(01-04-2011, 12:19 AM)The Holy Man كتب:  مشكلتك يا عاشق يا عزيزي أنك تفكر بعقلية الأكثرية وهذه العقلية لن تستطيع فهم هواجس الأقلية ما لم تعش حياتهم أو أن تدخل إلى عمق المشكلة وتفكر مثلهم .
لا نستطيع أن نعتب على الأقليات انكماشها وانعزالها فهذا لا يدل على مشكلة عند الأقليات بقدر دلالته على عدم وجود عامل الأمان لديها في محيطها .
وكما أنت حريص على ابنتك (إذا كان لديك ابنة) أن لا تتزوج بشاب مسيحي إذا كنت تعيش وسط أكثرية مسيحية ، فهم يفعلون نفس الشيء وهذا ليس ذنبهم . فبقدر ما الإسلام والمسيحية ديانتين تبشيريتين بقدر ما هما منغلقتين على أتباعهما .

بالمناسبة لقد نشأت في مدارس مسيحية (رغم أني لست مسيحياً) أثناء المرحلة الابتدائية وأحمل ذكرى طيبة عن هذه الفترة الجميلة من حياتي ... ولربما المرة الأولى التي انتبهت فيها لإشكالية الطائفية والطوائف كانت عندما نعت صديقي المسلم الذي أحببته الطائفة التي انتمي لها -وهو لا يعرف ما الطائفة التي أنتمي لها- "بالخونة" وتشاء الصدف أن تكون أمه مصرية* !!. وطبعاً لن أشرح لك كيف أجاب أبي على أسئلتي بحيث أنها لم تؤدي إلى عقدة لدي وانكفاء ذاتي بقدر ما أدت بي إلى مزيد من الانفتاح وقبول الآخر على الرغم من آراءه .

يا عزيزي إذهب وسجل ابنك في مدرسة قبطية إذا كنت قادر على دفع الأقساط (وحارب من أجل ذلك) وسترى أنها تجربة قد تكون جيدة وليست بالسوء الذي تتصور .

تحياتي للجميع

عزيزى هولي مان ....

الأكثريه فى مصر لا تفكر فى هذا الأمر كما أفكر , ولا أدرى صراحه ماهى المشكله فى أن أفكر بعقليه الأكثريه اذا كانت تلك العقليه ترفض انعزال الأقباط عن مجتمعهم وتود لو شاركنا الأقباط وشاركناهم الحياه بكل مظاهرها وأشكالها , وما ذنبى أنا كمسلم فى هذا الانعزال والتقوقع الذى فرضوه على أنفسهم اذا كنت لم أمسسهم بسوء ولم أشارك فيما يعكر صفو أمنهم وراحه بالهم ؟

أنا أصلا أرفض مصطلح " أقليه " هذا , لأن هذا المصطلح يكرس للطائفيه والمذهبيه والفصل العرقى , فلو صنفنا على أساس عقائدى فهم أقليه ,لكن لو تم التصنيف على أسس المواطنه فكلنا مصريون مضروبين بالصرمه وليس لنا أية حقوق وعلينا الكثير من الواجبات , ولو سايرنا هذا التصنيف العرقى والدينى والمذهبى لكانت بالضروره هناك أقليه قبطيه فى الوسط وأقليه نوبيه فى الجنوب وأقليه أمازيغيه بربريه فى الشمال الغربى وأقليه بدويه فى سيناء ولساهمنا فى تفتيت هذا الوطن الى دويلات .

الحديث عن فقدان الأقباط لعامل الأمان هو حديث نظرى وليس واقعى , فليست الكنيسه هى ما ستحقق لهم هذا الأمان , ففى ظل هذا الانعزال الذى يمارسه الأقباط الا أنهم مرغمون على مشاركه المسلمون جميع أشكال ومظاهر الحياه الأخرى , فالمواصلات العامه تتسع للجميع ,الشوارع , دور السينيما والمسرح , المستشفيات , الكازينوهات والمطاعم والمحلات العامه , الوظائف الحكوميه , المعاملات التجاريه , ,,, الخ , ولا أدرى كيف ستحقق لهم الكنيسه عامل الأمان ضد كل ذلك ؟ وما الذى أفقدهم هذا العامل أصلا ونحن قد نشأنا وتربينا فى بيوت بعضنا البعض ؟

على فكره أنا تلقيت تعليمى فى المدارس الحكوميه , لكن أولاد عمى تلقوا تعليمهم فى مدارس " الأدفنتست " فى منطقه حدائق الزيتون بالقاهره وكانت تجربه ناجحه بكل المقاييس ساهمت فى تفوقهم العلمى , وأنا لا أتحدث عن هذا الجانب من التجربه , أنا أتحدث عن التأثير السلبى لها , حيث أن تلك المدارس تساهم فى ابعاد الأطفال من الجانبين عن بعضهم البعض ولا يلتقون الا بعد أن يصبحوا شباب لا يعرف أحدهم شيئا عن الأخر , ورغم أن هذه ليست الصوره الوحيده ولا هى الأبرز من صور عزله الأقباط الا أنها جاءت فى السياق العام لحديثى .

أنا عندما أفكر فى الحل الأمثل لتلك المشكله أسأل نفسى سؤال : ماهو المطلوب من المواطن المسلم "العادى" تجاه أخيه المواطن المسيحى حتى تعود المياه الى مجاريها كما كانت فى الستينات والسبعينات ؟ وليتك تحاول الاجابه على هذا السؤال معى .