إن لم يسقط حسني مبارك ويرحل فالثورة لن تعطي ثمارها خصوصاً للمصريين أنفسهم ...

غداً، لو نجح في الحفاظ على كرسيه، سوف يكون مكان "حبيب العادلي" أنجس منه، ولسوف تمتليء سجون الداخلية بالشباب الجميل وقيادته التي أشعلت الثورة، ولسوف يمارس النظام "مذبحة كبرى" بحق كل معارض، ولسوف يضيع أمل المصري البسيط أن يعيش على أرض الكنانة منذ 7000 سنة دون أن يحكمه "فرعون".

ثورة 1919 ضاعت ثمارها في أفواه الباشوات والملك والانكليز لأنها توقفت في المنتصف، وكم أرجو ألا يكرر الشعب المصري هذه التجربة المجهضة.

ليتذكر الشعب المصري أن مطلبه الأول كانت جملة: "إسقاط الرئيس"، وهذا المطلب لم يتحقق بعد، وما نراه حتى الآن هو "جملة وعود" من نظام فاسد ورئيس مخادع كذاب وعد الشعب بألف إصلاح وإصلاح منذ 30 سنة وضاعت وعوده مع الريح.

أملي أن يكون يوم غد يوماً مزلزلاً في تاريخ مصر. يوم يدكّ فيه هذا الشعب بثورته المليونية آخر حصون الطغيان، ويثأر لشهدائه وجرحاه وينتقم من "بلطجية" نظام "كامب ديفيد"، عبر "الخلاص من رأس النظام" والدخول في مرحلة بناء "مصر" الديمقراطية الحقيقية الحديثة. مصر التعددية وتداول السلطات، مصر الحضارية. فشعب مثل هذا الشعب العظيم الذي فاجأ كل العالم بهذه الثورة العظيمة لا ينبغي لأحد أن يخاف عليه ويعتبره قاصراً عن القدرة على التدبر في تحقيق أهدافه وطموحاته السياسية، وإن كانت "مصر" يوماً قد دخلت الثورة الصناعية مبكرة بالنسبة للشرق، فإنها تستطيع اليوم أن تكون من أوائل الدول العربية (مع تونس) التي يلحق نظامها بنظم الدول المتحضرة المتقدمة، ويضمن للمواطن المصري العيش الكريم في وطن سيد حر مستقل، ودولة ديمقراطية تحافظ على الحريات وحقوق الانسان.

يعيش الشعب المصري العظيم، تحيا مصر !!!