(01-06-2011, 11:56 PM)Enkidu61 كتب:  حسنا، لنفرض جدلا أنه تم سحق رجال وعلماء الدين تحت الأحذية وجنازير الدبابات كما تقول فماذا تفعل مع السواد الأعظم من الجمهور وخاصة الجمهور المرتاح. ماالعمل مع أطباء ومهندسين واساتذة جامعيين مسلمين يعيشون ويعملون بالغرب منذ عقود طويلة ممن يؤمنون ببول البعير.ويبنون الجامع تلو الآخر في الغرب ويحقدون على كل ماهو غير مسلم. أين نواة المجتمع الذي تبحث عنه. من هو المصري أو السوري أو الخري شبيه جورج واشنطن أو جان آدمز و فرانكلين مثلا. هؤلاء آباء امريكا لم يبنوا كنائس عندما تعلموا ودرسوا في أوروبا ودرسوا التاريخ القديم. ماذا نعمل بعد القضاء على الدين ورجاله..

رجال الدين فى المجتمعات العربية هم بمثابة نابشى القبور وبإختفائهم لن يلقى أحد بالا لما حدث من سنة مضت ناهيك عن 1400 سنة وبالتالى ستلزم أشباح وجثث الماضى قبورها فتريح وتستريح.

هل تعتقد أن رجل الشارع فى مصر يعنيه من قريب أو بعيد أيهما أحق بالخلافة الحسين أم يزيد أو يشغل باله مصير عائشة وهل هى معلقة من قدميها أو يديها فى النار? رجل الشارع فى مصر نتيجة مباراة بين الأهلى ونبروة فى كأس مصر أهم عنده ألف مرة من الحسين ويزيد وعائشة بل والله نفسه وهنا يأتى دور نابشى القبور.

نابشى القبور أخرجوا تلك الجثث من قبورها وبدأوا فى القفز والتشاجر حولها كالقرود وبالتدريج الناس بدأت تتلم علشان تتفرج- كما يحدث عند حدوث مشاجرة فى الشارع- وبعد أن تأكد نابشى القبور من وجود جمهور كاف لمشاهدة -وبالتالى تمويل- العرض بدأوا فى توزيع الأدوار بينهم فهذا يدافع عن السنة المساكين فى مواجهة المد الشيعى وذاك يتصدى للنواصب دفاعا عن أل البيت وهذا يناظر وذاك يباهل وهذا يردح وذاك يلعن وفجأة أصبحت هناك قضية من لاشئ وبدأ الجمهور نفسه يندمج فى تلك القضية ويشارك فيها من كل حسب طاقته ولكل حسب غباوته وفى نفس الوقت نشأت زعامات وسطعت قيادات وتكدست أموال فى خزائن نابشى القبور وليذهب العالم للجحيم!

هؤلاء يجب منعهم بالقوة من هذا العبث وإذا كانت هذه هى حرية التعبير عن الرأى والديمقراطية فياألف أهلا وسهلا بالديكتاتورية وكافة وسائل القمع والتعذيب.
الشعوب- وبالذات الراقدة فى جحيم العالم الخرا الثالث- أشبه بالقطيع المسير والأمر يتوقف على الراعى ونوعية العلف الذى يقدمه لهم ولأن العلف الذى يتم تقديمه الأن على يد نابشى القبور من نوعية سامة ومذهبة للعقل والضمير وصلنا إلى ماوصلنا إليه ونابشى القبور ليس لديهم مايقدمونه للقطيع سوى هذا العلف السام ومن غير المتوقع أن يستيقظ ضميرهم فجأة ويثوبوا لرشدهم وبالتالى أصبحت المعادلة على شكل إما نحن أو هم.