{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ثورة الغضب - الأربعاء 2 فبراير
الحكيم الرائى غير متصل
Black Man
*****

المشاركات: 6,559
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #359
الرد على: ثورة الغضب - الأربعاء 2 فبراير
فاطمة ناعوت
أشرف ثورة فى تاريخ مصر
الأربعاء، 2 فبراير 2011 - 14:43
هل كان الرئيس مبارك يتصور أن الأطفال الذين ولدوا فى عهده، وكبروا ليصبحوا شباب مصر الراهن، سيهدرون كالطوفان فى مظاهرات تطالب برحيله؟ هل تهيأ ليوم كهذا؟ وهل درّب نفسَه، كرجل دولة، على الإنصات لنداء هذا الجيل واستيعاب لغته؟ أسئلة تُلحُّ على رأسى منذ ظهر الثلاثاء 25 يناير، عيد الشرطة الذى أصبح من الآن «يوم الغضب»، وحتى فجر الأحد، لحظة كتابة هذا المقال. وإجابة الأسئلة السابقة: «لا».
صمته أربعة أيام قبل إصداره بيانًا مقتضبًا، يؤكد هذه الـ«لا»؛ لأن هذا التلكؤ جعل الثوار يرفعون سقف مطالبهم من «الإصلاح»، إلى «الإطاحة». البيانُ نفسه كذلك أكد تلك الـ«لا»؛ فتأكيده «ثلاث مرات» فى خطاب مدته دقائق، على أنه رئيس الجمهورية وسيظل، ثم إقالته الحكومة؛ وإعلانه المكرور بدعم الفقراء (نفس العبارة منذ 30 عامًا، والفقراء يزدادون عددًا وفقرًا)، ثم توالى «عطاياه»، بمعدل «عطية/ كل ساعتين: تعيين نائب انتظرناه ثلاثين عامًا، إقالة أحمد عز محتكر ثروات مصر، من الأمانة العامة للحزب، كل هذا كشف استخفافه بعقول الشباب، ما جعلهم يستخفون بما ظنّه عطايا، مثلما استخفوا بقرار حظر التجوال، فواصلوا الليل بالنهار فى ميدان التحرير، وتزايد عددهم من عشرة آلاف فى اليوم الأول حتى كسر حاجز المائة ألف مع يوم الجمعة. الأداء الأمنى، القمعى، بدل السياسى الرصين، وإطلاقه جحافل الأمن المركزى (الذين لن يلبثوا أن يتحولوا إلى ناهبى المتحف المصرى) كل هذا يؤكد تلك الـ«لا».
شباب مصر لا يعوزه الذكاء. فهم يدركون أن مبارك هو الذى عيَّن الوزارة التى أقالها، وهو الذى أتى بأحمد عز وحما نفوذه وباركَ احتكاراته، وأنه سمح بوجود المئات مثله فى الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة، ويعلمون أنه لجأ إلى عسكرة النظام، وجنح بمصر نحو مزيد من التضييق فى الوقت الذى يتطلع فيه الشعب إلى الحرية والفكاك من أسر الديكتاتورية، وهو الذى انتعشت فى عهده البطالة وتقنّنت المحسوبيات، وزادت الهوة بين موغلى الفقر، وخياليى الثراء.
كان الشعب ينتظر من رأس دولة محورية مثل مصر، أن يستوعب أن اللعبة قد تغيرت. وأن لاعبين جددًا دخلوا الحلبة، مسلّحين بطموحات شابّة، وإن بدا على السطح أن نظام مبارك قد أجهز على تلك الطموحات وقوّضها، بل مزّق انتماء أولئك الشباب بوطنهم مصر. ثبت أن كل هذا غير صحيح. فقد قرر أولئك الشباب انتشال الوطن من مستنقع الفساد والرشوة والمحسوبية والظلم الاجتماعى ونهب الثروات. انتبه الشبابُ، إلى أنه من الجنون أن يجثم نظامٌ على بلد ثلاثين عامًا، مع حاشية أخفقت فى حب الوطن والمواطن. شاخوا فوق مقاعدهم، فلم يعودوا يفرقون بين مصر وتطلعاتهم، بين ميزانية مصر وأرصدتهم فى بنوك أوروبا، يمتلكون طائرات خاصة يهربون بها عندما تتأزم الأمور! وفى اللحظة التى أدرك فيها الشباب أن الرئيس يتجاهل قراءة مشاكلهم التى تتراكم عقدًا بعد عقد، قرروا الخروج فى وقفة سلمية تطورت إلى أشرف ثورة فى تاريخ مصر، وتعالت مطالبهم وتكثّفت فى مطلب واحد، وحاسم لا فصال فيه: رحيل النظام.
فليس من ضمن دلائل استيعاب لغة التظاهر السلمى، إطلاق أنياب الشرطة لترويعهم وقتلهم بالقنابل المسيّلة للدموع، والرصاص المطاطى، والحى. كيف يمكن، إذن، لشعب يعانى من الجوع والبطالة أن يعبر عن رأيه؟ مئاتُ المقالات كتبها الكتّاب والمثقفون. عشرات المسيرات والاحتجاجات نظمها الناشطون. فماذا كان رد النظام؟ المزيد من القهر والتجويع والفساد والاحتكار والغلاء.
بديهىٌّ أن الترتيبات التى اتخذها الرئيس مبارك، ترافقت مع تحركات عالية المستوى فى أمريكا، منذ بيان هيلارى كلينتون، وبيان المتحدث باسم البيت الأبيض، والاجتماعات التى عقدها رئيس الأركان سامى عنان مع مسؤولين أمريكيين قبل استدعائه، واتصال أوباما بمبارك، ثم بيان أوباما نفسه. كل تلك البيانات كانت تؤكد أن فرصةً لا تزال أمام النظام المصرى. ألا تشير تلك التحركات إلى أن مستقبل مصر يتم تخطيطه فى أمريكا، حسب أجندة مصالحها الخاصة، بصرف النظر عن صالح المصريين؟ أثناء مرض الرئيس مبارك، عكست تقاريرُ كثيرة، ومقالات، قلق إسرائيل من التغيير الذى يمكن أن يحدث من بعده، فهل يمكن أن تكون يدُ إسرائيلَ بعيدةً عن إدارة هذه الأزمة، حتى إن عبر وسطائها الأمريكان؟ خاصة أن أمن إسرائيل هو هدف أمريكا الأول؟ هل يقبل المصريون بذلك؟
أربكت ثورةُ الشباب موازين النظام، فلجأ إلى أدواته القديمة التى انتهت صلاحيتها: الترويع الأمنى، وإطلاق السجناء والبلطجية المسجلين، وكذلك أفراد الأمن المركزى والشرطة السرية ليسرقوا وينهبوا، (لكى يضعنا النظام أمام معادلة ثنائية غير نبيلة: أنا، أو الفوضى الأمنية)، ثم الكذب الإعلامى الفجّ. ففى الوقت الذى كانت فيه الجموع تهدر فى معظم مدن مصر، كانت القناة المصرية التى تتابع الأحداث تقول، على لسان المسؤولين والمحافظين، إن كل شىء تمام! وإن ما يحدث لا يزيد على خروج «فئة قليلة مندسّة» تعمل لحساب الغير، وقد تمت السيطرة عليها! مذيعون كذوبون مضحكون، جعلوا «أحمد سعيد»، الذى أذاع بيانات النكسة، طفلاً بريئًا! غافلين عن أن الفضائيات العربية والعالمية تتابع الحدث لحظة بلحظة، وتعرض الصور التى تثبت أن ما يجرى فى مصر ثورة حقيقية، يقوم بها مجموعة من الشباب أجندتهم الوحيدة هى إنقاذ مصر. وأن ما نُشر من تغطيات ومقالات فى صحف الحكومة يستحق المحاسبة والإقصاء لتصفية مصر من الأبواق والمهللين لأولياء نعمتهم. أولئك الذين لم يخبرونا، إذا كان كل شىء تمام، فلماذا تم قطع شبكة الإنترنت منذ بداية الثورة وحتى كتابة هذا المقال؟ ولماذا تم فصل شبكات المحمول فى سابقة لن ينساها المصريون باعتبارها عنوانًا لقلة حيلة نظام استنفد مبررات وجوده منذ دهر؟
أظن أننى اليوم كسبت الرهان مع السيد كرم جبر، حين أخبرته فى برنامج «90 دقيقة» أن الشعب يريد التغيير، فتهكّم قائلاً إن خمسين فردًا يرفضون مبارك لا يمثلون الشعب المصرى، فسألته مندهشة: كيف وأنتَ عضو بالحزب الوطنى ولجنة سياساته، تكون منفصلاً عن نبض الشارع، فما كان منه إلا أن شتمنى على الهواء أمام ملايين المشاهدين!
أتطلع إلى أن يُنشر هذا المقال، صباح الثلاثاء فى «اليوم السابع» الورقية، وقد أشرق نهار جديدٌ حرٌّ على مصر.


