{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ردود الأفعال العالمية على تنحى حسنى مبارك
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
الرد على: ردود الأفعال العالمية على تنحى حسنى مبارك










دولياً ترحيب باستقالة مبارك وحذر حيال مستقبل مصر
السبت, 12 فبراير 2011
بروكسل - ا ف ب

قوبل تنحي الرئيس المصري حسني مبارك بالترحيب في انحاء مختلفة من العالم وكذلك في الغرب حيث كان الترحيب مشوبا بالحذر بشأن تطورات الوضع في مصر بينما عبرت ايران ومنظمات اسلامية عن ارتياحها الى هذا الحدث.

واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان مصر "لن تعود ابدا كما كانت" داعيا الجيش المصري الى ضمان عملية انتقالية "تتصف بالصدقية" نحو الديموقراطية بعد تنحي مبارك.

وقال اوباما في كلمة في البيت الابيض بعد ساعات من تنحي مبارك ان "شعب مصر قال كلمته واسمع صوته (...) المصريون قالوا بوضوح انهم لن يقبلوا بشيء باستثناء ديموقراطية فعلية"، منبها الى ان مصر تنتظرها "ايام صعبة".

واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان الحكومة الايرانية "تخشى ارادة شعبها"، مشيرا الى احتمال انتقال التحركات الشعبية الى ايران.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان "الشعب المصري اسمع صوته وخصوصا الشباب الذين يعود اليهم ان يحددوا مستقبل بلدهم"، مؤكدا انه يحترم "قرارا صعبا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري". ودعا الى "عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية" مبديا امله في عودة سريعة الى النظام المدني.

ورحب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن باستقالة الرئيس المصري معتبرا انه "يوم تاريخي" تشهده مصر. وقال في اول رد فعل اميركي على تنحي مبارك انها "لحظة مصيرية" في الشرق الاوسط، لكنه نبه الى ايام مقبلة "حساسة ستكون تداعياتها كبيرة".

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان مبارك "استمع لصوت الشعب" مما يفتح الطريق امام "اصلاحات اوسع واعمق".

من جهتها رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "تغيير تاريخي" داعية النظام المصري المقبل الى احترام "امن اسرائيل" ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه "يجب التقدم بتجاه حكومة مدنية وديموقراطية" في مصر.

واشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار "الشجاع والضروري" الذي اتخذه مبارك وعبر عن امله في ان تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات "حرة وشفافة" تسمح بمجيء مؤسسات ديموقراطية.

واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن انه يرحب بقرار مبارك معبرا عن ثقته بان مصر ستبقى "قوة للاستقرار والامن" في المنطقة.

ودعت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الى "عملية انتقالية سريعة وسلمية" الى الديموقراطية بينما قال نظيرها السويدي كارل بيلت ان "ما سيجري الآن في مصر سيكون حاسما للامكانات الديموقراطية في مصر".

ورحبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني ايسبرسن "بالقرار السليم" الذي اتخذه الرئيس بتخليه عن السلطة، داعية القيادة الجديدة للبلاد الى "مد اليد" الى المعارضة.

ورحب وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا بتنحي مبارك داعيا الى "نشر الديموقراطية في مصر" وتنظيم انتخابات سريعة واعرب عن ثقته بان القوات المسلحة المصرية ستضمن "انتقالا هادئا للسلطة".

ورحبت رئيسة وزراء استرالية جوليا غيلارد ووزير الخارجية كيفين راد في بيان مشترك ب"يوم استثنائي لشعب مصر" واضافا ان "المصريين طالبوا بالملايين بالتغيير، بمجتمع منفتح وديموقراطي يقدم فرصا اكبر لشعبه".

وشدد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر على ضرورة اجراء انتخابات حرة ونزيهة واحترام حقوق الانسان في مصر بما فيها حقوق الاقليات.

واشاد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بقرار مبارك التنحي معتبرا انه "فكر كزعيم ووضع مصالح مصر فوق مصالحه الخاصة".

وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر بيكاس انه يأمل ان تنظم مصر "انتخابات ديموقراطية وحرة".

وصرح الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر "نريد ان يعلم المصريون انهم يحظون بدعم الاسرة الدولية في وقت يسلكون الطريق الصعب لبناء امة ديموقراطية حقا".

واعلنت سويسرا تجميدا "فوريا" لحسابات حسني مبارك والقريبين منه في الاتحاد ولمدة ثلاث سنوات لتجنب اي احتمال "لاختلاس ممتلكات للدولة المصرية".

وبعد الاعلان عن استقالة مبارك استأنفت بورصة نيويورك ارتفاعها وعوضت الخسائر التي سجلتها عند الافتتاح وحذت بورصة لندن حذوها.

اما اسرائيل التي تخشى تصاعد التيار الاسلامي مستفيدا من التغييرات في مصر فتبنت موقفا اكثر اتجاها الى الحذر وعبرت عن املها في ان تجري المرحلة الانتقالية التي بدأت في مصر "بدون هزات".

وكرر مسؤول اسرائيلي ضرورة الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل التي وقعت العام 1979 والتي رأى انها "تخدم مصالح البلدين وتشكل ضمانا للاستقرار في المنطقة برمتها".

وامل وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان "تتواصل العملية الانتقالية (في مصر) في شكل سلمي ومنظم" واصفا استقالة مبارك بانها "تطور مهم للشعب المصري وتطلعاته الديموقراطية المشروعة".

واعربت الحكومة البرازيلية عن تضامنها مع الشعب المصري داعية الى انتقال سياسي "في اجواء من السلام والهدوء".

ودعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المصريين الى "التفاهم الوطني" و"المسؤولية"، معتبرا ان "عملية ارساء الديموقراطية" بعد استقالة مبارك ستكون "صعبة وشاقة".

في المقابل رحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) برحيل حسني مبارك معتبرة انه "بداية انتصار الثورة" بينما شهد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس مظاهر فرح.

ودعا سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة "القيادة المصرية الجديدة الى اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة وفتح المعبر المصري الى الابد".

بدوره اعتبر اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس ان "مصر تكتب تاريخا جديدا للامة و ان الحصار على غزة بدا يترنح".

وفي الوقت نفسه، رأت ايران ان المصريين حققوا "انتصارا عظيما". وقالت ان "ما حققته الامة المصرية الكبيرة بارادتها رغم مقاومة (...) المسؤولين المرتهنين للقوى الكبرى، يشكل انتصارا عظيما".

وتحدث الاخوان المسلمون في الاردن عن "درس للكثير من الانظمة العربية" بينما تظاهر نحو 500 شخص امام مقر السفارة المصرية في عمان، بينهم مصريون. وقام عدد من المشاركين بتوزيع الحلوى والورود وإطلاق الالعاب النارية.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان ان السودان يحترم "ارادة الشعب المصري" لتحقيق "تطلعاته المشروعة الى الكرامة والحرية والاستقرار والسلام".

واضافت ان "الانتقال السلمي للسلطة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة يعكس الارادة الوطنية".

وفي تونس التي شهدت حركة احتجاجية اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، جاء رد الفعل الشعبي بسرعة وشهدت الشوارع حالة من الفرح فيما وجهت الحكومة التونسية "تحية الى نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه"، في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وسجلت مظاهر فرح في بيروت من اطلاق ابواق السيارات والالعاب النارية وهنأ حزب الله اللبناني المصريين ب"انتصارهم التاريخي".

وعبرت تركيا بلسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو عن "تهانيها" للشعب المصري وقالت انها تأمل في "حكومة" تلبي تطلعات الشعب المصري.

وقالت قطر انها "تحترم ارادة وخيار الشعب المصري" وعبرت عن املها في ان تتمكن مصر من ان "تلعب من جديد دورها القيادي في العالم العربي والاسلامي".

وتجمع آلاف الوافدين المصريين والعرب في العاصمة القطرية ابتهاجا بتنحي مبارك حاملين لافتات عبروا فيها عن البهجة بتنحي مبارك ورفعوا الاعلام المصرية فيما حمل بعضهم ايضا صور الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر.

