اصبح القذافي مصابا بحالة من الرعب والهلع من القوة التي تكمن في وسائل الاتصال والمواقع الاجتماعية عبر الانترنت بعدما رآى كيف ان صديقه الفاسد المزبول بن علي قد خرج ذليلا من تونس على يد الشعب التونسي وكيف ان الانترنت لعبت دورا هاما في ذلك
قرصنة موقع ليبي نشر أخبار اقتحامات
تعرض موقع المنارة للإعلام الليبي -الذي يبث من بريطانيا– اليوم لقرصنة وتخريب متعمدين من جهة ليبية مجهولة.
وطالت عملية القرصنة عددا كبيرا من المواد الصحفية المنشورة به والمتعلقة بالأحداث الأخيرة في ليبيا، وهي أحداث تمثلت في الاقتحامات التي قامت بها جموع غفيرة من المواطنين الليبيين للمشاريع الإسكانية التي ما زالت قيد الإنشاء في المدن الليبية.
وركزت الجهة التي قامت بالقرصنة على الموقع على حذف جميع المقالات والأخبار والتقارير الصحفية وتسجيلات الفيديو التي تتعلق بالأحداث الأخيرة.
ويرى مراقبون أن ذلك يشير إلى تنفيذ فوري لتصريحات العقيد معمر القذافي السبت التي تحدث فيها بانتقاد شديد عما قال إنه الدور السلبي الذي أدته شبكة الإنترنت في تغطية الأحداث الأخيرة في تونس.
كما أزال المقرصنون -الذين يعتقد أن لهم صلات بجهات أمنية أو ثورية ليبية- من الموقع المواد الصحفية المنشورة به حول كل ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في تونس.
وشملت تلك المواد التقارير والأخبار والمقالات التي تتحدث عن علاقة ليبيا بهذه الأحداث، إلى جانب تعليقات القراء التي تناولت المظاهرات في تونس والاقتحامات في ليبيا بشيء من التركيز عليها.
وكانت تعليقات القراء المصاحبة للأخبار والتقارير التي نشرتها المنارة قد حاولت إيجاد علاقة بين الحدثين، ودعت الليبيين إلى الخروج في مظاهرات مشابهة ومؤيدة في السياق نفسه بشدة لما حدث في تونس من تغيير سياسي.
استطلاع للرأي
وفي السياق نفسه شملت القرصنة حذف استطلاع للرأي طرحه الموقع تحت عنوان "شارك برأيك: من المسؤول عن الفوضى والانفلات الأمني في البلاد".
وطلبت إدارة الموقع في هذا الاستطلاع، من القراء إبداء آرائهم في حوادث الاقتحامات التي تعرضت لها المشاريع الإسكانية الليبية.
وانفردت المنارة من بين المواقع الليبية بالتغطية المستفيضة والمصحوبة بالصوت والصورة عن طريق عدد من مقاطع الفيديو التي أرسلت إليها من عدد من المدن الليبية والتي نقلت عمليات الشغب والسلب والنهب التي صاحبت الهجوم الذي قامت به مجموعات كبيرة من المواطنين على المشاريع الإسكانية وما تبعها من مواجهات ومصادمات في مدن ليبية عدة بين المواطنين.
وتعرضت المنارة كغيرها من المواقع الليبية المهاجرة إلى سياسة الحجب التي تفرضها الحكومة في ليبيا على عدد من مواقع خارجية منها موقع اليوتيوب الشهير منذ أشهر عدة.
ومن جهتها نبهت إدارة موقع المنارة قراءها على صدر صفحتها الرئيسية إلى أنها ستعمل في أقرب وقت ممكن على إعادة كل محتويات الموقع ومتابعة الأحداث والأخبار على الساحة الليبية.
وقال المشرف العام لموقع المنارة للإعلام محمد لطيوش إن موقعه "تعرض في الماضي لعشرات الهجمات التخريبية ومحاولات القرصنة الإلكترونية".
وأضاف في حديث للجزيرة نت "كنا في كل مرة نسترجع شطرا من أرشيف الموقع ونفقد شطرا آخر من المادة الإعلامية والثقافية والسياسية التي تناولت الشأن الليبي المتأزم بالتحليل والتوصيف، حتى صار الموقع جزءا مهما من الذاكرة الوطنية".
تغيير شعبي
وتوقع لطيوش أن التخريب الذي تعرضت له المنارة الأحد كان بسبب تغطية الموقع للأحداث الجارية في ليبيا وما نشر من تقارير وأخبار وتسجيلات مرئية للمصادمات والمظاهرات التي وقعت في ليبيا، وربطت بالتغيير الشعبي في تونس مما أدى إلى خوف النظام الليبي من اتساع دائرة الاحتجاجات وتحولها إلى انتفاضة شعبية مشابهة لما حصل في تونس.
ونبه إلى أن حديث القذافي أمس السبت عن أحداث تونس الذي هاجم فيه دور مواقع الإنترنت في إحداث التغيير بتونس كان وراء هذا الهجوم على المنارة التي وصفها لطيوش بأنها من أكثر المواقع الليبية متابعة لهذه الأحداث ونقلا للرأي العام في داخل وخارج ليبيا على مدار الساعة.
كما وصف لطيوش الموقع بأنه "يتناول جميع ما يتعلق بشأن الليبي من هموم وقضايا، وقد اختط لنفسه توجها إصلاحيا وسطيا، محتفظا بمسافة كافية بينه وبين المهاترات والطعن والسب للأشخاص والهيئات منذ انطلاقه عام 2001".
وأضاف أن ذلك يكون من "خلال الانطلاق من قيم أخلاقية واحترافية تجسدت في شكل سياسات نشر واضحة ومعلنة وشفافة".
وفيما يتعلق برصد المنارة للأحداث التونسية في المدة الماضية قال لطيوش إن "الشأن التونسي رصده الموقع منذ لحظة تفجر الموقف في سيدي بوزيد الأمر الذي لم يكن يريح النظام الليبي كثيرا، على الرغم من انفتاح الموقع الذي لم يضيق ذرعا بالرأي والرأي الآخر".
وأكد لطيوش "أن قمع الحريات وتكميم الأفواه ليس هو الطريق للحيلولة دون وقوع ما حدث في تونس، إنما الحل والأسلوب الأمثل في عدم الوصول للحالة التونسية الأخيرة يكمن في إحداث إصلاحات حقيقية وتحسين ظروف المعيشة للمواطن خاصة أن ليبيا لديها القدرة على تحقيق ذلك لما تملكه من ثروات وإمكانيات مادية".
يشار إلى أن جهاز أمن ليبي قام –حسب لطيوش- "بتخريب الموقع عن طريق هجمة تخريبية دمرت كل المادة المتعلقة بكل ما له صلة من قريب أو من بعيد بأحداث الثورة الشعبية التونسية والأحداث الجارية في ليبيا خلال هذين اليومين".
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/022B2...leStatID=9