اقتباس:اسألك زميلي طيف (لو اخذت سعوديا عند ولادته وذهبت به الى امريكا واخذت بالمقابل امريكيا وذهبت به الى السعودية من دون ان تخبره عن نسبه ) ماذا ستكون النتيجة؟؟

هل هذا السؤال له علاقة بموضوعنا ؟
لم اشر ولو مجرد اشارة الى النسَب والقومية ولاأؤيد من يدافع عن نقاء عرقه السومري او العربي .

نحن أمام بيئة جغرافية أخرجت حضارة قديمة وهي منطقة جنوب العراق او بلاد سومر , وتعاقبت عليها أقوام الى ان انتهى الحال بأن يكون سكان هذه المنطقة متخلفين وخارج اطار المدنية والتحضر .

في سؤالك اعلاه , أبدلت البيئة الى بيئة أخرى فعندما يأتي الامريكي للعيش في السعودية او العكس عندما يذهب السعودي للعيش في امريكا وهو صغير يكون قد خرج من من بيئة جغرافية ومن حضارة ومجموعة قيم وثقافة الى مجموعة بيئة جغرافية اخرى وقيم وثقافة مختلفة و هناك احتمالين اذا كان بمعية اسرته فسوف لن تتبدل عاداته وتقاليده وسينشأ على عادات وثقافة الابوين أضافة لما يكتسبه من ثقافة اخرى كتصرف فردي يبحث عن تطوير الشخصية .

او اذا تمت تربيته تربية خاصة ( بمعزل عن الابوين ) فسينشأ حسب الجو المحيط وسيكتسب من محيطه الكثير الى أن تستقر شخصيته على نمط ثابت من المعارف والافكار قد تكون ظلامية او تنويرية .

هذا يعود للظروف التي تتهيأ للانسان وعلى دوافعه الذاتية و قدرته العقلية على قبول الافكار او رفضها .

وهنا أود ان اذكر بأن القدرة العقلية على التمييز
والبحث عن سر الاشياء هي مقدرة فردية وخاضعة للجينات الوراثية وليست مكتسبة في كل الاحوال
ففي عائلة واحدة تجد احد الابناء تفكيره سطحي وغير ميال للبحث والتقصي وابن اخر له فضول معرفي وميال لمعرفة حقيقة الامور وكيف يسير الكون .

اورد لك مثلا اقرب للواقع قبل ثلاث عقود من الزمن خرجت من العراق عوائل بالمئات والالاف كمهاجرين سكنوا البلاد الاسكندنافية وتصور خروجهم من مناطق محافظة جدا في جنوب العراق الى بلدان كالسويد والنرويج والدانمارك يعني من النقيض الى النقيض , من ملاحظاتي أن البيئة المتحررة لم تغير فيهم شئ وبقوا على تراثهم وعلى افكارهم الظلامية لابل كل سنة يمارسون حريتهم الدينية باللطم والتطبير في حسينيات وكونوا لهم كيان منفصل داخل المجتمع السويدي او النرويجي وعاد منهم بعض اصحاب العمائم ودخلوا الحكومة العراقية الان الا أنهم لم يكتسبوا شيئا من الجو الديمقراطي السويدي ولا حتى احترامهم للقوانين رغم انهم كانوا يخشون مخالفة القوانين في ذاك البلد . وهناك من خرج من العراق وهو يحمل بذرة الانفتاح استطاع ان يتعايش مع القوانين ومع المناخ العام المييز للدول الاسكندنافية .