ليبيا وتونس من أكثر البلدان العربية بعداً عن العمق العربي ، وألاحظ جهل معظم العرب بأحوال هذين البلدين وبشعب هذين البلدين وكذلك العكس ، بعكس الجزائر أو المغرب مثلاً ، فرغم البعد الجغرافي بين المشرق والمغرب وإختلاف الدراجة المحلية لدرجة إندماج دارجة أهل المغرب الأقصى باللغة الفرنسية إلا أن المغرب والجزائر تتمتع بصلات فكرية وثقافية كثيرة جداً مع المجتمع العربي في الشرق .

وما أدرانا ؟ من كان يتوقع ثورة تونس من بلد كتونس ؟ لنتفاجئ بان أبناء القيراون كانوا هم شرارة الثورة العربية ضد الإستبداد ؟ وربما نتفاجئ جميعاً بليبيا ، والتي كانت رائدة حكرات التحرر في فترة من فتراتها وأنجبت قيادات عظيمة مثل عمر المختار ؟

القضية كلها متربطة ببعضها البعض ، وإنهيار الحكم الإستبدادي في مصر ، سيؤول بلا شك لإنهار وضعضعضة أنظم حكم أخرى ، والنظام الليبي أحد هذه الأنظمة ، ولكن أخشى ما أخشاه أن يكون الشعب الليبي لا يدري بوجود ثورة في مصر وربما لا يدري بوجود ثورة في تونس وقد يذهب الأمر بالقذافي لكي يطلب من وسائل الإعلام ذكر مدح الشعب المصري والتونسي لأنظمتهم ، حينها أقسم لكم بأنه لن تحدث ثورة !