بدايةً، مشكلة هذه الثورة أنها بلا قائد !!

فالمصريون لكثرة اختلافاتهم، لم يتحدوا - ولم يكن لهم ان يتحدوا- سوى على ما لا يرغبون فيه، لأنه هو ما يعيشونه جميعاً، أما ما يرغبونه فمطالب فضفاضة، فالتحديد يفرقهم شيعاً وطوائف متقاتلة يحطمها النظام بمنتهى السهولة.
هذه المطالب الفضفاضة لا تطرحها - وحدها - جهة أو فرد قوي ومشهور ومتفرد بحيث تجتمع حوله الجماهير.

وللآسف يبدو أن هذه الثورة التي تقوم بها بقايا الطبقة المتوسطة قد تكون طلقة طائشة في الهواء، إذا أنها لا تتجه نحو الرأس الحقيقي، وهو تسلط المؤسسة العسكرية المسيطرة على البلد، وافتقادها للأدوات التي تواجه بها ذاك التسلط عدةً وظروفاً.

يُضاف لهذا عدم قناعتي بمستقبل الديمقراطية الليبرالية في مصر والعالم الثالث عموماً - وهذه قصة طويلة - ما يعني أنه - في أفضل الأحوال - لن تستمر الديموقراطية المأمولة سوى سنواتاً معدودة بعد الثورة، إذا نجحت أساساً في التخلص من النظام الحالي وتجاوز طموح الأصوليين.


عموماً يبقى هامش الخطأ في تصوراتنا هو ما يدفعنا للمشاركة بدافع الواجب وحده