الزملاء الأفاضل قبل يوم واحد فقط توقعت بأن مبارك لن يتنحى وأن فرصة الإخوان الذهبية فى الحوار هى الآن ، بصفتى مواطن مصرى فإن هذه هى رؤيتى التحليلية لما حدث وما سيحدث :

1-إن فرصة الإخوان فى القبض على زمام الأمور والقفز على السلطة هى على عكس ما يعتقده الكثيرين كبيرة جداً ففى عام 2005 نجح منهم 88 عضواً فى مجلس الشعب ولولا التزوير الذى شاب المرحلة الثانية من الانتخابات لكانت أغلبية البرلمان إخوان ولذلك فإن حل البرلمان فى هذه المرحلة بالذات تعنى نجاح ساحق للإخوان خصوصاً مع انهيار الحزب الوطنى وافتقاده للعاملين الأساسين فى سطوته وهم : التزوير وتجمع السلطة والمال فى يد مرشحيه وهو الأمر الذى سيختلف كثيراً فى هذه المرحلة وطبعاً الأحزاب الوهمية الأخرى ليس لها أى وجود شعبى على الإطلاق ، ولذلك تأثير على علاقات مصر الداخلية والخارجية ، منذ قليل سمعت أحد أعضاء مكتب الإرشاد يتحدث على قناة العربية بأن الإخوان متفقون على عرض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل على مجلس الشعب ومناقشتها ومن ثم عرضها للاستفتاء الشعبى ولا أستبعد حملات إعلامية مكثفة من القنوات الفضائية مثل الجزيرة على سبيل المثال لإحداث التأثير فى الشارع المصرى وربما إلغائها ومن ثم إدخال مصر فى صراعات خارجية لا ناقة ولا جمل لنا بها ونموذج حماس مازال فى الأذهان.

2- سيطرة الإخوان على مجلس الشعب تعنى أسلمة المجتمع وهو أسوأ مما يتوقعه الجميع هنا ، سيطرتهم على المجلس التشريعى تعنى تعديل القوانين وربما تطبيق الشريعة الإسلامية.

3-الإخوان صادقون فى قولهم بأنهم لا يريدون كرسى الرئاسة لأن شعبيتهم لن تصل بهم إلى هذا الكرسى ووجود كتلة تصويتية للأقباط ستتوجه بالطبع للمرشحين المنافسين تجعل فرصتهم ضئيلة فى الوصول إلى هذا المنصب.

4- سيقول البعض أنها الديمقراطية وهذا مايريده الشعب ، هذا صحيح وعلى الجميع القبول بالنتائج المقبلة أى كانت ولكن بالنسبة لى : شئ مضحك أن أرى شخص يتحدث عن ديمقراطية يفككها هو بنفسه ودون وجود وعى شعبى بالديمقراطية أو وجود مؤسسات للتوعية بمثل هذه المفاهيم ونشرها فى المجتمع ، سيبكم من الفرافير اللى خرجت يوم 25 يناير، مصر 82 مليون .

مالحل للخروج من هذه الأزمة:

1- الحل فى رأيى هو التمسك بعدم حل البرلمان الحالى مطلقاً لأن حله يعنى سقوط مصر فى دوامات لن تخرج منها إلا بعد 30 سنة قادمة.

2-إقناع الإخوان بتأسيس حزب ذو توجهات إسلامية مثل حزب العدالة والتنمية فى تركيا وإشراكه فى الحياة السياسية على قدر من المساواة مع الأحزاب الأخرى التى همشت.