بكلمات بددت دامية ولهجة شخص محترق , أهدى جميل عارف أول جملة فى كتابه قائلا " إلى هؤلاء الذين نهبوا وسرقوا تحف ومجوهرات أسرة محمد على أثناء أو بعد عملية مصادرتها مع ثورة 23 يوليو سنة 1952 ... " فى مشهد يعتم شمس الأمل ويعطيك لمحة لما انت على ما وشك أنت تقرأه.

فعلى حسب قوله , بدأ مشروع هذا الكتاب على هيئة مجموعة من التحقيقات الصحفية سنة 1976 نشرت بمجلة أكتوبر , ليبحث عن سؤال واحد " أين ذهبت المجوهرات , ومن سرقها ؟ ". فيذكر العديد من الدوافع والأسباب التى اثرت على بداية هذا التحقيق الطويل والبحث فى سجلات المخازن ومراجعة كشوف مخازن البنك المركزى - بمباركة الرئيس السادات فى وقتها , وتتبع بعض شهود العيان وتسجيل شهادتهم ومقارنتها مع بعضها البعض.

فبعد كشفه لأول مرة انه كان طلب من الرئيس فتح هذا الملف وبدا التحقيق عن مصير المجوهرات , صرح أيضا ان الرئيس السادات كان هو من أوقف النشر. ولكن موافقة السادات لم تكن تعنى مباركة فقط , ولكن فتح أبواب والسماح لشواهد بالحديث والكلام , ومنهم شاهد رئيسى اسمه " صلاح الشاهد " نسب له جميل عارف الكثير من المواقف النبيلة بالتعاون مع الريس جمال عبد الناصر فى وقف نزيف نهب اللوحات الفنية ومقتنيات القصور , ايام لجان المصادرة.

الشئ الغريب فى وجه نظرى , هو أتهام مبطن من الصحفى - الذى قبل بضع سطور ينسب للسادات الفضل فى فتح التحقيقة - ان السادات كان يتستر على لصوص وحرامية من داخل رجال الثورة , على علم بأنهم سرقوا وساعدوا فى نهب القصور الملكية. وذكره لشرط السادات على جميل عارف الصحفى بأن التحقيقات لا تقترب من طرف بنطولنه - السادات .

يسهب الكتاب فيما يشبه التطويل فى الحديث عن رحلته فى موسكو والولايات المتحدة وفرنسا و انجلترا وأفغانستان ومشاهدتها للمتاحف الوطنية , فى مشهد جعل المقدمة تبدو وكأنها فصل من كتاب - وليست تمهيد للعمل , وأمتلئت بتفاصيل عن فصول مما أدى الى تكرار وأعادة , لم يكن لهما موضع

و ... ويتبع