في تناولها لمظاهرات الغضب بمصر ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم على ما ستشهده عودة الدكتور محمد البرادعي للقاهرة اليوم من زيادة حجم المظاهرات، ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها أنه تزامنا مع عودة البرادعي من فيينا ستجدد المظاهرات الاحتجاجية في مصر بشكل اكبر مضيفين أن الأخير أعلن مؤخرا وقبل عودته عدم تسامح الشعب المصري مع حكومة مبارك قائلا أن المصريين لم يعد بمقدورهم التسامح مع حكومة مبارك حتى وان كان هذا الامر لفترة انتقالية رافضا ما يقال من ان زعماء عربا مثل مبارك يشكلون حاجزا بوجه التطرف الاسلامي .

وقالت المصادر الإسرائيلية أن البرادعي وجه دعوات لمشاركة عدد كبير من الأشخاص في هذه المظاهرات مواصلا نداءاته من أجل التغيير السياسي في مصر ، كما طالب الرئيس مبارك باعتزال مهام منصبه بعد ثلاثين عاما في الحكم .

بدورها قالت القناة العاشرة الإسرائيلية أن عودة البرادعي تأتي مع استمرار اكبر مظاهرات تشهدها مصر لليوم الثالث على التوالي متوقعة أن تؤدي عودته إلى ازدياد حجم التظاهرات بشكل اكبر من الأيام الماضية .

من جانبها تسائلت صحيفة هأرتس الإسرائيلية هل تشهد مصر ثورة شعبية شبيهة بما حدث في تونس تزامنا مع عودة البرادعي أم أن الأمر سينتهي خلال عدة أيام مضيفة ان الإجابة عن هذا السؤال تتمثل في الوضع الاقتصادي المتدهور وتزييف الانتخابات وتوريث مبارك الحكم لنجله مؤكدة أن مابدأ منذ 48 ساعة لن يتوقف وسينتشر طالما ظلت الأسباب السابقة للثورة .

وبعنوان " البرادعي في طريقه لمصر ... لا مفر من المظاهرات " قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الدبلوماسي المخضرم الدكتور محمد البرادعي سيعود للقاهرة اليوم لتجميع المحتجين الشعبيين وقيادة المعارضة ضد نظام مبارك موضحة أن عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا للشوارع كأكبر عمل احتاجي تشهده مصر خلال السنوات الأخيرة لافتة في تقرير لها اليوم أن عودة البرادعي لموطنه ستمنح لحركات المعارضة المصرية القائد الوحيد القادرة والمؤهل لمنافسة مبارك على المستوى الشعبي والعالمي .

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام رغم عدم إعلانه الترشح بشكل رسمي لمنصب الرئاسة الا انه يترأس حملة شعبية ضد النظام قام خلالها بزيارات المساجد والكنائس

في السياق نفسه أعلنت الخارجية الاسرائيلية في بيان لها اليوم أن حوالي 100 مواطن اسرائيلي من سياح ورجال اعمال يقيمون حاليا في مصر وجميعهم بخير ،مضيفة أن سفارة تل ابيب بالقاهرة تواصل عملها بانتظام رغم المواجهات الاخيرة في المدينة، ووجهت الوزارة دعوات للإسرائيليين المتواجدين بمصر بالانصياع الى تعليمات السلطات المصرية والابتعاد عن مواقع المظاهرات..

وفي تل أبيب أعرب داني ايالون ـ نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ـ عن أمله في أن يعود الهدوء الى مصر ولبنان في اعقاب المواجهات الاخيرة التي وقعت في هذين البلدين مؤكدا أن السلام مع مصر راسخ وان إسرائيل لا تخشى النيل من معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية في اعقاب هذه التطورات".

وشدد ايالون في سياق حديث مع الاذاعة العبرية على أهمية معاهدتي السلام الموقعتين مع مصر والاردن في وجه مظاهر التطرف في الشرق الأوسط معربا من ناحية أخرى عن أمله في أن يعود الفلسطينيون الى مائدة المفاوضات مع إسرائيل.

وفي تقرير اخر لها نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن هاجر شيزيف ـ إحدي الاسرائيليات المتواجدات بمصر ـ قولها أن الشوارع تشهد اطلاق للرصاص المطاطي وقنابل الغاز وتدفق رجال الشرطة المزودين بالعصي مضيفة بقولها : كنت في الفندق وسمعنا دوي إطلاق النيران ، ووصفت القناة ما يحدث في مصر على أنه " فوضى تشهدها شوارع القاهرة " ،ونقلت عن شيزيف قولها : " سمعت إطلاق الرصاص المطاطي ، كنت في الفندق ، أن الأمر مخيف ـ لقد رأينا أنا ومن معي أشخاص يتم ضربهم بالشوارع ويقصفون بقنابل الغاز والرصاص المطاطي ، رأينا رجال شرطة بالعصي ، كنا نشعر ان هناك شيء ما كبير يحدث ، لقد انتشر العنف في كل مكان "

جريدة الدستور الاصلي