وهتفت مجموعات من الشباب "مصر مصر حرة والحرامية برة" و"تحيا مصر" و"الشعب المصري اسقط النظام".

واكدت الامارات العربية المتحدة دعمها لمصر و"ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على ادارة شؤون البلاد" و"حرصها الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر".

وعبر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن امله في "انتقال سلمي" يقود مصر الى نظام ديموقراطي.

وفي باريس احتفل حوالى 300 شخص معظمهم من اصل مصري في وسط باريس بتنحي الرئيس المصري. وقال سالم محمد (52 عاما) الذي قال انه منظم التجمع "نحن سعداء جدا بحريتنا ورحيله امل في ديموقراطية لبلدنا وللعالم العربي".

ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب اعلام مصر وكانوا يرقصون ويغنون ويتبادلون القبل.

كما تجمع اكثر من مئة مصري امام سفارة بلادهم في واشنطن احتفالا برحيل مبارك واشادوا بدعم باراك اوباما للمتظاهرين في مصر.
















«الحمد لله على سلامتك يا مصر»
طارق الحميد
السبـت 10 ربيـع الاول 1432 هـ 12 فبراير 2011 العدد 11764
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي
العنوان أعلاه ليس من بنات أفكاري، بل هو نص ما قاله الشاب المصري وائل غنيم بعد إعلان خبر تنحي الرئيس حسني مبارك عن منصبه تحت ضغط الثورة.. نعم هي الثورة المصرية، وكما قال السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، على قناة «العربية» بأنها «الثورة البيضاء».

الحمد لله على سلامة مصر التي تفاجأت بنفسها وشبابها، الذي أجرى نيلها من جديد في عروق المصريين وكل العرب.. مصر التي تفاجأت بمكانتها ونظرة العالم كله لها. والأهم من كل ذلك حب العرب لها، فعلى مدى الثمانية عشر يوما الماضية كانت مصر محور النقاش، ولها الدعاء. عربيا، كلٌ عبر عن خوفه على مصر بطريقته، وكلٌ عبر عن حبه بطريقته أيضا، لكن الجميع كان يدعو لمصر، وأمنها وسلامتها.

العاطفة هي سيدة الموقف اليوم، حتى لدى أكثر الناس عقلانية، لكن ما حدث في مصر يعد أمرا مذهلا. فهي ثورة لم يُرِق ثوارها قطرة دم واحدة، بل كانوا أكثر حكمة وتعقلا ممن حاولوا قمعهم. ظلت مصر عهدة بيد المعتصمين في شوارعها لقرابة أسبوعين دون إخلال أمني، عدا ذاك الذي حدث يوم انسحب الأمن العام. رأينا شعبا، وشبابا، يلتحفون العلم، ويقفون بجانب الجيش المصري الحكيم مرددين «الشعب والجيش إيد واحدة». رأينا حب مصر على أرض الواقع، وليس قصائد، أو خطابات.

هي ثورة الشعب، ثورة ليس لها قائد يأتي بالطائرة من الخارج مثل ما رأينا في حالة إيران يوم جاء الخميني من فرنسا، ولا هي أيضا انقلاب قصر، ولا هي أمر أبرم في مكان ما في الخارج. كل الحكاية أن مصر عادت شبابا من جديد بيد شبابها، وهذا أجمل ما رأيناه في أرض الكنانة طوال الأيام الماضية، ولكن الاستحقاقات اليوم كبيرة، سواء على المصريين أو العرب جميعا المحبين لمصر وأهلها.

