتهامه بأنه يعمل فعليا لصالح الاستخبارات او مقابل بدل مالي الخ... حتى ان تجاوزنا النقطة رقم 1 (غياب الدليل و المصداقية) فهذا امر خطير و مؤلم, و لو شئت انا مثلا اعتماد نفس الاسلوب لامكنني ايضا توزيع الاتهامات بالعمالة للموساد و فريق التواصل الالكتروني و السي آي ايه و مخابرات الموزمبيق... و اهو الاف الشبان المجندين لدى الشين بيت و ووزارة الخارجية الامريكية لا بد ان يكونوا في مكان ما, بينما ان ايران تحظى بتعاطف شعبي عفوي في العالم العربي و الاسلامي بحسب الاستطلاعات التي تجريها المؤسسات المختصة الغربية و ليست بحاجة الى تجنيد من يدافع عنها لدى الرأي العام العربي كما اسرائيل او الادارة الامريكية مثلا.....