(02-08-2011, 11:23 AM)الحوت الأبيض كتب:  للإعلام دور في انتفاضة الشعوب، مقصودا كان أم لا. يرجى مشاهدة هذا الفيديو الذي صور قبل عام ونصف يشرح فيه الصحفي والناشط المصري حسام الحملاوي هذا الأمر الذي يذكر فيه الجزيرة بالاسم. للجزيرة دور، ليس بحجم دور النشطاء ولم يتم بالاتفاق.. لكن بمجرد تغطيتها للأحداث وتسليط الضوء على أمور معينة فهي ساهمت (ولو قليلا).

أنا لا أدعي أن الجزيرة موضوعية ١٠٠٪ لكنها أٌقرب المحطات إلى الموضوعية، وهي قد تحمل أجندات خفية وتحاول الترويج للإخوان المسلمين لكنها لا تزور الحقائق عمدا كما تفعل محطات أخرى... يجب أن ندرك أن لا وجود للموضوعية والحياد المطلق ويجب دوما تقبل المعلومات والتقارير بروح نقدية...

من الصعب ان نعطي صفة الحيادية الى اعلام معين و لو بنسبة ١٠ بالمائة فقط، عندما يستخدم هذا الاعلام مفردتين اثنتين متضادتين لوصف حدث واحد. فلا يعقل مثلا ان نصف ما يحدث في الشيشان اوفي كوسوفو مثلا انه نضال و تحرر و نصف ابطال التخريب هناك بالمجاهدين، بينما نعطي صفة التمرد عند الحديث عن اقليم تيمور الشرقية او جنوب السودان و ان ننعت رجال المقاومة هناك بالمتمردين و الانفصاليين.
كما انه لا يمكن ان نعطي صفة البراءة و المهنية لاعلام ما، عندما يتبرع هذا الاعلام باقناع الناس بأن هناك شيء ما وراء الاكمة، محملا النصوص ما لا تحتمل. فمثلا لم تخرج المظاهرات في كراتشي و القاهرة و دمشق وعمان و طهران وغيرها من العواصم الاسلامية، في بعد ظهر ذلك اليوم الذي القى فيه البابا محاضرته الشهيرة في اللغى الالمانية، بسبب براءة الجزيرة و حياديتها المهنية. بل خرجت بعد ان سعرت تلك القناة نار الخلاف بين الشرق و الغرب و بين الاديان مستحضرة التاريخ مستضيفةُ على جميع برامجها في ذلك اليوم المفتوح الهائجين و المهيجين من ابناء هذه الامة.
و ليس للموضوعية و الحياد مكان في اعلام، يجعل من ممازحة جانبية سجلت في بروتوكول لقاء تفاوضي موقفا فلسطينيا ثابتا، بينما يغمض نفس الاعلام العين عن افتتاح ممثليات دبلوماسية غير ضرورية ابدا و قواعد عسكرية لا تستخدم الا لضرب اهداف عربية في نفس البلد الذي ينفق على هذا الاعلام.