مسؤول امريكى لرويترز:شخصية مقربة لمبارك وراء ماجرى اليوم
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-02-2011, 09:02 PM بواسطة الحكيم الرائى.)
02-02-2011, 09:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: ثورة الغضب - الأربعاء 2 فبراير - بواسطة الحكيم الرائى - 02-02-2011, 09:00 PM
RE: ثورة الغضب - الأربعاء 2 فبراير - بواسطة Guru - 02-03-2011, 01:30 AM,
RE: ثورة الغضب - الأربعاء 2 فبراير - بواسطة Guru - 02-03-2011, 01:44 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ثورة و ربيع حقيقى ، بس لا يغطيه الاعلام العربانى بل يغطى عليه على نور الله 20 1,004 09-30-2014, 09:46 AM
آخر رد: على نور الله
Lightbulb اذا أُشركت ايران بالحرب ضد ثورة شعب العراق ؟؟؟ زحل بن شمسين 0 210 09-17-2014, 04:25 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  برنامج باسم يوسف هل سيكون ثورة مضادة؟ فارس اللواء 16 2,366 11-25-2013, 01:43 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
Lightbulb فعاليات ثورة العراق الوطنية الكبرى ضد الاحتلالات لغاية اليوم ..!!! زحل بن شمسين 16 1,856 08-27-2013, 05:08 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  ثورة 30 يونيو (ثورة الحضارة) وفرحة بعض أقطاب الإعلاميين في "أم الدنيا" العلماني 2 837 07-06-2013, 04:56 PM
آخر رد: tornado

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 21 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS