الدين تراث إنساني بما له و ما عليه،بخيره و شره و تهذيبُه أمر حيوي كي يساير روح العصر فكما يتطور العلم يجب أن تتطور الغيبيات أيضا لمن يؤمن بها.
نحن ننظر أكثر إلى حضارة الغرب في جانبها المادي و العلمي التقني لكننا لا ننتبه إلى التطور الخفي و المتواصل الذي جعل من الديانة المسيحية وديعة مسالمة مكانها الكنيسة بعد بروز العلمانية.
قد تبدي الكنيسة أحيانا آراء متخلفة عن روح العصر لكنها تخلصت من تعصبها و انفتحت على الحضارة فتطورت و تهذبت .تارة تتطور ببطء شديد و تارة أخرى تتكيف بسرعة مما جعلها لا تعيق السير قدما نحو الأمام .
في حين لا زال التراث الإسلامي يقف بالمرصاد في طريق التطور نظرا لممانعة رجال الدين الذين يعتبرون الإسلام الذي ظهر في بيئة بدوية منذ قرون يصلح الآن أيضا و في أي بلد دون تغيير و كل تغيير يعني تحريف و ضلال.
من يدعي أن الإسلام صالح لكل زمان و مكان أمامه حلان لا ثالت لهما:
1- العيش في بيئة بدوية شبيهة ببيئة النبي و الصحابة و عدم الخروج منها و الرضا ببساطة حياتها .
2- السماح للدين بالتطور و التكيف مع العصور و مع المجتمعات المختلفة و رفع القدسية عن أي نص يعيق التطور مهما كان.