((الجنس و الدعارة)) و تطورهما ..

كان الانسان في القديم يمارس الجنس لهدف اساسي لا ثاني له و هو حفظ النسل ، و ذلك لكي تساعده و تعينه ذريته على مصاعب و عناء و متاعب الحياة ، لكن هذا الهدف سرعان ما تلاشى اذ اصبح الجنس من اجل اللذة و اكتساب المتعة فترى التاريخ باكمله ملوث بدماء الشهوة الجنسية و تبعاتها ، و ايضا لم يطول الامر حتى ظهرت التجارة الاقدم في التاريخ الا و هي الدعارة ، لذلك ترى حروب طاحنة سببها هي امراة قد تم التنازع عليها من قبل الحكام ، بل في طوال التاريخ لم تخل القصور الملكية الفارهه من النساء لاجل الجنس ، و لذلك سيجد كل باحث و دارس ان من الممكن كتابة مئات الكتب تتحدث عن الجنس و تأثيره في التاريخ.

عندما نراجع الحكماء و العرفاء و نسألهم عن طبيعة الانسان و غرائزه فسوف نجدهم اكثر ما يحذرون منه هي الغريزة الجنسية و يعللون على ذلك بقولهم بانها الغريزة الاكثر قابلية للتمدد و الانبساط في طبع هذا المخلوق الانساني ، بل لو تعمقنا معهم في هذا المفهوم سنراهم يستشهدون بذلك على شخصيات تاريخية قديمة و حديثة في نفس الان ، ممن غلبت عليهم شهواتهم الى حد رهيب ، و الى درجة انهم ينظرون حتى الى محارمهم بنظرة جنسية شهوانية بل الامر اسوء من ذلك ، انهم ينظرون الى الحيوانات بنظرة جنسية ، و الاغرب من ذلك ايضا اننا نجد في التاريخ من طغت عليهم الغريزة لدرجة انهم قاموا بالزواج من جنيات ، و الله العالم عن صحة هذه المقولة.

ايضا عندما نراجع الاديان سواء السماوية منها او ما سواها فسنرى عدد مدهش و رهيب من الروايات التي تحذر من خطر غريزة الجنس و بانه بامكانها ان تسيطر على حياة الانسان بشكل كامل ، و هذا امر واقع لا مفر لانكاره ، حاليا قد صنف في الولايات المتحدة الامريكية مرض جنسي نفسي يؤدي بالشخص الى التفكير بشكل دائم بالجنس دون انقطاع ، اذن الامر هو ليس مجرد خربشة اديان بل هي حقيقة على ارض الواقع ، من ابرز الروايات الدينية هو ماقيل بان للشيطان سهام و ان كل سهم من الممكن ان يخطا و لا يصيب الهدف سوى سهم واحد و هو سهم المراة ،و لو قسنا ذلك علي ارض الحياة فسنجد قبولا كبيرا بهذه المقولة.

لا نندهش اليوم من هذا الكلام لو لاحظنا شعوب العالم شرقها و غربها كيف ان الجنس قد اخذ ماخذه منها ، و خصوصتا منذ ذلك اليوم المشؤوم التي ولدت فيه حبوب منع الحمل ، التي بسببها قد ضاعفت الفساد الجنسي اضعافا مضاعفة ، و من ثم جاءت الفياغرا التي احدث دويا كبيرا في عالم الجنس و .. الى اخره ، من المهيجات التي نراها اليوم و كان الكرة الارضية غائصة في بحر عميق مخلوق من الجنس، و طبعا تاتي هنا المهنة الاقدم تاريخا و هي (الدعارة) و كيف انتشرت انتشار الهشيم في النار ، و لكن الامر و للاسف لم يستمر على هذا الحال و حسب و خصوصتا بعد ما ظهرت الدول التي تدعى الحريات و الديمقراطية و فتحت الباب على مصرعيه اما المنحطين و الساقطين اخلاقيا.

و هذا ما حدث بعينه في الولايات المتحدة الامريكية و بالتحديد في نيويورك و لوس انجلوس و سان فرانسيسكوا حيث ظهرت فئة لاتعرف اي معنى للحياء و قامت بممارسة اعمالها الشاذة من لواط و جنس فموي مابين الرجال بعضهم البعض و حسبنا في ذلك ظهور ما يسمى ب(حمامات الشواذ) في تلك المناطق و لم يستمر الوضع عن عشر الى خمس عشرة سنة حتى ظهر المرض الموعود الذي لم ترى البشرية اغذر و اخطر منه انه الايدز الذي ظهر في بدايته فاتكا للشواذ جنسيا ،حيث انتشر الخوف و الرعب في كافة الارجاء ، و كان الاعتقاد السائد في بداية ظهور المرض انه يصيب الشواذ فقط لذلك سمي بمرض (نقص المناعة المكتسبة للشواذ)و لكن و بعد خمس سنوات فقط و عن طرق احدى المؤتمرات الباحثة في مرض الايدز اتضح انه من الممكن ان يصيب اي شخص سواء بعلاقة شاذة او سوية.

و هكذا فتح التاريخ صفحة جديدة مليئة بالسواد الذي هو في الحقيقة ناتج عن شهوات بسيطة و لكن بفساد الانسان نفسه قد جعلها قوية بشكل انه لا يقاوم نفسه فيها ، و هكذا نرى العالم اليوم و قد نهشته الامراض الجنسية من كل جانب ،و حسبنا مثالا واحدا فقط و هي منطقة (تايلند) بعد ان جعلت المنحلين يسرحون و يمرحون في اراضيها قد اصبحت بؤرة كبرى للمرض و الفساد الاجتماعي و لكن و باعتقاد العلماء ان اذا ما استمر العالم في الحركة التي يسير عليها اليوم فان هناك عشرات الامراض التي تنتظرنا و التي ربما ستكون اخطر بكثير مما سبقها ، فالجنس ليس بلعبة لكي يتم استثماره بهذا الشكل .

و من ابرز عوامل الفساد التي حلت بالعالم اليوم هي (افلام البورنو) التي كسرت كل الحواجز و بدات المجتمعات تتلهف بمتابعتها صغارا و كبارا مما جعل لها الاثر الكبير على نفوسهم و على حسب الدراسات ان اغلب عمليات الاغتصاب في العالم هي ناتجة عن تفاعل الشهوات عند الناس بمتابعة المواد الخليعة و هذا ما قاله احد اكبر المجرمين الامريكيين قبل تنفيذ حكم العقاب بحقه بانه اذا انا مت فسوف ياتي الاالاف من امثالي و سيفعلون نفس افعالي و بعدها سئل و ما السبب فقال اذا ما استمرت افلام الجنس موجودة عند الجميع ، و هذا يشير الى ان الافلام الخالعة و الاباحية تحفز النفس على الاجرام.