اقتلوا مبارك ثم أقيموا له محاكمة عادلة
لا أقصد القتل المادى بل المعنوى ، وأقصد عقد محاكمة شعبية له بالتحرير . واليكم التفصيل :
أولا :
1 ـ نتحدث عن قتل معنوى للشخصية يقوم على تحويل شعارات وهتافات المظاهرات فى التحرير وكل مصر الى ترديد لفضائح مبارك وسرقاته ، وتتضمن طلب كشف الفضائح المستورة لأعمدة نظامه الهاربين والعسكريين الذين لا يزالون يتمسكون ببقائه فى السلطة لحماية انفسهم واموالهم وتدبير مخرج آمن لهم خلال ما تبقى لهم من مدة مبارك .
2 ـ بدأت أمريكا تضرب مبارك تحت الحزام بتسريب أسرار ثروته ، أو بعضها ، وهى تتراوح بين 40 الى 70 مليار ، وهذه هى التسريبات الأولى ، وما خفى كان أعظم ليس فى السرقة و النهب وفى بيع سيادة مصر لأمريكا واسرائيل .
المطلوب هنا أن تتحول هذه الفضائح الى شعارات وهتافات وأغانى ساخرة يتم بها تحطيم الصورة الزائفة التى رسمها الاعلام الحكومى لمبارك ، فهو لم يعد رئيسا لمصر بل فقد شرعيته السياسية ، بل لم يعد سوى سارق وحرامى وناهب لعرق الشعب المصرى الذى يعيش 70 مليونا منه دون حقه الطبيعى فى حياة اقتصادية كريمة .
3 ـ هذا هو الاغتيال المعنوى للشخصية ، أو المقصود بقولنا ( اقتلوا مبارك ) أى اقتلوه معنويا .
أؤكد ليس القتل المادى على الاطلاق لأنه مهم جدا أن يعيش مبارك ما تبقى له من عمر ـ وهو فى أرذل العمر ـ ليشهد تحطم صورته واسمه شيئا فشيئا ، اى يعيش فى خزى وعار يوما بيوم وهو يسمع رأى الشعب المصرى فيه .
4 ـ من المهم أيضا ان تتوجه الهتافات بالاتهامات لعصابة مبارك الذين يتشبسون ببقائه حماية لأنفسهم بعد أن تم فضح سرقاته . لو كانوا شرفاء لبادروا بالابتعاد عنه ، ولكن لأنهم اعوانه فى الاستبداد والفساد و السرقة والنهب فلا بد أن يدافعوا عن زعيم العصابة لأنهم أفراد العصابة .
5 ـ على اوسع مدى فى الفيس بوك وغيره يجب توجيه نصيحة على الفبس بوك والتويتر وغيره لكل المتظاهرين بالاشارة فى لافتاتهم وهتافاتهم الى مبارك على انه حرامى و لص سرق 70 بليون دولار من مصر.:
وننصح بلافتات وشعارات حول هذا المعنى ، مثل :
70 بليون يا حرامى اطلع من بيتنا يا حرامى
مبارك يسرق من عرق المصريين 70 بليون دولار
يا واكل قوتى يا ناوى على موتى
يا عمر يا سليمان انت سرق كام كمان
يا شفيق يا عنان انتو سرقتوا ايه كمان
يا مبارك يا سليمان بعتو مصر الحلوة بكام
يا مبارك يا ملعون ياحرامى السبعين بليون
سرقتونا نهبتونا قتلتونا عذبتونا ولسه عايزين تركبونا
حاكموا على بابا والاربعين حرامى من مبارك الى طنطاوى
اللى سرق منا 70 بليون حرام يحكمنا بعد اليوم
يا بلدنا يا عجيبة فيكى حاجة محيرانى نزرع القمح فى سنين يسرقوا البليون فى ثوانى
يا لصوص يا حرامية يا عار ع البشرية
لا شرعية للحرامية
هاتوا فلوسنا يا حرامية .. سيبوا بلدنا يا حرامية
وكفاية بقى تعذيب وشقا
يا سارق الكحلة من العين أكل عيالنا وديته فين
عبد الناصر يا أمين شوف حرامية البلايين
يا حرامية يا عصابة يا آكلين قوت الغلابة
يا حرامية يا ملاعين يا لصوص البلايين
ثانيا
1 ـ ثم لا بد من عقد محاكمة شعبية عادلة لمبارك تحت أعين العالم وفى حضور الاعلام المحلى و العربى و الدولى . تتكون المحاكمة من ثلاثة قضاة يمثلون القضاء المصرى فى اعلى درجاته ، ويتم انتخاب ممثل للدفاع عن مبارك يقوم به عدة محامين من نقابة المحامين المصرية والعربية . كما يتم اختيار ممثلى الادعاء ، وتتحدد التهم فى مجالين : تهم جنائية مثل التعذيب والقتل لأفراد الشعب المصرى وسرقة المال العام ، وتهم سياسية بافساد الحياة السياسية وتزوير الانتخابات البرلمانية و الرئاسية والاستفتاءات واستخدام البوليس ومباحث أمن الدولة لترويع المصريين وارهابهم ، وافقار الشعب المصرى .، وتجديد قانون الطوارىء واستخدامه ضد الابرياء واصحاب الرأى و السياسيين وفى تصفية حسابات سياسية .
2 ـ ويمكن للمتخصصين فى المجالات القانونية و القضائية الابداع فى تكوين وتطبيق هذه المحاكمة الشعبية ، ولكن أؤكد على أهمية دعوة كل مظاليم مبارك وضحاياه من عائلات الشهداء الذين قتلهم بوليس مبارك من عام 1981 وحتى الآن ، ومن ضحايا التعذيب ممن لا يزالون أحياء أو شبه أحياء ، وممن قتلوا انفسهم يأسا و انتحارا ، وممن دخلوا السجون والمعتقلات بالتلفيق ، وفيما يعرف بالحبس الاحتياطى ، وممن اعتقلهم مبارك بلا تهمة وتركهم فى السجون ، هذا عدا ضحايا الاختفاء القسرى .. ولا ننسى ضحايا الاهمال مثل ضحايا العبارة و حوادث الطرقات و القطارات و سقوط العمارات و صخور الدويقة و المقطم . مطلوب من هؤلاء و عائلاتهم الحضور طلبا للانتصاف من مبارك .
ومن المهم إضافة أعوان مبارك اليه فى المحاكمة .
3 ـ على هامش هذه المحاكمة تتكون لها هيئة تتبعها لجان متخصصة ، منها ما يختص بالدعاية والاعلام ومنها ما يتخصص فى استقدام عائلات الضحايا وتنظيم جلسات استماع لهم أمام المحكمة .
4 ـ على هامش المحاكمة يتم توجيه أسئلة تستفتى الشيوخ فى مدى انطباق حد الحرابة على مبارك ، وهو قوله جل وعلا (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( المائدة 33 ) ومدى انطباق حد السرقة عليه وعلى زوجته (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( المائدة 38 ) ومدى انطباق حد القتل عليه وحد التعذيب و الجروح (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ( المائدة 45 ) . كما تستفتيهم فى مشروعية الثورة على الظالم ووجوب أن يقوم الناس بارساء القسط (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ( الحديد 25 ) وما يستلزمه تأسيس القسط من قتال بالحديد ذى البأس الشديد .
ختاما
هم يريدون تسويف الوقت فلنستغل الوقت فى قتلهم معنويا ..
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - 2011 / 2 / 6