بالأمس، قامت قوات "الرئيس" حسني مبارك بحشد نفسها للقضاء على ثورة التحرير بالدخول في مواجهات عنيفة مع معارضي الرئيس استخدمت فيها وابل من الحجارة والهراوات والأسياخ الحديدية والجمال، وكانت تلك المعركة كبيرة وقوية وقاسية ومخطط لها جيدا، وهو أعتبره هنا دليلا اضافيا على تبرئة ساحة رافضي بقاء مبارك، بالضبط كما هو دليل مخجل ومخزي على فشل أوباما وكلينتون في إدانة أو وقف ما يقوم به صديقهم المخلص.

بدأت المعركة بدخول رجال مبارك إلى ساحة ميدان التحرير ليقوموا على الفور بضرب الموجودين هناك حتى سالت الدماء من رؤوسهم لتملأ ملابسهم، بينما وقف الجيش الثالث الذي حقق أسطورة عبور قناة السويس في 1973 عاجزا أو ربما رافضا الدخول للميدان لانقاذ الجرحى المتساقطين.

وبينما تتعالى صيحات آلاف الجرحى في الميدان الذي تحولت ساحته إلى أرض لحرب أهلية ربما لم تشهدها مصر من قبل، تشكلت قوات شبابية على طريقة المحاربين الرومان الذين يشكلون من أنفسهم وحدات حراسة حول الميدان ويستخدمون الدبابات والمدرعات كغطاء لهم في وجه قوات مبارك.

في الواقع ، إن ما يجري الآن على الأرض هو حرب بين مصريين ومصريين، ولكن كيف يمكننا تسمية هؤلاء الغاضبون؟ هل هم المباركيون؟ أم المحتجون المقاومون؟

"إنه تخطيط مبارك، إنه يخطط لحرب بين المصريين والمصريين لتسعة أشهر أخرى من حكمه، إنه مجنون، هل أنتم مجانين في الغرب أيضا؟" قالها لي أحد الشباب الذي أصابه حجر ففتح دماغه، ولا أذكر كيف أجبته على سؤاله، ولكني لم أستطع نسيان ما قاله لي قبلها بساعات خبير الشرق الأوسط ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس عندما سؤل هل مبارك ديكتاتور؟ فقال لا، إنه يحكم على طريقة الملوك.

وعلى الرغم من بعد المسافة ما بين الجيزة وميدان التحرير، إلا أن الحزب الوطني جمع رجاله الذين سيطروا على الانتخابات الأخيرة وقامت بارسالهم للتعبير عن تأييدهم للرئيس حزبهم ، إلى الدرجة التي سمحت لأحد رجال الجمال بالقول "إذا لم تكن تعرف مبارك، فإنك لا تعرف الله"، وهو ما يبرر رائحة الدم التي غطت ميدان التحرير التي سالت من شباب متحمس وفتيات محجبات وأطفال شجعان.

لقد سرت شائعة قوية هنا أن من يصفه رومني بالحاكم على طريقة الملوك سيرحل يوم الجمعة، ولكني لست متأكدا من امكانية حصول ذلك، مثلما لا أعرف من الذي انتصر في معركة التحرير أمس
http://dostor.org/economy/news/11/february/3/35864