اليوم لا بد أن يشمر المصريون السواعد لبناء بلد ديمقراطي حقيقي. اليوم يجب أن يقول المصريون لأنفسهم: لا للانتقام، ولا للتشفي.. ونعم لأخذ العبر. اليوم على الشباب أن يؤسسوا حزبهم، ويصدروا قياداتهم الجديدة. اليوم على المصريين، بكافة مشاربهم، أن يلتزموا كلمة شرف، أو قل «كلمة شباب» كما فعلوا في ميدان التحرير يوم كانت «كلمة الشباب» كبيرة، وهي «سلمية.. سلمية» بأن لا تكون مصر دولة آيديولوجيات، أو انقسام، بل يعلنون بناء الدولة الحديثة، دولة المواطنة والعيش الكريم، خصوصا أن المصريين قد حققوا كل مطالبهم، واليوم عليهم تحقيق أحلامهم.

أما العرب، كل العرب، فعليهم اليوم الوقوف مع الدولة المصرية، والشعب المصري، لتخرج مصر من أزمتها الاقتصادية، ولتتعافى سريعا من شدة الاهتزاز الذي حدث. فمصر ليست للمصريين وحدهم، بل هي لكل العرب. ونحن بانتظار مصر قوية، سياسيا، واقتصاديا، وثقافيا، وعلميا، وإعلاميا، وحتى فنيا. وهذا ليس كلام عاطفة، بل هذا عين العقل، فما فعله الشباب في مصر يقول لنا إن مصر ستكون دائما بخير.

ولذا نقول «ألف حمد لله على سلامتك يا مصر»!

tariq@asharqalawsat.com





















مصر.. الأسئلة السهلة والأجوبة الصعبة
محمد الرميحي
السبـت 10 ربيـع الاول 1432 هـ 12 فبراير 2011 العدد 11764
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

تسمر الناس، والعرب على وجه الخصوص، في الأسابيع الماضية لمتابعة المشهد المصري وتطوراته. الأسئلة كانت سهلة، السؤال الأهم: هل هي ثورة الإنترنت والجيل الرقمي؟ وكانت الإجابة - في الغالب - أن هذا صحيح، إلا أنها إجابة قاصرة. لأن لوم الإنترنت يأخذنا إلى مكان بعيد جدا عن الأسباب. بدأ كثيرون لوم الوسيلة ابتعادا عن البحث في الأسباب، كمثل معاقبة المبلغ عن الحريق والتجاوز عن مشعل النار. عصر الإنترنت هو وسيلة، الأسباب تكمن في مكان آخر، لذلك من سوء التقدير السياسي مراقبة أو قطع وسائل الاتصال الحديثة، أو محاربة قنوات تلفزيونية لأنها - لدى البعض - مصدر الاضطراب، هي فقط جسر وممر لا غير، أما الأسباب فهي تقع في مكان آخر كما سوف نرى.

في العدد الأخير من المجلة الأميركية الـ«فورن أفيرز» ذات الباع الطويل في رسم السياسات الأميركية، عدد يناير (كانون الثاني) - فبراير (شباط) من هذا العام، نشر مقال مطول تحت عنوان «القوة السياسية لشبكات الاتصال الإلكترونية» وهي دراسة موجهة إلى متخذ القرار الأميركي، ينصح فيها كتابها باتباع عدد من السياسات الأميركية، ليست مجال حديثنا هنا.

تاريخ نشر الدراسة يدل على أن كتاب المقال المطول لم تصلهم أخبار تونس، وبالتأكيد مصر، حيث كان الحدثان، وقت كتابة الدراسة، في علم الغيب.

ما يلاحظ في الدراسة أنه ليس بالضرورة أن يكون الحشد الشعبي من خلال الشبكات الاجتماعية الإلكترونية ذا نتيجة إيجابية في نهاية المطاف. في بعضه نعم، وفي عدد آخر منه لا..

