أيام نظام "حسني مبارك" باتت قليلة، فهو لا يملك - كما يبدو - القدرة على التفاعل الإيجابي مع الأحداث واحتوائها. والمطالب التي أمامه لا يستطيع تلبيتها، والغضب الشعبي عارم ... عظيم.

المشهد التونسي يعيد نفسه في القاهرة، وخطوات النظام في مجابهتها للأحداث تتشابه كثيراً مع ما تم في تونس. وها هو حظر التجول يفرض على القاهرة منذ هذا المساء والجيش ينزل إلى الشوارع، ورغم هذا فالمصريون لا يستكينون ... ولن يستكينوا، فالشعب لم يعد يستطيع أن يتحمل جميع موبقات النظام ولا الوضع المزري للإنسان المصري.

الشعب ماض في خلع أضراس النظام، وحرق مقرات "الحزب الحاكم"، والمطالبة الواضحة بإسقاط "حسني مبارك" وزبانيته، فهل يستطيع؟ وهل نفتح أعيننا في الأيام القريبة القادمة كي نرى "حسني مبارك" يغني "لزين العابدين بن علي" على شاطيء "جدة" أغنية "فات الميعاد ... وبقينا بعاد" ؟ من يدري!!! ولكني سعيد لهذه الغضبة الشعبية المصرية، فالنظام المصري لا يملك لا الأفق ولا الآليات اللازمة لقيادة مصر في القرن الواحد والعشرين وبحاجة لمسحه من أساسه وتغييره.

على كل حال، وكائناً ما تكون النتائج، فإن المصريين يكتبون صفحة تاريخية مجيدة اليوم سوف تكون لها انعكاسات مهولة في الداخل والخارج. قلبي معهم، ورجائي ألا تخيب آمالهم، وأن تعود مصر بفضلهم إلى مكان حضاري وتاريخي مرموق كانت دائماً تستحقه، وسرقه منها نظامها في العقود الأربعة الأخيرة.

واسلموا لي
العلماني