أؤيد كلام الزميل طنطاوي

أنتم تنتقصون من تضحيات الشعب التونسي ومن قدره وتصادرون انجازه عندما تنسبون فضل نجاح هذه الثورة الشعبية للجيش وتؤيدون الهراء الذي قاله بسام خوري عن ان الجيش هو صاحب الفضل ، فلا يوجد جيش دولة في العالم ينفذ أمر بإبادة مئات آلاف وملايين الناس المسالمين الذين يرابطون في الشارع والذي عطلوا البلد واشغالهم ، الموضوع هو إرادة الشعب التونسي وعزيمته وروحه الوطنية العالية وحالة شبه الاجماع الشعبي ولا يجب ان تقللوا من اهمية هذا الأمر ابدا ، تخيلوا المظاهرات والاعتصمات لملايين الناس لم تتوقف بعد يوم او يومين او ثلاثة ايام بل استمرت لمدة شهر بالتمام والكمال لم تنفض وتتوقف المظاهرات السلمية في كل المدن والمحافظات وفي عز البرد والليل وشهر ( يناير / كانون الثاني) مئات آلاف الناس ترابط في الشوارع.

أسلوب إسقاط الحكم بالحراك السلمي لا يجوز أن تقللوا من أهميته لأنه أخطر بألف مرة من استعمال العنف وحمل السلاح في وجه الدولة وهذا الاسلوب اسقط الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية في اوروبا الشرقية التي كانت من أشد المنظومات القمعية على وجه الارض ، الجيش لا يبيد ملايين ومئات آلاف الناس المسالمين الذي يسيرون في مسيرات سلمية ، أصلا لن يستمع أحد لأوامر القيادة السياسية لو صدرت للقيام بهذا الأمر ، مستحيل أن يمكن أن يحدث رد فعل من هذا النوع إزاء مظاهرات سلمية واعتصامات وعصيان مدني كالتي حدثت في تونس وللعلم فحتى لو تدخل الجيش فإن الثورة كانت ستستمر فالجيوش تهزم جيوشا و لكن الجيوش لا تهزم شعوبا.

أن تحمل السلاح ضد الدولة على طريقة الاسلاميين والسلفيين بالجزائر والعراق ومصر والباكستان شيء وعندما تتظاهر سلميا وتعتصم وتعبئ المجتمع خلفك في حركة سلمية اهدافها مشروعة شيء آخر تماما ، في الحالة الأولى تستعمل معك الدولة أقصى درجات القوة والعنف والدموية وفي الحالة الثانية ترتبك تماما ولا تستطيع إزاءها أن تكون دموية وعنيفة بالشكل الذي يتحدث عنه البعض.