بعض النجاحات مثل ما حدث في الفلبين؛ ففي 17 يناير 2001 أثناء محاكمة رئيس الفلبين الأسبق جوزيف سترادا، قرر مؤيدو الرئيس في البرلمان أن يخفوا بعض الإثباتات التي تدينه، بعد أقل من ساعتين من اتخاذ ذلك القرار، تبادل الآلاف من النشطين الفلبينيين المستائين من رئيسهم الفاسد، رسالة تليفونية قصيرة نصها «اذهب إلى الساحة في وسط المدينة والبس قميصا أسود»، وبسرعة تضخم العدد، وخلال الأيام التالية وصل إلى الملايين في شوارع وسط مانيلا العاصمة، كان الوضع مخيفا، مما حدا بالمشرعين الموالين للرئيس إلى أن يغيروا رأيهم ويسمحوا بتقديم الإثباتات التي تدينه، وبعد ثلاثة أيام فقط خرج الرئيس الفلبيني من الحكم. في إسبانيا، حدث الشيء نفسه عام 2004 حيث تنادى عشرات الآلاف من الإسبان للإطاحة برئيس الوزراء جوزيه ماريا آزنار، لأنه كذب عليهم حول المتسبب في انفجارات قطارات مدريد، حيث قال في البداية إنهم جماعة الباسك (المجموعة المناهضة للحكم الإسباني في شمال إسبانيا) وتبين لاحقا أن رئيس الوزراء أراد الاستفادة السياسية من ذلك الحدث، حيث عرف الجمهور أن المنفذين آخرون، فأطيح به عن طريق الحشد الشعبي بواسطة وسائل الاتصال الحديثة.

هناك عدد آخر من النجاحات في استخدام وسائل الاتصال الحديثة في الحشد والوصول إلى النتائج المرادة. إلا أن هناك أيضا العديد من الإخفاقات. في روسيا البيضاء، بيلاروسيا، عام 2006 عندما قامت مظاهرات في الشوارع نظمت من خلال البريد الإلكتروني ضد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، عندما زور الانتخابات البرلمانية، ولكن تلك المظاهرات فشلت في الوصول إلى الإطاحة بالرئيس، جزئيا بسبب القوة الفظة التي استخدمها ضد مناهضيه، وجزئيا بغياب الاهتمام من وسائل الإعلام العالمية.

في مكان آخر قريب منا، فشلت الحركة الاحتجاجية الخضراء في إيران، رغم أن منظميها حشدوا ملايين في الشوارع وأيضا عن طريق استخدام الإنترنت ومن خلال «فيسبوك» و«تويتر»، لقد قوبلت الحركة بقوة ساحقة من مؤيدي النظام والقوة الفظة من النظام نفسه، فلم تأت أكلها.

في تايلاند 2010 المحتجون في وسط بانكوك (القمصان الحمر) الذين استخدموا وسائل الاتصال الحديثة لحشد الآلاف من مناصريهم وسط المدينة احتجاجا على الحكومة، وقررت الحكومة التايلاندية استخدام القوة المفرطة فشتت الجمع، بعد أن قتل العشرات منهم.

هناك إذن أمثلة حية كثيرة وحديثة، في استخدام وسائل الاتصال الحديثة من أجل الحشد والتعبئة للقيام بعمل شعبي واسع ضد نظام قائم. بعضها نجح في مقصده النهائي، وبعضها فشل، لا يتسع المقام هنا لعرض الكثير منها، إلا أن الرسالة التي يمكن استخلاصها أن «الوسيلة» ليست بتلك الأهمية التي يعتقد بعضنا أنها السر السحري لإجراء التغيير، السر السحري يكمن في مكان آخر.

حتى تصل الرسالة، دعونا نذهب قليلا إلى تاريخ أقدم، ديسمبر (كانون الأول) 1955، لم يكن هناك إنترنت ولا «فيسبوك»، حيث قررت المرأة السوداء التي تعمل خياطة في إحدى مدن الجنوب الأميركي أن تركب الحافلة إلى بيتها، ووجدت كرسيا شاغرا ارتمت عليه، وكانت القوانين تفرض أن يخلي الأسود للأبيض الكرسي، ولكنها رفضت عندما صعد رجل أبيض في المحطة التالية، وذهب سائق الحافلة إلى مقر الشرطة، فغرمت المرأة خمسة عشر دولارا، ورفضت أن تدفع الغرامة، وكانت الشرارة التي انطلقت في سماء أميركا بعد ذلك لما سمي لاحقا بحركة الحقوق المدنية التي استمرت 400 يوم، سببت الصداع لكل أميركا، ثم أصبحت روز باركس بطلة من أبطال الحقوق المدنية الأميركية، ونال السود بعد ذلك الحادث الكثير من حقوقهم المدنية.

