(02-04-2011, 01:59 AM)أبو نواس كتب:
لست أحاورك في دينك. فلك أن تؤمن بما تشاء، يا زميل.
لكني أستغرب لماذا يرمي البعض بعقله جانبا ويعتقد أن الله "جل جلاله" يحتاج إليه، أو إلى سواه، كي يدافعوا عنه.
وأعتبر هذه حالة مرضية تحتاج إلى طبيب اختصاصي.
وحقيقة، لا أعرف سبب "رعبك" من العلمانية؟.. المسلمون في الديموقراطيات الغربية "العلمانية" يمارسون دينهم بحرية لا يجدون مثلها في أي بلد إسلامي، بما فيها إيران. ولك أن تسألهم هنا.
لكن يبدو أن العلاقة المتوترة بين زعماء الإرهاب الديني والإرهاب السياسي، والصراع على السلطة بينهم هو من جعلك تتوهم أن العلمانية هي "عدوك".
بالراحة بس واحدة واحدة كدة وقل لي يا أخي ولا تبدأ لتقول لي يا زميل ويا عميل ..
شوف سيدي .. أنا لا أخاف لا من علمانية ولا من سلفية .. أنا أخشى فقط على شباب هذه الأمة من الديكتاتوريات الفكرية ..
كلامك صحيح عن الدول الغربية وقدر الحرية فيها بما يفضل الدول العربية بكثير , ولكن هذا لا يرجع إلى العلمانية !
الهم إلا إذا كنت تعتقد ان الحرية هيث العلمانية ! وهذا تسطيح كبير برأيي ..
إن ما يدور بالعالم العربي من فتن وتطاحن بسبب أستاذية العلمانيين ن جهة والسلفيين من الجهة المقابلة : لا يمت إلى الحرية بصلة ! وهذا حاصل - وانتبه معي - في أراضي الدول الغربية التي تتبنى العلمانية , لأن هناك فارق كبير بين الحرية والديمقراطية واحترام الرأي الآخر ومعتقده , وبين ما يفعله المتشدقون بالعلمانية من العرب من عكس ذلك .. سخرية , أستاذية على الناس .. استعلاء .. تحقير للمعتقدات ..
وأنا لا أقول أن هذا اتهام بقدر ما هو رد فعل لسلفية ظهرت عقب سقوط الدولة العثمانية سنة 1924 أي منذ 90 عاماً تقريباً .. ومن قبلها سلفية نجد منذ قرنين .. ومن قبلها سلفية ابن تيمية التي ظهرت منذ سبعة قرون .. كل هذه السلفيات امتصها فقهاء البادية السعوديون في مطلع القرن الماضي واستدرجوا محمد رشيد رضا لينشرها في العالم الإسلامي كله من خلال ( مصر ) ومجلة المنار .. فنتشر منهجه وتشربه كثيرون , من آخرهم سيد قطب والمودودي الذين دعوا إلى نظرية الإسلام السياسي , ولم يكن الإسلام دعوة سياسية في المقام الأول كما صوره هؤلاء وأعادوا صياغته من جديد ..
كل هذا القمع الفكري أنتج رفض نظرية الإسلام السياسي ثم رفض الإسلام نفسه في أصعدة أخرى عند العلمانيين العرب , فهي ردة فعل لقمع السلفية , وكلاهما خطر وكلاهما تطرف ..
وأما إذا كان هناك سؤال ملح جداً يقول : فأين هي الوسطية الآن ؟
فأقول : أن هذا الوقت هو وقت ظهور الدعوة الوسطية على يد رجل مسلم مستنير , عميف الإيمان , وفي نفس الوقت يجيد فهم العقلية الليبرالية الغربية , حسن الخلق وواسع الصدر : يسمع لهذا وذاك عن فهم وتقدير لجميع الأطراف ..
فيما سبق ( في ظل الديكتاتور مبارك ) لم يكن من الممكن ظهور هذا الرجل , وإلا أمرت اسرائيل بقتله على الفور لأنه سيجمع شتات المسلمين تحت راية واحدة ضد اسرائيل , وأما الآن فمن الممكن جداً ظهور هذا الرجل عن قريب جداً ..
ولو قلت أنه الإمام المهدي , فسوف أتوقع هجوماً من سلفي أو علماني , يتهمني بأني شيعي تارة أو مخرف تارة أخرى .. وكلاهما ( سلفية أو علمانية ) من زرع الصهاينة في أرض العرب .
هذا رأيي .. ضعه على الرف لا يهم لكنه رأيي ..