حسن نافعة و حسن سبانخ

كتبها هانى رمســــيس
الأحد, 09 يناير 2011 21:24

" كلكم عصابة واحدة ، حقيقى مبتقبلوش بعض ، لكن سبحان الله يا أخى ، واحد منكم يقع تتلموا كلكم و تدافعوا عنه " ...حسن سبانخ لحسونة بيه – فيلم الأفوكاتو .
..............................................................

" أتلقى بشكل منتظم، كما يتلقى آلاف وربما ملايين غيرى، رسائل من منظمات قبطية عديدة ( .... ) فهل يجوز لنا استبعاد فكرة أن تكون لهذه المنظمات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بجريمة الإسكندرية؟ !

لا أدعى علماً بخفايا التعقيدات الأمنية، لكنى لا أستطيع – من منظور عقلانى بحت – استبعاد هذا الاحتمال كلية، وما كنت لأقدم على تناول هذا الأمر إعلامياً، إدراكاً منى لحساسيته، لو لم تكن مواقع إلكترونية قد تناولته صراحة، منها على سبيل المثال لا الحصر «المصريون» و«وكالة أنباء الرابطة» وغيرهما، ذهبت إلى وجود شبهات قوية حول احتمال تورط أحد تنظيمات أقباط المهجر فى حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية " ... حسن نافعة لنزلاء السرايا الصفراء – جريدة المصرى اليوم 6 يناير 2011.
..................
حسن نافعة هو أستاذ العلوم السياسية و المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير التى أسسها الدكتور البرادعى .
إذاً أبو على ليس من عامة الشعب لكنه أستاذ جامعى ، وليس من المحسوبين على النظام لكنه من المحسوبين على البرادعى ، وهو من الداعين إلى التغيير . تغيير فى أى إتجاه ، لا أعرف .
أبو على لم ينتظر لتبرد دماء 23 شهيداً ولم ينتظر أن تجف دموع ملايين الأقباط فى مصر و خارجها ، وخرج علينا بنظرية تنتمى إلى نظريات الهوس الدينى والإضطراب العقلى ، و مبرر سيادته- مع اعترافه بحساسية الموقف- أنه قد تناولته مواقع مثل "المصريون " و "وكالة أنباء الرابطة" .... يا للفاجعة حينما يفكر أستاذ جامعى بهذا المنطق الأعوج ، و يتخذ من مواقع إلكترونية صفراء ، مادة لإستنتاجاته و نظرياته و يركب الموجة و لا ينتظر نتيجة التحقيقات ولا حتى بيان رسمى من الداخلية أو النائب العام ، و يفجّر منظوره الأرعن .
لكن مبدأ "السبوبة" و "أكل العيش يحب الخفية" ، جعلته يسبق غيره من أمثاله و (يجيب الديب من ديله !!) .
أبو على يصف هذا التكهن بأنه (من منظور عقلانى بحت ) !! .. حاجة تفطس من الضحك ، فأين هذا العقل فيما أوردته يا أستاذ الجامعة . أيها الأكاديمى ما هى الأسباب و المعطيات و الأعراض و الظواهر و الأمثلة و القياسات للتدليل على إتهامك ، و ما هى الدوافع و الأهداف من وراء ما تدعيه ، فأين استخدمت العقل فى بحثك لتصل إلى نتيجتك ، أم هى عادتكم فى وضع النتيجة ثم البحث لها عن أسباب .
أبو على الأكاديمى والذى من المفترض أن تأخذ عنه الصحف دراسات وأبحاث ، قلب الآية و بدأ يبنى آراءه على إفتراضات الصحف ، وأى صحف ، فلقد إختار أكثرها إصفراراً وإسوداداً .
ثم يقول أبو على عن المواقع إياها : "ذهبت إلى وجود شبهات قوية" ، لكنه لم يذكر ما مظاهر قوة هذه الشبهات و ما أدلتهم عليها .
أبو على يقيس ما فعلته بعض الجماعات الإسلامية من تفجير للمساجد ، بمنظمات حقوق الإنسان القبطية ، بقوله : " ولأنه سبق لمتطرفين «إسلاميين» أن قاموا بتفجير مساجد فى أماكن عديدة حولنا، لإثارة فتن طائفية، يعتقدون أنها تخدم مصالحهم، فليس من المستبعد ابتداءً أن يقدم متطرفون «أقباط» على الاشتراك بشكل مباشر أو غير مباشر فى تفجير كنيسة ." والقياس هنا خاطئ وغير منطقى ، و مطالعة سريعة لأدبيات أولئك و هؤلاء كفيل بإيضاح الفارق بين الظلام و النور ، و لن أزيد .
بل إن مجرد وضع هذه المنظمات الحقوقية و المدنية فى مقابلة منظمات إرهابية للمقارنة بينها، لهو مرفوض و هو حكم مسبق و متعصب ، و إهانة لكل قبطى .
إنه و بنفس المنظق الأعوج الذى استخدمه أستاذ الجامعة فى التدليل على خرافته ، هل من حق أحد كتاب النظام أن يخرج علينا متهماً الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها من حركات و أحزاب المعارضة ، بإنتهاج العنف ضد أعضائها من أجل مكاسب سياسية ، و كيف سيكون رد فعل أستاذ الجامعة و قتها .
أبو على هو أحد نماذج أساتذة الجامعة المصرية ، وهو نموذج للمثقف و المعارض المصرى ، فإذا كان الأمر كذلك فكيف نلوم على كتبة السلطان و مطبلى النظام .
الآن نستطيع فهم ما قاله حسن سبانخ أعلاه " كلكم عصابة واحدة ، حقيقى مبتقبلوش بعض ، لكن سبحان الله يا أخى ، واحد منكم يقع تتلموا كلكم و تدافعوا عنه " ... حسن سبانخ لمجتمع مريض بمثقفيه .
يناير 2011
يناير الحزين