الشبكات الاجتماعية ووسائل الاتصال الحديثة لا تستطيع وحدها إجبار الحاكم على ترك الحكم أو تغيير رأيه، خطايا الحكم في عصرنا هي التي تفعل ذلك، وهي تراكمية مع مرور الزمن، ومتضخمة نتيجة القراءة الخاطئة للأحداث.

في الحالة المصرية، ليس أكثر من الإشارات العديدة التي كانت تشير إلى مناطق الفساد. من شاهد فلم «عمارة يعقوبيان» للمبدع علاء الأسواني يعرف على وجه الدقة مبلغ الفساد المنتشر، ويكاد الفيلم، أو الرواية السابقة له، أن يشير إلى ذلك بالاسم، وغير ذلك من الأفلام والمسلسلات والكتب والمقالات، لعل آخرها مسلسل وحيد حامد «الجماعة»، وعدد كبير من الكتاب المصريين والنابهين أشاروا إلى المساوئ المنتشرة التي قوبلت إما بالإهمال أو الملاحقة الأمنية والزج في السجون.

النقطة الحرجة عندما يقرر المجتمع المدني أن يتحمل التضحيات، مهما بلغت، لأن العيش في الواقع أكثر إيلاما من تلك التضحيات المطلوبة، عندها ينقلب المشهد، لا كرامة للمواطن ولا حقوق إنسانية في حدها الأدنى مع فساد للنخبة الحاكمة يزكم الأنوف، ويكفى ما ظهر حتى الآن من فساد لمسؤولين مصريين، ربما تصبح فقط رأس جبل الجليد الذي يختفي حتى الآن تحت سطح التسويف.

وهناك ممن إذا وصل إلى سدة السلطة تنفتح شهيته للمال الحرام واضطهاد الناس في الوقت نفسه، فهذا يتطلب ذاك. من شاهد منا ما نقلته وسائل الاتصال (عدسة تليفون جوال) لما حدث على كوبري قصر النيل في جمعة الغضب، ووسائل الاتصال مقطوعة في مصر، حيث فرمت السيارات المصفحة جلود وعظام البشر، يعرف أن استخدام القوة المفرطة من جانب الدولة لا يؤدي إلى النتائج المرادة في الردع مهما بلغت فظاظتها، إن قررت جماعة واسعة من المجتمع المدني دفع الثمن.

إذن هي الحكمة القديمة المتجددة «العدل أساس الملك». ومتى ما فقد العدل، صار مقدمة لفقد السلطة! فلا لوم على الإنترنت؛ لقد ظهرت براءتها.

(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-12-2011, 06:31 PM بواسطة بسام الخوري.)
02-12-2011, 06:23 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: ردود الأفعال العالمية على تنحى حسنى مبارك - بواسطة بسام الخوري - 02-12-2011, 06:23 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حجم الدمار الذى ألحقته إسرائيل بغزة يفوق الذي تعرضت له برلين خلال الحرب العالمية برهان البرهان 0 243 07-29-2014, 01:12 AM
آخر رد: برهان البرهان
  فوكلاند ومشكلة تحكم بريطانيا فى نقاط المواصلات العالمية رضا البطاوى 1 437 03-13-2013, 05:04 PM
آخر رد: الوطن العربي
  نبوءات نوستراداموس عن الحرب فى ليبيا والحرب العالمية الثالثة 2006 -2012 أصحاب الذقون الطويلة 7 10,709 02-23-2013, 04:03 AM
آخر رد: الوطن العربي
  إقليم كتالونيا يطالب بالإستقلال عن إسبانيا ...هدية لهواة نظرية الماسونية العالمية fancyhoney 1 774 09-16-2012, 02:33 AM
آخر رد: سيستاني
  وفاة مبارك فضل 51 8,686 06-20-2012, 07:13 PM
آخر رد: نظام الملك

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS