من الطبيعى ان تتمنى اى اقلية فى العالم ان تسيطر على منطقة جغرافية و تحكمها بنظام فدرالى كما يدعو الزميل ابزرفر بحماسة , او حكم ذاتى او اى نوع من اشكال الانفصال عن المحيط ذو الاغلبية .
و لكن التجربة اثبتت ان الاقلية يزداد حماسها لهذه الاشكال الانفصالية فى حالة تمتع موقع الاقلية الجغرافى بالثروة الطبيعية , اما فى حالة فقر موقع الاقلية الجغرافى الى الثروة فهم يرفضون هذه الاشكال من الانفصالية و سنة العراق خير شاهد على هذه الحقيقة .
بالنسبة للبنان بالذات فما يطرحه الانفصاليون و خصوصا من الطائفة المسيحية , فقد برر ذلك الزميل ابزرفر مناصرة لهؤلاء و هذا ليس عيبا و لا اشكال فى ذلك بل من حقه و من الطبيعى ان يصف الى جانبهم طالما لم يتعد الحق و العدل .
ضرب لنا مثلا الزميل ابزرفر بدول متقدمة و دول من العالم الثالث طبقت الفدرالية دون اى مشاكل , و انا اوافقه على وجود هذه الانظمة الرائعة , و لكن لاحقاق الحق و العدل فلا مانع من الفدرالية بشرط ان يكون الحكم و السلطة بيد الاغلبية الاكثرية و ليس بيد الاقلية
لان انفصال الاقلية و هى الفئة الحاكمة و صاحبة السلطة يعنى تخصيص موارد و ثروات الدولة لفدرالية الاقلية و طز بفدرالية الاغلبية التى ستعانى الفقر و التهميش مما يعنى فى الحقيقة يا اخ ابزرفر هو نشوء جدار فصل عنصرى و ليس فدرالية .
من هنا , فليتخل موارنة لبنان عن السلطة التى منحهم اياها الاستعمار الفرنسى و ليعدل الدستور بحيث يكون الرئيس دون تحديد الطائفة و كذلك جميع المناصب الحكومية و العسكرية كما فى سائر دول العالم التى تطبق نظام الفدرالية , بعد ذلك سنرى ان كان دعاة الانفصال بالفدرالية سيجد مسيحيا واحدا فى لبنان يتفق معه و يؤيده فى دعوته للفدرالية و اشك حينها ان الزميل الفاضل ابزرفر سيكون راضى عن اى شكل من اشكال النظم الانفصالية فى هذه الحالة .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار