أغبط بهجت على قدرته على المكوث مترقبا ما ستؤل إليه الأحداث
وانا ايضا كنت قررت ان انتظر لكن لم استطع صبرا بعد الآن

اليوم صباحا دخلت محل بقاله يديره مصري بـ خيطان في الكويت
ودار حوار بيني وبينه فهمت منه أن كده عال العال , وان الناس ترجع بقى بيوتها وخلى البلد تستقر و تتوقف الخسائر , ولو مجبش الكلام ده نتيجه , يبقى ميدان التحرير موجود
طبعا اعترضت على ذلك و أفهمته انه يجب الطرق على الحديد و هو ساخن وانه لولا هذه الاحتجاجات لما رأينا أي إصلاح , وافترقنا كل منا على موقفه
بعد ساعتين ذهبت إلى مطعم شعبي مصري
وطبعا دار الحوار السابق
والاتنين عمال اللي هناك قاولوا برضه كده حلو قوي
واشتبكت معاهم برضه
و دخل مندوب شركة اغذيه بيورد للمطعم بضائع وأيد نفس كلامهم

برأيي

الناس اللي من النوعيه دي أولا عددهم كبير في مصر ويمكن ميقلوش عن ثلث الشعب المصري
واللي همه تقريبا تلقوا تعليم متواضع أو لم يتلقوا تعليم أصلا
الناس دي فرحانه باللي حصل وحاليا لسان حالهم بيقول نبوس ايدنا وش وضهر احنا كنا فين وبقينا فين
لكن الناس دي اللي هي كانت ماشيه جنب الحيط و راضيه بأقل حاجه
عمرها ما كانت هتطلع في مظاهرات ضد الرئيس حتى لو شلحهم وناكهم بالعدد واحد
وطبعا هما ايضا لن يخرجوا في تظاهرات مؤيده للرئيس مبارك
يعني هم يؤمنون بالحكمه المأثوره
كُس أمها في طيزها
وطبعا مهما حشد النظام المصري فلن يحشد سوى بضع الاف
لكن لديه اوراق أخرى يلعب بها
نقص الطاقه وامدادات الوقود
نفاذ السلع التموينيه
جيش كبير من المعرصين , وقنوات اعلاميه خاصه و حكوميه
يعني مثلا نجوم الفن و نجوم الكره وهؤلاء لهم عشاقهم

النظام المصري في الحقيقه يناور ولا يريد الأصلاح
يعني لو كان خطاب أمس مضاف له الغاء حالة الطوارئ وحل مجلس الشعب والشورى قد خرج يوم الخميس وقبل أن تقع أحداث يوم الجمعه الداميه وقبل أن يسقط هذا العدد من القتلى لكنا قلنا على عينا وراسنا يا ريس

لكن ايضا السياسه هي فن الممكن ومن الممكن ان يظل النظام عامل ودن من طين وأخرى من عجين , وخليكم قاعدين في ميدان التحرير

طالما أن الجيش لم ينحاز للشعب ويخلع مبارك فقد يراواح الأمر مكانه عدة اسابيع من الممكن ان تحصل فيهم اعمال تخريب وتنسب للمتظاهرين , وانتم شايفين الاعلام الرسمي بيكذب عيني عينك وحق بدون القوه ضائع

برأيي المتواضع أن أصرار مبارك على أكمال مدة رئاسته حتى لو خربت البلد قرار غبي ويوازيه قرار غبي من المعارضه ايضا ان لا حوار إلا بعد تنحي مبارك ,
ماذا لو تنحى مبارك وتشدد عمر سليمان بعد ذلك
أقصد أن نسمح لمبارك بأكمال الـ 9 شهور الباقيين نظير أن نحصل على أفضل صفقه ممكنه من عمر سليمان
وبرأيي أن أفضل صفقه ممكنه هي تشكيل لجنه تأسيسيه من ناس لها ثقلها وعلى رأسها الدكتور أحمد زويل
تقوم بكتابة دستور جديد للبلاد
دستور يقوم على مبدأ المواطنه و دوله مدنيه تقوم على أسس علمانيه
ويخلو من الماده الثانيه
ويفصل بين السلطات فصلا حقيقيا
ويقلص صلاحيات رئيس الجمهوريه
أو يكون على غرار النموذج التركي ورئيس الجمهوريه منصب شرفي

لأنه لو استطعنا الإطاحه بالنظام الحالي دون أن نؤسس لدوله مدنيه لا تتغول فيها الأصوليه
سيكون استمرار مبارك أفضل
و إذا استطعنا إزاحة مبارك وسلمنا البلد للعسكر يبقى كأنك يا أبو زيد ما غزيت
ومحدش يقول لي اصل سامي عنان أو سيد زبه رجل شريف
السلطه تفسد أي شخص مالم يكن هناك رقابه وخاصة لو كانت له صلاحيات غير محدوده

برأيي أن تجتمع الجمعيه الوطنيه للتغيير و تنقسم إلي فريقين
فريق يفاوض عمر سليمان و يحاول أن يحصل منه على أكبر قدر من المكتسبات , على رأسها الغاء قانون الطوارئ وحل مجلس الشعب وتشكيل لجنه تأسيسيه لصياغة دستور جديد ومحاكمة العادلي وقيادات الداخليه , ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبه .
وفريق آخر يظل واقف بالشارع يسب الدين ويلعن مبارك ويشكل ضغط و زخم للفريق المفاوض

وبرضه نظهر قدام العالم بشكل متحضر وبغض النظر عن الاسماء سواء كان مبارك او غيره يظل كرسي الرئاسه في مصر رمزا من رموزها لا يجب أن يهان
أخيرا الرئيس مبارك هو الرئيس الشرعي لمصر شئنا أم أبينا و يجب أن نتمسك بالشرعيه ليس حبا في مبارك ولكن حتى لا يسود مبدأ أن أي مجموعه من الناس يمكنها أن تخلع رئيس منتخب لو اعتصمت في ميدان التحرير

فارس بركات